حذر خطيب جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق من ظاهرة الحسد بين الناس، لكونها سببا في تآكل الحسنات وظلامة القلب وإثارة الأحقاد، مؤكدا أن نعمة الهداية لدين الإسلام أكبر نعم الله وأنه من الخطأ الاعتقاد اقتصارها على نعمة المال والأولاد، بحسب تعبير توفيق.
وقال توفيق في خطبة الجمعة ليوم أمس «جاء الإسلام ليهذب النفوس ويصلح ويداوي أدواء القلوب، جاء الإسلام وفي الناس الغل والحسد والشرور والتباغض والتنافر، فجعل الألفة والاجتماع من الدين، وتمني الخير للناس من الإيمان، ونزع صبغة الشر من القلوب، فكان خير الناس من أحب لصاحبه الخير، فأصبح الناس في خير ما عرفته البشرية من حب وصفات الكمال وعالي الأخلاق».
وبشأن عطايا الله للمخلوق قال توفيق «لو تأمل كل صاحب نعمة وتفكر فيما أنعم الله عليه لوجد أن الله تعالى قد آثره بها على غيره، فصاحب الصحة والمال في نعمة كبيرة بالنسبة للفقير المريض أو المريض وحده، وهكذا كلمنا تفكرنا في نعم الله تعالى لوجدناها كثيرة ومتنوعة»، لافتا إلى أنه من أكبر المغالطات والخطأ أن يظن أن النعمة هي فقط المال والأولاد وإن كانت أكبر نعمة ولكن «لو تفكرنا لوجدنا أكبر نعمة هي نعمة الهداية لدين الإسلام وأن جعلنا الله تعالى مسلمين».
وأضاف «من مناهج النعم وشكرها أن الإنسان إذا أراد أن ينعم في حياته فعليه أن يبتعد عن حسد غيره، فالحسد يأكل الحسنات ويظلم القلب ويثير الأحقاد والضغائن بين الناس، والعلاج فيما ذكرنا وبأمر آخر مهم، وهو لا ينظر الإنسان إلى من هو أعلى منه بل ليعرف مقدار نعمة الله تعالى عليه فلينظر إلى من هو دونه، قارن بين ما أنت فيه من نعمة مع الآخرين الذين حرموا ما أنت عليه وعندها ستجد فضل الله عليك، هذه المنهجية هي ما رسمه وقرره رسول الله حين قال (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عليكم)».
وتابع «من مناهج النعم في الإسلام أن الله تعالى إذا أنعم على عبد بنعمة يحب أن يرى أثرها عليه، وهذا منهج لطيف دقيق وكأن المسلم يشكر ربه بإظهار نعم الله وكأن حاله يقول يا رب هذه نعمتك عليّ، وهذا منهج رباني نبوي، يقول أحد الصحابة (أَتَيْتُ النَّبِيَّ فِي ثَوْبٍ دُونٍ فَقَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟ قَالَ: قَدْ آتَانِي اللَّهُ مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، قَالَ: فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِه)».
العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