العدد 2501 - السبت 11 يوليو 2009م الموافق 18 رجب 1430هـ

400 طالب سيدرسون «التمريض» بحلول 2012 ولدينا 15 ببرنامج «الماجستير»

الكادر يلبي طموح الخريجين الجدد ويقصي العاملين القدامى... رئيسة «التمريض» بـ «البحرين الطبية»:

أكدت رئيسة مدرسة التمريض والقبالة بالكلية الملكية للجراحين في إيرلندا، جامعة البحرين الطبية، بتول المهندس، أن الاستراتيجية التي وضعتها للعام 2015، تهدف إلى تدريس 500 طالب في برنامج التمريض بالجامعة، 100 منهم سيتخرجون مع نهاية العام المقبل أو مطلع 2011.

وأشارت المهندس في حوار شامل مع «الوسط» إلى أن برنامج الماجستير الذي يدرس فيه 16 طالبا حاليّا، و20 آخرون على قائمة الانتظار، سيخلق قيادات تمريضية جديدة في البحرين، وبالتالي سيعمل على إجراء البحوث العلمية التي من شأنها وضع «التمريض» على المسار الصحيح، مبينة أن هناك قلة في عدد القيادات، وهي التي بدورها تقوم بدفع عجلة أية مؤسسة أو جماعة.

وأفادت المهندس أن نسبة الطلبة البحرينيين في جامعة البحرين الطبية تصل إلى 95 في المئة، إضافة إلى 5 جنسيات أجنبية أخرى، مؤكدة أن هؤلاء الطلبة سيسهمون بشكل مباشر في سد النقص الحاصل في قطاع التمريض، وخصوصا أنهم سيعملون في مستشفى الملك حمد العام، الذي سيكون بإدارة الجامعة الأيرلندية.

وإليكم نص الحوار مع بتول المهندس:

بداية نود معرفة عدد الطلبة المسجلين في كلية التمريض بالجامعة؟

- حاليّا لدينا 150 طالبا وطالبة على المراحل الثلاث الأولى، ولم نبدأ في السنة الرابعة حتى الآن، ولدينا أيضا 16 طالبا مسجلين ضمن برنامج الماجستير في التمريض، إضافة إلى 13 طالبا يدرسون برنامج البكالوريوس التكميلي، أو ما يسمى بالتجسيري، وهؤلاء يعملون في المستشفيات الحكومية ويحملون شهادة الدبلوم في التمريض.

كم نسبة البحرينيين من مجموع الطلبة المسجلين في الكلية؟

-يمكنني القول إن نسبة البحرينيين 95 في المئة، والبقية جنسيات مختلفة من أميركا، وفي هذا العام سيزداد عدد الجنسيات في الجامعة، من ماليزيا والبرازيل وبريطانيا والفلبين،

أتصور أن عدد الجنسيات سيرتفع، لأن الطلبة الأجانب يتحدثون في بلدانهم عن الجامعة، وينقلون المميزات التي تتمتع بها من دون الجامعات الأخرى لأقرانهم، وبذلك سمعة الجامعة ترتفع، إضافة إلى ذلك الجامعة نفسها لديها توجه عالمي، فهي جامعة دولية وليست بحرينية، وإدارة الجامعة تعمل على التسويق عالميّا، فالمزيج بين الطلبة من مختلف الدول ومعرفتهم بثقافات دولهم، يغذي برنامج التمريض، وأذكر هنا أن هناك خطة استراتيجية سنوية لتسويق الجامعة في الخارج. وأرى أن التسويق يبدأ من الفرد في الجامعة، فبمجرد أن نلتقي مع أي شخص سواء أكان في محفل أم فعالية، نبدأ في التحدث عن الجامعة؟

عفوا، هذا السؤال يحيلنا إلى خطتكم في زيادة عدد الطلبة المقبولين سنويّا بكلية التمريض، وخصوصا أنكم تعملون على تسويق الجامعة في خارج البحرين؟

- الخطة مرتبطة بحاجة البحرين والدول الخليجية والمحيطة إلى الممرضين، وحاليّا منظمة الصحة العالمية، أنشأت موقعا إلكترونيّا يحتوي على المعلومات كافة المتعلقة بالتمريض في منطقة الخليج والبحرين، ونحن احتياجنا إلى أعداد الممرضين مرتبط بخطط خمسية أو عشرية، وفي كلية التمريض بجامعة البحرين الطبية وضعنا خطة حتى العام 2012، ووافقت عليها إدارة الجامعة، بعدد الطلبة التي نحتاج إليهم سنويّا، وهذا الجانب مهم لتهيئة الكادر التمريضي للتوسعة التي ستحدث في الخدمات الصحية في البحرين. وفي هذا العام سيكون عدد الطلبة المقبولين أكبر من العام الماضي، إذ سيصل عدد الطلبة إلى 100 طالب، بينما في العام الماضي لم يتجاوز عددهم 50، وبدأنا حاليّا في استقبال أعداد كبيرة من الطلبة الراغبين في دراسة التمريض بالجامعة، وخصوصا بعد إعلان نتائج الثانوية العامة.

