العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ

كتاب يوثق التطوّر المرحلي للتعليم الصناعي في البحرين

لبنته الأولى وضعت العام 1936 في «الهداية» و«الغربية»

يتذكر أحد أبناء البحرين وهو جعفر عبدالله هاشم أنه في العام 1937 كان طالبا في مدرسة المنامة الابتدائية للبنين (الخليفية)، فيقول: «كنتُ أشاهد مع زملائي عند بوابة المدرسة (عريشا) به أدوات وعدة نجارة ويعمل بداخله مدرس واحد، ومعه بعض الصبية. كأطفال صغار يأخذنا الفضول ونقترب منهم ونراقب ماذا يفعلون».

ويتابع «في العام 1938، تم بناء مدرسة مستقلة للصناعة مقابل مدرستي، وقد التحقت بمدرسة الصناعة العام 1941، وبدأ التعليم فيها بمنهج دراسي موزع على سنتين، وقد خططت المدرسة آنذاك على النحو القديم، فأول بناء لها كان يشمل ثلاث غرف تتوسطها غرفة الإدارة ويوجد رواق فسيح على وجهة الغرف، واللافت للنظر أن مدرستي تغير اسمها عدة مرات. ففي بدايتها سميت (الجعفرية) وحين انتقلت مسئولية الإدارة إلى الحكومة أطلق عليها (الخليفية) ثم تغير الاسم إلى (الغربية) وأخيرا سميت مدرسة أبي بكر الصديق ومازالت إلى اليوم تحمل الاسم».

النعيمي: تقديم لابدّ منه

ذلك نص جاء في كتاب «تاريخ التعليم الصناعي في مملكة البحرين» من الثلاثينيات إلى مطلع الألفية الثالثة، وهو كتاب مهم، يعتبر جهدا توثيقيا كبيرا. وفي تقديمه للكتاب الصادر في العام الماضي 2007، لم يغفل وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي الإشارة إلى ما حظي به هذا التعليم من مكانة متميزة؛ نظرا لخصوصيته المتمثلة في الارتباط الوثيق بين مخرجاته واحتياجات سوق العمل، ولذلك تميزت مسيرة التعليم الصناعي باستجابة دائمة لمتطلبات التنمية الشاملة لوطننا حيث كانت نشأة هذا النوع من التعليم مبكرة منذ العام 1936 الذي شهد اللبنة الأولى للتعليم الصناعي بفتح صفين دراسيين في مجال النجارة باعتباره حاجة من حاجات السوق الأساسية آنذاك، واستمر التعليم الصناعي منذ ذلك الحين في التطور والنمو، حتى مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.

زاد مطلع الخمسينيات من القرن الماضي إقبال الطلاب عليه فبادرت الحكومة إلى توسيع نطاقه وزودته بالمتطلبات الحديثة التي تعزز ارتباطه بسوق العمل، حيث كانت المدرسة تساهم حتى في تدريب عمال الشركات، كما شهدت المراحل اللاحقة خطوات نوعية في تطوير التعليم الصناعي، فتم افتتاح عدد من المدارس في الفترة الفاصلة بين 1969 و1987 حتى أصبح عددها 4 مدارس صناعية تضم تخصصات دراسية عديدة.

وارتفع عدد المنتسبين إليها من الطلاب إلى نحو خمسة آلاف طالب حاليا، وخاصة بعد أن تعزز التعليم الصناعي بافتتاح معهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا، الذي تتوافر فيه كل المقومات المحققة للتعليم الصناعي وانطلاقته المنشودة في مسيرته الهادفة إلى إعداد الشباب البحريني بمستويات عليا من المهارة والكفاءة، بالإضافة إلى الدور البارز لمركز التميز للتعليم الفني والمهني الذي بدأ في ممارسة فعالياته بتدريب المعلمين الفنيين للارتقاء بمستوياتهم الفنية والمهنية، بالإضافة إلى دوره البارز في تقديم برامج خدمة المجتمع (انتهى تقديم الوزير).

«الهداية» بالمحرق و«الغربية» بالمنامة

هذا الكتاب يعتبر توثيقا مهما للتعليم الصناعي في البلاد، فهو يشمل في ثمانية فصول بدايات التعليم المهني ومدى احتياج المجتمع إليه، ثم الإرادة والإنجاز، ثم إرساء دعائم الارتقاء والتوسع، وبدء مسيرة التحديث فيما ينظر الفصل الخامس إلى واقع التعليم الصناعي واحتياجات سوق العمل، ويتلوه السادس بشرح نظام الحلقات التأهيلية والبدائل المطروحة، ويركز السابع على النظام المطور للتعليم الصناعي في الميزان كرؤية مستقبلية، ويفرد الثامن محلقا وثائقيا مدعوما بالمعلومات والصور والرسائل.

ولكن من المهم النظر إلى الباب الأول، وهو «التعليم الصناعي في دول الخليج العربي»؛ حيث من المعروف أن نظم التعليم عموما أخذت تلقى اهتماما وعناية فائقة في المجتمعات الحديثة، ولاسيما بعد أن أثبتت الأبحاث والدراسات أهمية التعليم بأنواعه.

ولقد وضعت اللبنة الأولى في بناء التعليم الصناعي بالبحرين في العام 1936 حيث أضيف إلى مدرستي الهداية الخليفية بالمحرق والمدرسة الغربية بالمنامة فرع لتعليم النجارة على مستوى مهني محدود، وفي العام 1937 أضيف إلى فرع النجارة فرعان جديدان هما: البرادة والحدادة؛ مما أدى إلى إيجاد بناية مستقلة وقد ساد الدراسة جو عملي حرفي أكثر مما هو صناعي، وذلك لانعدام الآلات فيها والاعتماد كليا على الأدوات اليدوية المعروفة.

وخلال الفترة من العام 1940 حتى العام 1950 كانت هناك محاولات لوضع نظام ثابت تسير عليه المدرسة في مختلف أمورها، وزودت المدرسة الصناعية بمعمل وآلات وتزايد عدد الطلبة في المدرسة. وفي العام 1958 طورت مناهج الدراسة وحدد القبول بحملة الشهادة الابتدائية كحد أدنى، ثم اقتصر الالتحاق على حملة الشهادة الإعدادية اعتبارا من العام الدراسي 1969 حتى العام 1970.

وكانت أهداف التعليم الصناعي كما حددتها خطة وزارة التربية والتعليم هي:

- إعداد الأيدي العاملة ذات الخبرة في المجالات التي تتطلبها خطة التنمية.

- تهيئة القادرين من طلابه لمواصلة تعليمهم في المراحل التعليمية الأعلى.

- إعداد جيل من الصناعيين يسهم في تطوير الصناعات المحلية بالبلاد، ويسد حاجاتها من الأيدي العاملة الوافدة.

وعلى أية حال، فإن هذه المراحل انطلقت بجهود رجالات شكلوا علامات مضيئة في مسيرة التعليم الصناعي حيث أفرد الكتاب فصلا لمديري المعارف ووزراء التربية والتعليم، ووكلاء وزراء التربية والتعليم، والوكلاء المساعدون للتعليم العام والفني والمهني، ومديرو إدارة التعليم الفني والمهني (إدارة التعليم الإعدادي والثانوي) ورؤساء التعليم الثانوي الصناعي.

مديرو «المعارف» والوزراء

من المهم أن نعطي لمحة بأسماء مديري المعارف ووزراء التربية والتعليم منذ العام 1919 حتى اليوم:

*الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة (1919-1954).

* فائق إبراهيم أدهم (1930 - 1939): من أهالي مدينة صيدا في لبنان، وكان يعمل قبل قدومه إلى البحرين مدرسا بالقسم الثانوي بجامعة بيروت الأميركية، وأصبح هذا الرجل المسئول عن إدارة المعارف في حكومة البحرين في العام 1930 إلى أن استقال وغادر البلاد عام 1939.

*أدريان فالنس (1939 - 1941): استقدمت حكومة البحرين المستر أدريان فالنس من إدارة التعليم في العراق من خلال التعاون بين المجلس البريطاني ودائرة المعارف في البحرين، وبعد قدومه قام بزيارة كل المدارس واتصل بالمديرين وبعض المدرسين وبعض الأهالي، وتحدث معهم ثم قدم لحكومة البحرين تقريرا مفصلا مشفوعا بتوصيات محددة، وأقرت الحكومة هذه التوصيات وأعادت تنظيم التعليم على أساسها. وحتى يتم أدريان فالنس خطته عين مديرا عاما للتعليم عام 1940 وفي العام 1941 أنهيت مهمته وغادر البلاد.

