عقد رئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني لقاء صحافيا يوم الخميس الماضي في الأكاديمية الملكية للشرطة في قرية جو، واستعرض خلال اللقاء التوجيهات التي أصدرها سمو ولي العهد لتنظيم برنامج لـ 250 شابا من كل مناطق البحرين لمدة 3 أسابيع (ابتداء من 19 يوليو/ تموز) لتنمية قدراتهم الذهنية والبدنية والنفسية. وعليه فقد تبدأ كل محافظة من محافظات البحرين الخمس باختيار الأفراد من كل محافظة، على أن يتضاعف العدد في العام المقبل إلى 500 مشارك. ويرجح أن يصل مجموع المشاركين في غضون ستة أعوام إلى ثلاثة آلاف مشارك، والذين سيتم تدريبهم هذا العام سيقودون النشاط في الأعوام المقبلة.

هذا البرنامج الطموح يعتبر نوعا من «الكشافة الشبابية» المتطورة، وهي مبادرة وطنية حسنة، ولاسيما أن كثيرا من شباب البحرين لا توجد لهم أية برامج أو نواد أو مراكز تحتضنهم، بل نرى أن شباب قرى البحرين وصغارهم يضطرون إلى اللعب في الشوارع العامة للقرى (وهي شوارع متهالكة تنافس في سوئها شوارع إفريقيا المعدمة).

إن البحرين تعاني من العجز التام في رعاية الشباب، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة ما زالت تعيش في إطار ضيق جدا، وربما أنه لا يهمها لو اختفت كل التسهيلات الرياضية في كل قرى البحرين وأحيائها السكنية... وأتحدث هنا عن تجربة مباشرة، إذ إنني اتصلت مرات عديدة بكبار المسئولين أسألهم عن سبب التأخير في تنفيذ قرار صادر عن مجلس الوزراء لإعادة بناء نادي بني جمرة الذي تحوّل إلى «خربة» منذ سنوات طويلة... وفي كل مرة أتحدث فيها مع كبار المسئولين أحصل على جواب مختلف، وكل جواب يمكن اعتباره تهربا من المسئولية بأعذار واهية.

إن مثال «خرابة بني جمرة» - نادي بني جمرة سابقا - يعطينا أنموذجا على كيفية استهانة عدد من الجهات الرسمية بشباب البحرين، وثم يأتي من يسأل لماذا يقوم بعض الشباب بحرق إطارات على الشارع العام... وجوابنا لهم أنكم أيها المسئولون المحترمون لو احترمتم هؤلاء الشباب، ولو أنكم احترمتم قراراتكم ووعودكم فسوف ترون أن شباب البحرين (وهم شعب أصيل جذوره ضاربة في الأرض منذ الاف السنين) يتصرف بما يناسبه من انتماء ومن عزة وكرامة.

نأمل أن ينتج عن توجيهات سمو ولي العهد ما يحرك المياه الراكدة في قطاع الشباب والرياضة، ونأمل أن لا تتحول الوعود إلى ما آلت إليه قرارات أخرى أنتجت لنا أنموذج «خرابة بني جمرة» حيث تماطل المؤسسة العامة للشباب والرياضة في تنفيذ قرار صادر عن مجلس الوزراء بأن يبدأ العمل على تطويره في 2009، ونحن الآن في النصف الثاني من 2009 ولا شيء يلوح في الأفق. فلعل البرنامج الجديد يختلف قليلا