العدد 2176 - الأربعاء 20 أغسطس 2008م الموافق 17 شعبان 1429هـ

علي مهدي: الهندسة الصوتية هي الأقرب إلى قلبي

الإبحار في عالم الصوتيات بحاجة إلى مجاديف الصبر والتحمل، هذا إذا ما خضنا في حيثيات هذا العالم الذي أضحى الخوض فيه وفي ربوعه بحاجة إلى مجاديف أخرى.

فمن الكلمات الرنانة التي يكسوها صوت الموسيقى منغمة لتلك الحروف والكلمات لتظهر للناس بتذوق خاص يحلو لمستمعه كم ومتى وكيف كانت هذه الكلمات...

وبحروف الشعراء وحناجر المنشدين والملقين... نعرف أن للصوت فنونه وأدواته وتذوقه، نتحاور حينها مع متذوقي وصانعي الصوت، مع من حولت أصابعهم بأزرار الأجهزة الالكترونية وأحرف كتبت على الورق إلى صوت تشغف به الآذان، مع من أذهل الجمهور بأوبريت «لبيك يا حسين»، الشاب الذي كرس وقته لموهبة أحبها وأحببته... كان هذا اللقاء مع علي مهدي:

لماذا اخترت هندسة الصوت؟

- بصراحة حاولت في البداية أن أختار فنا أجيده وأطور نفسي من الناحية العملية والمادية، ووصلت إلى مرحلة كان لابد لي من اختيار فن أو مهنة، فكانت هندسة الصوت، إذ هي الأقرب إلى قلبي ونفسي وبصراحة أكثر يمكن للإنسان التميز أكثر في هذا المجال وأن يقدم أكثر.

لكل عمل بداية، فكيف كانت بداية علي مهدي؟

- بدايتي كبداية كل مبتدئ يبحث عن المعلومة والتطوير يجد الصعوبات مع شح وقلة المعلمين والمفيدين في هذا المجال، على رغم أن هناك الكثير من مهندسي الصوت وموهوبي هذا المجال. فكانت تجربتي منذ الصغر عشق الصوتيات، وحاولت أن أقلد الأصوات بنفسي، وبعد أن كبرت قمت بشراء أجهزة تعنى بالصوتيات وحاولت أن أتعلم بنفسي كيف أحول الأحرف والكلمات إلى موسيقى يتذوق لها السامع وتعجبه، فمنذ هذا الوقت استطعت أن أتعلم وأتدرب على بعض الأجهزة البدائية حتى وصلت إلى أن اشتري الأجهزة المتطورة إلى حين وصلت إلى هذا المستوى من اهتمامي بالصوتيات.

لديك ميول للتصميم الفني بالكمبيوتر، كما لديك فن هندسة الصوت، أين علي مهدي من هذا وذاك؟

- المزج بين الفنين شيء جميل بالنسبة لي، ولا أستطيع الفصل بينهما، ولكن أستطيع القول إن لكل فن وقتا في قلبي، فمع التصميم أحس بمزج نفسي مع الصوت، ومع الصوت أتنفس التصميم.

كيف كانت تجربة أول هندسة لك؟ ومع من؟

- لا أستطيع اعتبارها أول تجربة وإنما مررت بمحاولات في البداية لكي أتقن عمل الصوتيات، وكان الأهل والمحبون لديهم الأثر الكبير في مساندتي وتطويري.

فكانت أول تجربة لي درسا أتعلم منه الخبرة والتطوير، فكانت تجربة جميلة على رغم بعض الصعوبات لقلة الخبرة، وكانت مع بعض المهتمين والمتذوقين بالصوتيات مثل المنشدين.

هل عملك بالصوتيات هو نتيجة دراسة أم خبرة؟

- لو قلت لك نتيجة خبرة فسأكون غير منصف في ذلك، وأقولها بصراحة: الخبرة لا تكفي، ولكن مع مزج الدراسة بالخبرة نحصل على نتيجة مرضية لعملنا. فقد قمت بتطوير نفسي عبر خبرتي التي كانت من أعمالي التي قدمتها ومن خلال متابعتي للصوتيات عبر البرامج أو بعض المهتمين وصلت إلى نتيجة أظهرت لي موهبتي في هذا الفن الرائع، وعرفتني على نفسي أكثر كشخص باستطاعته أن يصل بعمله إلى الأفضل.

هل تعتقد بأن هناك صعوبة في عملك في الصوتيات؟

- لا، ولكن لكل عمل خاصية، فبعض الأعمال تستغرق وقتا طويلا وبعضها يحتاج إلى وقت قصير، ولكن الغالبية في العمل بالصوتيات يكون بحسب الألحان.

ما هي البرامج التي تتعامل معها؟

- أكثر البرامج التي اعمل بها هي برنامج البروتولز.

في عالم الهندسة الصوتية نسمع بمصطلحات عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر الصولو والكورال والإيقاع، فهل بالإمكان أن تتكلم لنا ماذا تعني؟

- الصول هو الصوت الأساسي لمن يتذوق الصوت، والكورال هم المجموعة التي تردد المستهل (المذهب) أو أرضية القصيدة (الآهات) أما الإيقاع فهو الزمن أو السرعة.

ما الفرق بين الهندسة الصوتية والتوزيع الصوتي؟

- الهندسة هي التعامل مع أجهزة صوتية إلكترونية لعمل التسجيل والمكسر والتوزيع الصوتي هو عمل الكورال والآهات على التوزيع الموسيقي.