*جيمس ووكلن (1941 - 1945): قدم العام 1941 من القاهرة مرشحا من قبل المجلس البريطاني، وواصل النهج الذي بدأه سلفه المستر فالنس، وسافر إلى مصر وفاوض المسئولين فيها واتفق معهم على إيفاد بعثة تعليمية مصرية قدمت للبحرين في الفترة من العام 1944 إلى العام 1945، وعين معظم أفرادها في التعليم الثانوي. وفي العام 1945 أنهى المستر ووكلن الأربع سنوات المقررة له، وعاد إلى عمله في القاهرة.

*مستر ويلي (1945): هذا الرجل لم تطل مدته في البحرين، ولم تزد على بضعة أسابيع وسرعان ما غادر البحرين لأسباب صحية، وبقى منصب مدير التعليم شاغرا من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1945 إلى يونيو/ حزيران 1946 حيث تم تعيين أحمد العمران مديرا للمعارف بالنيابة.

*أحمد موسى العمران (1946 1972-).

*الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة (1972-1981).

*علي محمد فخرو (1982-1995).

*عبدالعزيز محمد الفاضل (1995 - 2001).

*محمد جاسم الغتم (2001-2002).

*ماجد علي النعيمي (2002 - حتى الآن).

وكلاء وزارة التربية والتعليم

- جليل إبراهيم العريض (1974 - 1982).

- حمد علي السليطي (1972 - 1997).

- حسين عبدالله بدر السادة (1997).

- إبراهيم محمد جناحي، وكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج (2006 - 2007).

- عبدالله يوسف المطوع، وكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج (2007).

الوكلاء المساعدون للتعليم العام والفني

- سعيد سعيد طبارة (1975 - 1982)

- حسن إبراهيم المحري (1982-1997)

- إبراهيم يوسف العبدالله (1997 - 2002).

- إبراهيم محمد أحمد جناحي (2002 - 2006).

- ناصر محمد الشيخ (2006).

مديرو إدارة التعليم الفني والمهني ومديرو إدارة التعليم الإعدادي والثانوي:

- سعيد سعيد طبارة (1974-1976).

- احمد علي الشوملي (1976-1991).

- محمد عباس العمادي (1991 - 1999).

- ناصر محمد الشيخ (1999 - 2006).

- حسن صالح صليبيخ (2006).

رؤساء التعليم الثانوي الصناعي:

- سيد سعيد سيد حسن (1981 - 1982).

- عبدالرحمن محمد الكوهجي (1983-1998).

- حسن صالح صليبيخ (1998 - 2006).

أما عن البدايات الصعبة والتحديات الجسام، في الفترة من العام 1936 وحتى العام 1950 فقد انتقل الكتاب الى الحديث عن مراحل تطور مدرسة الصناعة الحكومية، وطلبة دولة الكويت في مدرسة الصناعة والمحاولة الأولى لإعادة تنظيم مدرسة الصناعة، ثم المدرسة الصناعية في المرحلة الانتقالية والأحداث والتجديدات التربوية المتلاحقة وتنظيم إجراءات فتح السجلات الحسابية، ونبذة عن الطلاب الدارسين بمدرسة الصناعة في الأربعينيات، وهو فصل غني بالوثائق والصور للشخصيات والمباني والمواقف التذكارية.

جعفر عبدالله

يتذكر «النشأة»

لقد شاءت عناية الله أن تتفجر في أراضي البحرين سنة 1932 ينابيع الذهب الأسود، وبفوران هذا السائل وانطلاقه نحو السماء كان بالنسبة للبحرين نقطة تحول كبيرة، وإيذانا بدور مهم ستضطلع به نحو منطقة الخليج والعالم، وبدأ ازدياد التوجه العمالي صوب شركة النفط، وبازدياد العمل في صناعة النفط ازداد عدد الطبقة العاملة ولكن لعدم توافر العمال المهرة وقلة المهنيين والفنيين من أبناء البلاد اقتصرت شركة النفط على استخدام العمال الوطنيين للأعمال العادية، واستقدمت الغالبية العظمى من المهنيين والفنيين من الخارج لتسيير أعمالها، لذلك كانت الحاجة ضرورية لفتح مدرسة صناعية حكومية لتخريج الكوادر الفنية من أبناء الوطن وتدريبهم على الأعمال المهنية.

