العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ

حوار العصفور و «العلمائي»... من يُبادر؟

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

«أنا مستعد للجلوس مع المجلس الإسلامي العلمائي للتحاور بشأن القضايا المهمة المطروحة في الساحة». بالنسبة إلى كثيرين كانت هذه الفقرة هي الأبرز في لقاء «الوسط» مع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومستشار المجلس الأعلى للقضاء الشيخ أحمد خلف العصفور يوم أمس، لما تحمله من بوادر تقريبية للملمة الشتات وتوحيد الصف البحريني بصورة أوسع، ولو في المساحات المشتركة، وهو ما تحتاجه المملكة في هذه الفترة خصوصا.

من غير المنطقي التعامي عن حال القطيعة التي أفرزتها سنوات الانتفاضة التسعينية وما قبلها من اختلاف في المواقف، وإن حدثت هناك مبادرات رائعة على مستوى التواصل الاجتماعي وحتى السياسي في فترة الانتخابات بين «الوفاق» والشيخ العصفور نوعا ما، وقبلها مع المرحوم المجاهد الشيخ الجمري، إلا أن الحال بقي على ما هو عليه في الجانب التنسيقي على مستوى قضايا الساحة المهمة، كرؤية الهلال والأوقاف وكادر الأئمة وغيرها، وهو ما يبقي على صورة القطيعة التي مازال ينظر إليها الناس بأنها لم تتغير إلى المطلوب.

ربما يستغرب البعض طرح هذه الفكرة في هذا الوقت بالذات، ولكن أقول إن ما تتعرض له الساحة الوطنية من تهييج طائفي وتياراتي على عدة مستويات يفترض عدم القفز على نقاط الفرقة، وترتيب البيت الداخلي ما أمكن، فهناك مشكلات ملحّة لا يمكن حلها إلا بالتعاضد والتآزر وتلاقح الأفكار، بعيدا عن لهجات التخوين التي لا يطلقها سوى بعض المحسوبين على كلا الطرفين، فيما يتعالى الكبار عن التفكير فيها حتى، وينأون بأنفسهم عن الخوض فيها أصلا.

ربما تكون رؤية الشيخ حميد المبارك التي طرحها قبل أسابيع في خطبة الجمعة هي السبيل الأفضل لعلاج مشكلاتنا الداخلية، حين رأى أن العلاج يكمن في «التلاقي الذي يتم بمنأى عن المجاملات والبروتوكولات والاجتماعات التمظهرية»، والذي أسماه بـ «الصراحة الهادئة»، فالأمر في نظر المبارك ليس دائرا بين المجاملة الكاذبة وبين العراك الذي تتجاوز فيه القيم والآداب، بل يوجد أمر وسط بينهما وهي المصارحة التي تعترف بما للآخر وما عليه، وليس التركيز على أخطاء الآخر وتقديس الذات.

أخطر ما يخشاه البحرينيون هذه الأيام التلاعب بمصير الكثير من الأوقاف الذي تقوم به أطراف رسمية بمرأى ومسمع الجميع، وهذا واحد من الملفات (المشتركة) التي تحتاج إلى تكاتف بعيدا عن «التياراتية» لإعادة الأمور إلى نصابها وحفظ ما يمكن الحفاظ عليه.

لا نريد أن نسمع عن لقاءات صورية بين العصفور والمجلس العلمائي وكذلك بين بقية الأطراف الدينية، ولكن نريد أن نرى نتائج عملية لهذه اللقاءات على أرض الواقع قريبا. وهذا ليس مستحيلا على ذوي العقول الكبيرة، فمن يبادر؟.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً