في الوقت الذي وجه فيه الرئيس الأميركي جورج بوش تهانيه الحارة للمسلمين (أعداؤه التقليديين) بمناسبة رمضان... لم تجد الأمة الإسلامية ولا الجالية الأميركية المسلمة أي تقدير أو حيزا في الخطاب التاريخي للمرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما بمناسبة المؤتمر السنوي للحزب الذي قبل فيه ترشيحه رسميا.
قال بوش في بيان للبيت الأبيض: «أتوجه بالتهاني إلى المسلمين الذين يصومون شهر رمضان في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم كافة». وأضاف «لورا (زوجته) وأنا نتوجه بتهانينا الحارة»، موضحا «رمضان كريم» وكتبت الكلمتين باللغة العربية.
واستطرد بوش «أشكر رجال ونساء الجالية الإسلامية على ما يقدمونه للولايات المتحدة. إن حبكم للأسرة وإيمانكم بالله عززا النسيج الأخلاقي لبلدنا».
نعلم أنها مجرد كلمات رنانة من رئيس أميركي متشدد وصفت فترة حكمه بالأعنف والأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة ضد من؟... المسلمين.
ومع ذلك انه لمن «الاتكيت» أن يبادر بوش بهذه التهنئة لتلميع صورة حكمه والتكفير عن جرائمه وحتى ينال حزبه المقبل في المعركة الانتخابية بعض المكاسب.
كل هذا معقول ولكن ما لا نفهمه هو أن يتجاهل أوباما في خطابه تماما أهمية منطقة الشرق الأوسط، إلا من إشارة سالبة بأنه سيستغني عن نفط الشرق الأوسط في غضون عشر سنوات.
وفي خطابه الذي شاهده 38 مليون شخص تجاهل أوباما أيضا هموم الجالية المسلمة في الولايات المتحدة وكأنها لا تمثل أي ثقل في عملية التصويت المرتقبة بعد شهرين.
هذا بالطبع مرفوض من المرشح الديمقراطي وإن كان محبوبا.
أعتقد أن الضعف الذي تمر به المنطقة العربية والإسلامية عموما ومخاطبة زعمائنا للقادة الغربيين من منطلق الضعف هو الذي جلب لنا هذا التغافل.
على رغم ذلك يجب ألا تكون قضايانا في أصغر جيوب أوباما أو غيره.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