في الصفحة رقم (30) من الكتاب، وتحت عنوان «النشأة»، يتذكر جعفر عبدالله هاشم أنه في العام 1937 كان طالبا في مدرسة المنامة الابتدائية للبنين «الخليفية»، وكنت أشاهد مع زملائي عند بوابة المدرسة «عريش» به أدوات وعدد نجارة ويعمل بداخله مدرس واحد، ومعه بعض الصبية، كما كأطفال صغار يأخذنا الفضول ونقترب منهم ونراقب ماذا يفعلون. وفي العام 1938، تم بناء مدرسة مستقلة للصناعة مقابل مدرستي، وقد التحقت بمدرسة الصناعة العام 1941، وبدأ التعليم فيها بمنهج دراسي موزع على سنتين، وقد خططت المدرسة آنذاك على النحو القديم، فأول بناء لها كان يشمل ثلاث غرف تتوسطها غرفة الإدارة ويوجد رواق فسيح على وجهة الغرف. واللافت للنظر أن مدرستي تغير اسمها عدة مرات... ففي بدايتها سميت «الجعفرية» وحيث انتقلت مسئولية الإدارة إلى الحكومة أطلق عليها «الخليفية» ثم تغير الاسم إلى «الغربية» وأخيرا سميت مدرسة أبي بكر الصديق ومازالت إلى اليوم تحمل الاسم.

ولدى السيد جعفر عبدالله هاشم شهادة مدرسية صادرة في الخامس عشر من جمادى الأول سنة 1359 هجرية، وكان التحق بمدرسة الصناعية الحكومية كطالب ثم معلم فيها في أربعينيات القرن الماضي، وشغل وظيفة رئيس قسم نجارة الأثاث والديكور بمدرسة جدحفص الصناعية حتى تقاعد سنة 1958.

ولابد من الإشارة إلى فريق عمل «الكتاب» الذي تكون من:

- محمود محمد رمضان شراقة (الفكرة والإعداد - معهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا).

أعضاء فريق البحث

- عبدالرحمن أحمد عبدالرحمن الشيخ (معهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا).

- إبراهيم محمد إبراهيم مرشد: مدرسة الشيخ عبدالله بن عيسى الصناعية.

- طه حسن محمد القلداري: إدارة المناهج - وزارة التربية والتعليم.

المراجعة الوثائقية

- محمود غلوم شعبان: مدير معهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا.

- مراجعة المادة التحريرية: حسن صالح صليبيخ، مدير إدارة التعليم الفني والمهني

العدد 2182 - الثلثاء 26 أغسطس 2008م الموافق 23 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:34 ص

      اتمنى ان يكرم من قيادتنا الحكيمة ﻻن وزارة التربية ﻻ خير فيها

    • زائر 3 | 5:17 ص

      من ظلم اﻻخ محمود رمضان شراقة هو حسن صالح صليببخ ﻻن محمود لم يكرم ولم يعطي له مايستحقه كل ما حصل عليه مبلغ من بند الحوافز اللى بيعطوه ﻻى معلم شمبانزي بيلعب ويدور حول المدير في المدارس .. البنعلي

    • زائر 2 | 7:42 م

      اخيرا اطلعت على ماكتبه الصحفي سعيد وظلم فيه الزميل محمود رمضان الذي يقضي اجازة حاليا خارج المملكة محمود هو الشخص الوحيد الذى لم يكرم اة ينال ما يستحقه على هذا العمل الوثائقي وخسب علمى هو حاليا بصدد اصدار الطبعة الثانية . اخوكم حسين التاجر

    • زائر 1 | 6:09 م

      الدكتور ماجد النعيمي ﻻ فضل له وﻻ اي مساهمة تذكر في هذا المجلد الوثائقئ العمل جهد وتحرير وانجاز المهندس محمود محمد رمضان شراقة لذا وجب التنوية

اقرأ ايضاً