إذا كم سيصل عدد الطلبة في جامعة البحرين الطبية مع حلول العام 2012؟

- إذا كان الآن لدينا 150 طالبا في برامج التمريض والماجستير والبكالوريوس التكميلي، فإنه ومع حلول العام 2012 سيكون لدينا قرابة 500 طالب، 100 منهم سيتخرجون في نهاية العام المذكور، وأشير هنا إلى أنه لا يمكن قبول أكثر من 80 إلى 100 طالب في السنة الأولى من برنامج التمريض، وذلك لأن التمريض من الدراسات التي تعتمد بنسبة 50 في المئة على التدريب العملي، ويحتاج إلى التدريب السريري المكثف داخل المستشفيات والمراكز الصحية تحت إشراف الجامعة، وبالتالي لا يمكن أخذ أعداد كبيرة سنويّا، وسأستمر إذا كنت في إدارة التمريض بالجامعة في قبول 100 طالب سنويّا حدّا أقصى.

توظيف 4 أساتذة مع نهاية العام 2009

كم عدد أساتذة كلية التمريض، وما نسبة البحرينيين بينهم؟

- حاليّا لدينا في الكلية 7 أساتذة يعملون بنظام العمل الكلي، و10 آخرون بنظام العمل الجزئي في تخصصات التمريض المختلفة، وهؤلاء يأتون بعد دوامهم الرسمي صباحا، ولدينا خطة حتى العام 2012 لتوظيف مدرسين جدد، ومع نهاية العام الجاري سنوظّف 4 مدرسين في كلية التمريض، 2 من حَمَلة الدكتوراه وآخَران من حملة الماجستير، إذ أعلنا التوظيف قبل فترة في الصحف المحلية، وتقدم 16 شخصا إلى هذه الوظائف، 50 في المئة منهم بحرينيون، وسنجري معهم المقابلات خلال الأيام القليلة المقبلة، وبذلك سيكون لدينا 11 مدرسا في الكلية بنظام العمل الكلي. وبحسب الخطة التي ذكرتها لابد أن تصل نسبة الأساتذة البحرينيين 50 في المئة مع حلول العام 2012.

قبل أن ننتقل إلى سؤال آخر، هل البحرينيون المتقدمون إلى الوظائف يعملون في كلية العلوم الصحية؟

- هذا سؤال جيّد، نعم، بعضهم يعمل في الكلية وبعض آخر في الوزارة، وآخرون يعملون في قطاعات صحية في البحرين، إضافة إلى 3 أشخاص من الإمارات وبريطانيا والفلبين. لكن أعود وأسألك عن سبب ذكرك لهذا السؤال؟

- لأن المستوى الوظيفي والراتب الذي يتسلمه مدرسو كلية العلوم الصحية أقل من مستواهم، وقد ذكر ذلك عميد الكلية شوقي أمين في مقابلة صحافية مع «الوسط»، إضافة إلى أن مدرسّي الكلية ضمن الكادر التعليمي، الذي لا يتجاوز الدرجة التاسعة، بحسب قانون ديوان الخدمة المدنية.

- نعم، أتصور أن هذا السؤال يطرح على إدارة الكلية بشكل أساسي، لأن من العام 2004 عندما تركت عمادة الكلية وانتقلت إلى العمل أستاذة ومن ثم استقلت، عمل عميد الكلية حاليّا شوقي أمين بالتعاون مع إدارة الكلية بشكل جدّي، لتطوير الكادر التعليمي، وأتصور أنه تطور، ولكن ربما ليس للدرجة التي تطمح إليها الهيئة الأكاديمية، ولكن هذا الموضوع مرتبط بسياسة ديوان الخدمة المدنية، وهذا الموضوع عام، وجميع الوزارات في الدولة متأثرة به، وذلك ما يوجب على الحكومة الالتفات إليه بجدية، وخصوصا بعد أن أخذت على عاتقها الانفتاح الاقتصادي على دول العالم، وبدأنا ننافس الدول الأخرى، فالآن بدأت البحرين ترتفع على خريطة العالم بشكل كبير، ويجب على المؤسسات الحكومية الأخذ في الاعتبار رواتب وأجور موظفيها، حتى تضمن استمرار عملهم في المؤسسات.

