اشتاطت «إسرائيل» حكومة وشعبا غضبا الأربعاء جراء صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني، فلم أرَ من قبل دولة بكامل سيادتها وهيبتها تذوق طعم الذل المعنوي ومن تلقاء نفسها مثلما حدث للدولة العبرية أمس الأول، إذ احتضن لبنان أبناءه أحياء يرزقون وبكامل صحتهم علاوة على جثث شهداء عرب أوفياء في مقابل جثتي جنديين صهيونيين ظن العدو حتى اللحظة الأخيرة أنهما ربما يكونا أحياء وفي هذا دليل على حصافة ورجاحة عقل المفاوض اللبناني.
لقد خرج كل من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس وزراؤه إيهود أولمرت من طور الأدب واللباقة الأخلاقية فوصف الأول الاحتفالات المستمرة في لبنان بأنها أمر «معيب»، مؤكدا أن «الانتصار المعنوي الكبير حدث لـ «إسرائيل». وقال بيريز «نشاهد في لبنان احتفالا رسميا لاستقبال القنطار المجرم الذي حطم بعقب البندقية جمجمة طفلة في الرابعة من عمرها ولم يعبر عن أسفه حيال ذلك». ونسي المجرم الحقيقي (بيريز) ما فعلته آلة الدمار الصهيونية الحاقدة من مجازر لا تحصى ولا تعد بحق أطفال وشيوخ ونساء الأراضي الفلسطينية المحتلة لنحو 60 عاما. وأتساءل أين الانتصار المعنوي الإسرائيلي وقد ذرفت الدموع وأشعلت الشموع على أشلاء ما يؤكد أنها الهزيمة أصبحت هزيمتين بانتهاء حرب يوليو/ تموز 2006 والآن. وفي بيان قال المجرم الآخر (أولمرت) «عار على أي وطن أن يحتفل بالإفراج عن وحش بشري كسر جمجمة طفلة»، في إشارة للقنطار، وتجاهل أولمرت اغتيال الأطفال الرضع والمسنين المقعدين من أمثال الشيخ أحمد ياسين؟.
إن العرب يجب أن يستلهموا العبرة اليوم من تحرير الأسرى اللبنانيين ويعلموا أن طريق النصر أصبحت ممهدة ولكن ليس بالورود بل بالصمود.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2142 - الخميس 17 يوليو 2008م الموافق 13 رجب 1429هـ