قبل مئة عام وبالتحديد في الحادي والعشرين من أغسطس/ آب من العام 1908 انطلقت من دمشق مرورا بالأراضي الأردنية وانتهاء بالمدينة المنورة أولى رحلات خط سكة حديد الحجاز.

اليوم وبعد مرور هذه السنوات، بدأت احتفالات متزامنة في كل من دمشق وعمّان بالذكرى المئوية الأولى لإنشاء الخط الذي يعتبر أحد أهم منجزات الدولة العثمانية في المنطقة العربية إذ أحدث ثورة في عالم النقل في المنطقة آنذاك وتحديدا فيما يتعلّق بنقل الحجاج إلى الأراضي المقدّسة في الحجاز.

اليوم الأوّل للاحتفالات بدأ من محطة السكة في جنوب عمّان (منطقة الجيزة) وجرى خلاله استعراض للآليات والقطارات العاملة في الخط ترافقه موسيقى القوّات المسلّحة الأردنية. كما فتح متحف الخط أبوابه أمام الزوّار لعرض مقتنياته القديمة التي تعود إلى بدايات إنشائه وتم إعادة تسيير رحلات للركاب ونقل البضائع عبر الخط من عمّان إلى دمشق.

ومع مرور السنوات اندثرت أجزاء من الخط وتوقف استعماله كناقل رئيسي للحجاج، واقتصر عمله على الرحلات الداخلية في كلّ من سورية والأردن.

وقال مدير عام خط سكة حديد الحجاز في الأردن محمود الخزاعلة «الخط يسير عبر محطاته داخل الأردن ويتوقف عند الحدود السعودية جنوبا بسبب اندثار أجزاء كبيرة منه في الأراضي السعودية»، موضحا أنْ «قدم الخط وتعرجاته تحول من دون استخدامه ضمن شروع الربط الحديدي بين مدن الأردن والدول المجاورة»، مؤكّدا ضرورة إعادة تأهيل الخط.

ويبلغ عدد محطات الخط 59 محطة، ويبلغ طوله 1303 كيلومترات بين نقطة الانطلاق والوصول، منها 452 كيلومترا داخل الأراضي الأردنية. وبدء بإنشائه في العام 1900 بكلفة بلغت خمسة ملايين ليرة ذهبية عثمانية. وتعتبر حكومات كلّ من الأردن وسورية والسعودية الخط وقفا إسلاميا.

ويشهد اليوم الخميس وهو اليوم الثاني من أيام الاحتفال وصول قطار سوري ينطلق من محطة درعا على الحدود السورية - الأردنية حتى محطة المفرق (شمال الأردن) يقل شخصيات رسمية وشعبية. ويتزامن ذلك مع موعد وصول الرحلة الأولى للخط إلى عمّان قبل مئة عام، ويلقي مدير عام الخط الحجازي الأردني ونظيره السوري كلمات بهذه المناسبة. وخلال اليوم الأخير من الاحتفالات تقام حفلة فنية، كما أصدر الأردن طابعا بريديا بهذه المناسبة. وكان وزراء النقل في كلّ من السعودية والأردن وسورية قد وقعوا في أبريل/ نيسان الماضي في العاصمة الأردنية على محضر اجتماع الهيئة العليا للخط الحديدي الحجازي، بهدف البحث في إمكان استغلال أملاكه عبر مساره لغايات الربط بين هذه الدول.