70 بعثة لخريجي الثانوية لدراسة «التمريض»

أعلنتم خلال الأيام الماضية 70 بعثة لخريجي الثانوية العامة لدراسة برنامج التمريض، كم عدد الطلبة الذين تقدموا للبعثات حتى الآن؟

- لدينا حوالي 35 طالبا حاليّا، وكثير منهم أنهوا إجراءات القبول وقُبلوا في الجامعة، ونتوقع أن يرتفع العدد، وخصوصا بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، وأنا على تواصل مستمر مع إدارة القبول والتسجيل في الجامعة، ويفيدون بأن الاتصالات والاستفسارات كثيرة من قبل الطلبة عن البعثات، وليس لديّ أدنى شك في أن تملأ جميع المقاعد الموجودة لدينا، وهي 100 مقعد.

ما هي اشتراطات القبول؟

- يوجد لدينا اشتراطات واضحة ومكتوبة، وتتماشى مع المدارس العالمية للتمريض، وهي أن يكون لدى الطالب الشهادة الثانوية وبمعدل 80 في المئة وما فوق، ويتحلى بأخلاقيات معينة، وأتوقف عند الأخلاقيات، لأن كل الجامعات في العالم تضع شروطا معينة لقبول الطلبة، إنما هناك بعض الشروط التي لا يمكن قياسها بالأوراق، ولذلك لدينا في الجامعة مقابلة الطلبة، ونجلس مع الطالب ونقضي معه بعض الوقت، وأعرف جيدا أن هذه المدة قصيرة، وكثير من الأبحاث العلمية تقول إنه لا يمكن قياس الشخصية في مدة قصيرة، وأنا أختلف تماما مع هذا الرأي، لأن لدينا هدف آخر أكثر من كونه مقابلة، وهو تعريف الطالب بهذه المؤسسة، وإعطاؤه الأمان النفسي بالمكان، ومن لحظة دخوله المقابلة ومشاهدة كيفية تعامل الأشخاص المعنيين معه، يتولد عنده الإحساس بأن هذا هو المكان الذي يريد أن يتعلم فيه، أما الجانب الآخر فإننا نتطلع إلى شخصية الطالب من خلال أسلوبه في التحدث، فمن اللحظة الأولى التي يبدأ في الكلام تنعكس الشخصية، إذا كانت قوية وواثقة من نفسها، أو أنها خائفة وخجلة. إضافة إلى ذلك فإننا نضع في الاعتبار صحة الطالب، وما إذا كان قادرا على السهر وحمل المريض وعلاجه، إذ إن هذا عمله في المستقبل. ومن أولوياتنا قبول البحرينيين، ولذلك تجد أن 95 في المئة من الطلبة في الصفوف بحرينيون، وأشير أيضا إلى شرط الإلمام باللغة الإنجليزية، لأنها ركيزة أساسية لنجاح أو فشل الطالب في الجامعة، ويمكن أن يجادل البعض في هذا الشرط ويقول إن الطالب سيتعامل في المستقبل مع بحرينيين، وحديثه معهم سيكون باللغة العربية، لكن أقول إن المعرفة والجانب الأكاديمي والمهارات الأخرى، تتطلب أن يكون الطالب ملمّا باللغة الإنجليزية، وأذكر هنا أنه يشترط على الطلبة الأجانب في الجامعة أن يكونوا ملمين باللغة العربية.

هل هذه المرة الأولى التي تعلنون فيها بعثات لخريجي الثانوية العامة؟

- لا، منذ انطلاق كلية التمريض جامعة البحرين الطبية، كان مستشفى قوة دفاع البحرين هو الذي يعلن البعثات ويتكفل إجراءات القبول، ونحن نقوم بإجراء المقابلات، والآن يقوم صندوق العمل (تمكين)، بمنح بعثات للطلبة في الكلية، وكانوا معنا منذ العام الماضي وسيستمرون حتى العام المقبل، إضافة إلى ذلك دخلت مؤسسة النخلة الخيرية التي أعطت بعثات لبعض الطلبة، وهذا عدا الطلبة الذي يدرسون على حسابهم الخاص، وأذكر أيضا أن وزير التعليم العالي العراقي كان موجودا في البحرين خلال الأيام القليلة الماضية، وأبدى رغبته في ابتعاث طلبة من العراق لدراسة التمريض في الجامعة، ونحن بانتظار أسماء ومعلومات الطلبة.

