من مميزات المجتمع إذا كثر أفراده زادت معوقاته ومشكلاته الاقتصادية والجنائية والسياسية والإجرامية ... الخ. هذا بطبيعة الحال أمر ليس بغريب على جميع المجتمعات العالمية. إنه الواقع الذي يعيشه العالم اليوم، والحكومات تعمل جاهدة على حل معظم المشكلات التي تواجه مجتمعها.
وسبب هذه المقدمة البسيطة هو الوضع الحالي للكثير من برك السباحة في مملكة البحرين. ولا يخفى على كل من يحب هذه الأرض الطيبة أن موضة بناء بركة سباحة هذه الأيام كمشروع تجاري زادت زيادة كبيرة وغير متوقعة، كذلك زيادة الطلب عليها من قبل الكثير من العوائل لقضاء أوقات ترفيهية ممتعة، وخصوصا خلال الإجازات الأسبوعية في أوقات الحر القاتل، فمملكة البحرين بلد صغير لا تتوافر فيه أبسط قواعد أمور السياحة والترفيه، لذلك يعمد معظم المواطنين إلى أماكن محدودة لا تتعدى (المطاعم والسينما والمجمعات التجارية والسواحل البحرية والمقاهي الحديثة ثم برك السباحة)، وأخطر أمور الترفيه لدينا هي برك السباحة التي تخطف سنويا الكثير من الأطفال فيما بين سن الثانية والثامنة، ولحل هذه المعضلة ممكن عرض الأمور الآتية التي تحتوى على مقترحات قد تكون بناءة ومفيدة للوطن والمواطنين:
- فرض الجهات المعنية التي تصدر الترخيص لإقامة مثل هذا المشروع التجاري الترفيهي (بركة سباحة) شروطا يجب ألا تتنازل عنها أو تتساهل بها أو حتى الصد عنها ولو إلى حين (سواء الترخيص الجديد أو القديم) والشرط الأول هو: تخصيص فتاة مسعفة وهي في الوقت ذاته مراقبة، وتكون ملزمة لصاحب البركة أو مستثمر هذا المشروع ليكون دورها هو مراقبة العوائل وأطفالها حين ارتياد البركة والسباحة فيها، شريطة أن تكون هذه المسعفة مدربة تدريبا ممتازا في معالجة حالات الغرق والتنفس الصناعي واستخراج المياه من الرئة بطريقة علمية وصحيحة لأي حال طارئة مع الاتصال بالإسعاف بالسرعة الممكنة للحضور إلى موقع الحادث، لذلك سيكون وجود هذه المسعفة في موقع كهذا يطمئن الكثير من العوائل المرتادة لهذه الأماكن الترفيهية.
- كذلك يجب أن لا نغفل عن دور الدفاع المدني، فالمسئولون في الدفاع المدني أيضا لهم مهمة قد لا تقل أهمية عن دور المسعفة وهو فحص وتأكيد سلامة المنطقة المحيطة ببركة السباحة لتحاشي وجود أي أسلاك كهربائية غير سليمة أو ممزقة في بعض أطرافها ما يتسبب في صعق المرتادين كبارا وصغارا لو لامست هذه الأسلاك المياه المتسربة من البركة أو من السباحين.
وهناك أمر آخر وهو موقع المطبخ، أو أي موقع توجد فيه الثلاجات والأدوات الكهربائية، فأسلاك هذه الأجهزة يجب أن تكون سليمة أولا ومرفوعة عن الأرض كي لا تصل إليها المياه بأية طريقة ما يتسبب أيضا في إصابات وحوادث تكون نتائجها مؤلمة. والأمر الأخير بالنسبة إلى الدفاع المدني هو مراقبة هذه الأمور وخصوصا في فترة الصيف، فزيارة رسمية فجائية للموقع كل أسبوعين للتأكد من سلامة الموقع قد تفي بالغرض، وتتحصن بها هذه المواقع.
في نهاية ما أطرح هنا، أنه يجب أن لا تتنازل الجهات الرسمية عن أمور وموضوعات تلحق الأذى بالمواطنين، فلا الـ 20 دينارا ولا المئة إذا دفعت لشخص لتستر أخطاء من ناحية السلامة تستطيع أن ترجع إلى الحياة روحا لطفل أصيب أو أحد أفراد العائلة.
هناك أيضا فائدة يجب ألا نسهوا عنها بالنسبة إلى المسعفة، من ناحية إيجاد خبرة ووظائف جديدة لفتيات بحرينيات قد يعملن كمحترفات في المستقبل لو قام جهاز التدريب بوزارة العمل أو أية شركة محترفة بالتدريب، على تنفيذ هذا المشروع لمجموعة من الفتيات الراغبات في امتلاك هذه الخبرة التي تعتبر غاية في الأهمية هذه الأيام.
حمد الشهابي
العدد 2161 - الثلثاء 05 أغسطس 2008م الموافق 02 شعبان 1429هـ