ما العمل الذي تشعرون بأنكم أبدعتم فيه؟

- العمل الذي أبدعنا فيه هو اوبريت «لبيك يا حسين»، إذ شاركت فيه مجموعة من الأشخاص المعروفين على مستوى البحرين.

أين يجد علي مهدي نفسه في هندسة الصوتيات على رغم كثرة المحلات التي لها التخصص نفسه؟

- أعتقد بأن العمل في هندسة الصوت ليس سهلا، كما أنه ليس بالصعوبة، فإذا توافرت الإمكانات والنَفس في العمل سيكون هناك تنافس واضح ومثمر على الساحة، أما إذا كان هناك أشخاص دخلاء على العمل فسوف يفسد عمله ويفسد من حوله، وبالتالي أطالب كل من يعمل في هذه المهنة أن يكون لديه حب المنافسة الصريحة والصادقة لكي تكون منافسة شريفة فعلا.

هناك اتهام يوجه إلى مهندسي الصوت بأنهم يبالغون في المؤثرات الأمر الذي يطغى على الكلمات فتصبح عديمة الفهم، فما قولكم؟

- لا أعتقد بأن هذا اتهام وإنما هو نقد، والنقد ليس مشكلة إذا كان صادرا عن أشخاص لديهم ذوق أو دراسة أو حتى خبرة في هذا المجال، أما إذا كان النقد من أجل التجريح أو من أجل إنقاص شأن شخصية مهندس أو فني الصوت فهذا ليس عدلا.

نحن في هندسة الصوت نعمل على إرضاء المتقدم لدينا بهندسة شريط أو أي عمل فني، ثم نرضي جماهيره بالأخص، وهناك أشخاص ليست لديهم علاقة بالصوت مثلا أو ليست علاقة جيدة بالشخص فيقومون بتجريحه أو نقده بصورة غير صحيحة. وأيضا هناك بعض المهندسين يبالغون كثيرا في وضع المؤثرات، وذلك لأسباب يفرضها الشخص الذي يتقدم بهندسة كلماته أو المنتج.

لنرجع قليلا ونسألك: لمن تسمع من الموسيقيين؟

- استمع إلى الموسيقار العالمي بيجان مرتضوي ومجيد انتظامي والى الموسيقى التركية والإيرانية بشكل خاص.

ولماذا اخترت الموسيقى التركية والإيرانية على رغم صعوبة اللغة فيها؟

- (يضحك قليلا): نعم، لكن لو نظرت للموسيقى التركية والإيرانية فإنها تتركب من إيقاعات تجعلك تتذوق الموسيقى بهدوء وليس بفوضى أو كأنها دقات طبول.

برأيك، هل ساهمت المؤثرات الصوتية في انتشار القصيدة بالشكل الصحيح؟

- ليس فقط ساهمت بانتشار القصائد وإنما ساهمت في تذوقها وفهمها. أريد هنا أن أضرب لك مثلا، لو أن أي قصيدة كانت من دون موسيقى فلن تستطيع تذوقها بقدر ما تكون الموسيقى مصاحبة لها.

إننا في عالم اليوم الكل يريد أن يظهر لقصائده فنا وتذوقا، وبالتالي لا يستطيع أي شخص أن يعرض تسجيلاته من دون موسيقى وهنا ستكون الخسارة التي تلحق به.

ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

- الصعوبات كثيرة وعلى رأسها التحديات المالية، نواجه صعوبة كبيرة في الحصول على المبالغ المالية لتوفير الأجهزة، وعدم توفيرها يسبب لنا الإحباط، إذ لا توجد شركات ضخمة تقوم برعاية هذه الفنون وأصحاب رؤوس الأموال غير ملتفتين لهذا الشيء.

هل قمت بزيارة محلات لديها اهتمام بهذا الخصوص؟

- نعم قمت بزيارة محلات منافسة في البحرين ولدي اتصال بمحلات في الكويت والدول المجاورة وتعرفت على الكثير من مهندسي الصوت، كذلك تعرفت على البرامج التي يعمل بها المهندسون وفنيو الصوت.

كم عدد ساعات الهندسة لقصيدة واحدة فقط؟

- تترواح بين 3 و4 ساعات.

الطريق الأمثل لمن يود تعلم هندسة الصوت... إلى أين يتجه؟

- هناك بعض المعاهد تدرس هذا المجال بشكل احترافي ومتخصص في دولة الكويت.

هل تقبل بأن تتعامل مع الكل أم ترفض البعض لسبب أو لآخر؟

- ليس هناك قبول أو رفض في العمل، وإنما هناك تبادل مصالح عملية، فأي شخص يريد تسجيل شريط هو يريد الأفضل، وبدوري أريد الشخص الذي لا يسبب لي مشكلات سواء مادية أو معنوية.

على الأغلب ما أطول فترة قضيتها في هندسة عمل من الأعمال؟ وأقصرها؟

- أطول عمل أوبريت هو «لبيك يا حسين» لقناة «المعارف»، والذي شاركت فيه نخبة من الشخصيات المعروفة في البحرين، وقد ظهر لافتا خلال شهر محرم الماضي.

العدد 2176 - الأربعاء 20 أغسطس 2008م الموافق 17 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:25 ص

      ساعدوني

      هل يوجد معاهد في البحرين لتعليم الهندسة الصوتية

اقرأ ايضاً