ما هو عدد الطلبة العراقيين الذين سيأتون للدراسة في الجامعة؟

- حتى الآن لم يتم تحديد عدد الطلبة، لكن من المتوقع أن يكونوا 5 طلبة، ولابد أن نعرف عدد الكراسي الشاغرة، إذ أعلنا 70 مقعد بعثات للطلبة، ولدينا 10 طلاب أجانب سجلوا في الجامعة وسددوا رسوم الدراسة، إضافة إلى بعثات «تمكين» ومؤسسة النخلة. ويوجد لدينا مناقشات مع وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي، لابتعاث طلبة بحرينيين للدراسة في الجامعة، ومن المؤمل أن يتم ذلك قريبا.

جميع طلبة الجامعة سواسية ولا فرق بينهم

ما مدى تأثير الطلبة المبتعثين على زملائهم الذين يدرسون على حسابهم الخاص؟

- بالنسبة إلى المميزات التي يحصل عليها الطلبة، فإنها تعطى للجميع بشكل متساوٍ من دون تفريق، فهناك مميزات الحصول على الحاسب الآلي المحمول والأدوات التعليمية والكتب، وهذه الكتب باهظة الثمن ويصل سعر بعضها إلى 40 دينارا، كذلك نعطي الطلبة الزي الرسمي للممرضين، إضافة إلى توصيلهم إلى المستشفيات، وكل هذه المميزات يستفيد منها الطالب البحريني والأجنبي، وحتى من ناحية التدريس داخل الصفوف، فلا وجود لأي تمييز بين هذا الطالب أو ذاك، سواء أكان يدرس على حسابه الخاص أم بعثة من إحدى الجهات التي ذكرتها سابقا.

عفوا أستاذة، سؤالي تحديدا عن مدى تأثير الطلبة المبتعثين على أعداد المقبولين ممن يدرسون على حسابهم الخاص؟

- في العام الجاري سيكون 10 مقاعد لطلبة أجانب آباؤهم مقيمون في البحرين، وهؤلاء من المحتمل أن يختاروا البقاء مدة طويلة، وبالتالي سيعملون في مستشفيات وزارة الصحة أو الخاصة، أما إذا كنت تسأل عن تأثيرهم على الطلبة البحرينيين، فذكرت لك أن لدينا سياسة بحرنة برنامج التمريض، وأتصور أن مخالطة الطلبة الأجانب للبحرينيين شيء إيجابي، ويؤسس قاعدة لتبادل الثقافات بينهم.

ما هي البرامج التي تنظمونها لطلبة كلية التمريض على هامش الدراسة؟

- طبعا هناك مجلس طلابي، ويوجد فيه أفراد إداريون من الجامعة، ويندرج تحت المجلس عدة لجان وجمعيات طلابية، مثل جمعية المصورين، الفنانين، والموسيقيين والرياضيين، التي بدأ طلبة التمريض الانخراط فيها. وأرى أن هناك تحسنا في هذا الجانب، وخلال الأعوام المقبلة سيزداد بصورة أكبر، وسيصبح خليطا بين طلبة الطب والتمريض في أنشطة الجامعة المختلفة، وهذا سيحدث التقارب الفكري والاجتماعي بين الطلبة، ومن خلاله ستتطور العلاقة بينهم، وربما تمتد إلى ما بعد الدراسة، وخصوصا في مجال العمل. والكلية لديها أنشطتها الخاصة بها، فهي تحتفل بيوم التمريض العالمي وبالعيد الوطني وعيد الجلوس لجلالة الملك.

تخريج أول دفعة نهاية 2010

متى سيتم تخريج أول دفعة من برنامج البكالوريوس في التمريض؟

- هناك فريق عمل صغير في الجامعة، سيضع تاريخا محددا لتخريج أول دفعة، وعلى الأرجح سيكون ما بين نهاية العام المقبل ومطلع العام 2011.

ما هي عوائد برامج الماجستير في التمريض؟

- نحن أول جامعة في البحرين تطلق برنامج الماجستير في هذا المجال، وسيعود بالنفع على الجميع، وسيحدث تغيير في قطاع التمريض، فالخريج من هذا البرنامج، وخصوصا من يختار مواصلة العمل في التمريض، سيكون له الأثر المباشر على الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى أن الممرضين سيبدأون في إجراء البحوث العلمية، وبالتالي وضع هذا القطاع في نصابه الصحيح، وخصوصا مع شح البحوث العلمية. ونأمل من وزارة الصحة أن تضع خريجي الماجستير في المكان المناسب، ومنحهم الراتب الذي يتناسب مع شهادتهم.

ننتقل إلى المحور الثاني، تعتبر جامعة البحرين الطبية، الثانية في البحرين التي تقدم برنامج التمريض، كيف ستسهم الجامعة في سد النقص الحاصل في قطاع التمريض في البحرين؟

- بلا شك، ستسهم بشكل مباشر في تغطية الكوادر التمريضية لمستشفى الملك حمد العام، وذلك لوجود تصور جدّي بأن تكون إدارة المستشفى هي نفسها إدارة الجامعة، وبالتالي ستكون أولوية الإدارة الأيرلندية توظيف خريجي الجامعة، وهذا يساعد على سد النقص بصورة مباشرة، أما من جانب آخر، فإن كثيرا من الطلبة سيعملون مستقبلا في مستشفى قوة دفاع البحرين، كونهم مبتعثين من المستشفى، وذلك أيضا سيسد النقص لديهم، أما بالنسبة إلى المؤسسات الصحية الحكومية، فأعتقد أن كلية العلوم الصحية قادرة على سد النقص فيها، من خلال تخريج أعداد ليست قليلة من طلبة برنامج التمريض، وخصوصا مع توافر الدراسة في الفترتين الصباحية والمسائية. إضافة إلى ذلك سمعت عن وجود كليات تمريض جديدة ستفتتح في البحرين، وذلك من شأنه توفير الأعداد التي نحتاج إليها من الممرضين.

نعتمد المنهج الأيرلندي في التعليم

ما الذي يميّز خريج كلية التمريض بالجامعة عن باقي خريجي الكليات، سواء أكانت المحلية أم الخارجية؟

- وصلنا إلى مستوى كبير في الأداء الأكاديمي بالجامعة، وذلك بفضل اطلاعنا على المنهج الأيرلندي في التعليم، وهو مرتبط أيضا بالمنهج الأوروبي، وأحد مميزاته أن عدد ساعات التدريب الإكلينيكي أو السرير تختلف عن باقي الكليات، ولذلك نلاحظ أن الطالب بعد تخرجه في الجامعة تكون لديه ثقة ومهارات كبيرة في التدريب العملي والسرير، إننا نخلق قيادات تمريضية، وليس الكادر الأولي فقط.

هل يوجد عقد بينكم وبين وزارة الصحة لتوظيف عدد من الخريجين في المستشفيات التي ستفتتح خلال العام الجاري؟

- حاليّا لا، ليس بيننا وبين الوزارة أي عقد، وربما يكون ذلك في المستقبل، وخريجو الجامعة لديهم الحرية التامة في تقديم أوراقهم وطلب الوظيفة من أية مؤسسة يرغبون العمل فيها، وأتصور أن أي خريج من جامعة البحرين الطبية يتقدم بطلب وظيفة في وزارة الصحة، سيقابل بالترحيب، وستكون له الأولوية، ولا أقصد أن تكون له الأولوية على خريجي كلية العلوم الصحية، بل على الأجانب.

حكومات الدول لم ترتق فكريّا بمهنة التمريض

من خلال خبرتك الطويلة في قطاع التمريض، والتي تمتد إلى أكثر من 35 عاما، ما هي المشكلات التي يواجهها هذا القطاع في البحرين؟

- سُئلت هذا السؤال أكثر من 30 مرة، هناك مشكلات كثيرة يمكن أن نقسمها لأبواب عدة، أولها ميزة العمل، فعمل التمريض صعب وفي الوقت نفسه ممتع، إذ تأتي مواقف وأحداث تودي بحياة أشخاص، وهذا ما لا يمكن وصفه، ويبقى محفورا في الذاكرة لفترات طويلة. وأشير هنا إلى المشكلة العالمية التي يعاني منها التمريض، وهي أن حكومات الدول لم ترتقِ فكريا إلى قيمة هذه المهنة ونبلها، ذلك إلى جانب الجسم التمريضي نفسه، فلم نضع الجهد والوقت الكافي في التحدث مع تلك الحكومات، ووضع التمريض في المكان الصحيح. وأحد أهم أسباب فقداننا عددا كبيرا من الممرضين الذين اندفعوا للعمل بإخلاص هو قلة الراتب الشهري، فالمهنة صعبة، لكن في مقابل ذلك لا يوجد التقدير من قبل الحكومات، أضف إلى ذلك أن المجتمع البحريني واعٍ ومتحضر مقارنة بالدول الأخرى، ولا وجود لأية مشكلة في انخراط المرأة للعمل في التمريض. أما الجانب الممتع في هذه المهنة، فإن أكثر من 90 في المئة ممن يعملون في التمريض، يتقاعدون وهم أصحّاء، وذلك خلافا للوظائف والأعمال الأخرى.

هناك من يقول إن الممرضين الأجانب يتخذون من البحرين محطة للعبور والعمل في الدول الأوروبية، ما تعليقك على هذه المقولة؟

- هذا الكلام كان صحيحا قبل 5 أعوام، وفي الفترة الأخيرة كنت أطّلع على دراسات وزارة الصحة، وسألتهم عن هذا الأمر، فأجابوا بالقول إن الممرضين الأجانب لا يرغبون في الانتقال إلى الدول الأوروبية، وخصوصا بعد الأزمة المالية العالمية.

هل يلبي كادر التمريض الذي أقره مجلس الوزراء أواخر العام الماضي رغبات الممرضين وطموحاتهم؟

- لا يلبي، وأضع نقطة بعد هذه الكلمة، فهو لا يلبي رغبات الممرضين مقارنة بالمهن الأخرى في القطاع الصحي، وبمجهود العمل الذي يقوم به الممرضون، وبما وصل إليه قطاع التمريض طوال فترة 50 عاما الماضية، ولابد أن أنوّه هنا إلى أن الكادر التمريضي تحسّن إلى مستوى يلبي رغبات الخريجين الجدد، ونحن نطمح إلى أن يكون راتب الممرضين في بداية العمل 600 أو 800 دينار، إلى جانب العلاوات الاجتماعية الأخرى.

ألا تتصورين أن الكادر يقصي العاملين السابقين للمهنة، وتحديدا حاملي شهادة الدبلوم؟

- نعم يقصيهم، فرواتبهم قليلة ولم يُقدروا على المهنة التي قضوا فيها عمرهم.

ماذا يحتاج الممرضون في البحرين؟

- نحتاج إلى قيادات أكثر في التمريض، فالقيادات في البحرين قليلة جدّا، في حين أنها هي التي تدفع عجلة أية مؤسسة أو مجموعة من الناس، لأنهم ينظرون إلى قياداتهم، وأتصور أن برنامج الماجستير في جامعة البحرين الطبية، سيخلق قيادات تمريضية جديدة في البحرين، وفي الجهة المقابلة لابد أن تضع الجهات المعنية في البحرين التمريض ضمن أجندتهم وأولوياتهم، وعلى العاملين في هذا المجال الاستمرار في تقديم الجهد والعطاء من أجل تطويره.

لدينا قيادات وضعت على خريطة العالم

هل يعني كلامك أنه لا توجد قيادات تمريضية في البحرين؟

- توجد قيادات، لكنها تعمل خارج البحرين، ووضعت على خريطة العالم، فلدينا قائدتان تعملان على تطوير التمريض في العالم، ولا أريد تسميتهما فالكل يعرفهما، وهما أشهر من نار على علم.

كلمة أخيرة توجهينها إلى الشباب؟

- أقول للشاب البحريني والشابة البحرينية، إنني قضيت 35 عاما في مهنة التمريض، واكتشفت أنها من أنبل المهن وأحسنها، فالمكسب فيها دنيوي وأخروي، وإضافة إلى الراتب الشهري الذي يتسلمه الممرض أو الممرضة، فهما يجزيان على عملهما، لأن هذه المهنة لها مكانة كبيرة، وقد بدأها النساء منذ أيام الرسول (ص)، وأقول أيضا، تعالوا إلى مهنة التمريض، ونحن مع فريق متكامل سنهتم بكم وسنأخذ بكم نحو هذا الطريق

العدد 2501 - السبت 11 يوليو 2009م الموافق 18 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:08 م

      تجسير

      انا فنية تمريض هل اقدر اكمل البكالوريوس عندكم ؟؟

    • زائر 1 | 10:02 ص

      شكرا ماي تيشر

      شكرا على التوضيح الوافي
      وفي اساينتمنت عطيتنا اياه لقيت جاوبه بمقابلتج
      قود لاك

اقرأ ايضاً