العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ

السعودية مريم أبو الحسن تعرض مجموعتها بالبارح

فنانة تعكس من المرايا انعكاس ذاتها وذوقها الرفيع

يشكل الأسلوب الفني الذي تستخدمه الفنانة السعودية مريم أبو الحسن، الذي كان الجمهور البحريني على موعد لاستعراض تجربتها الفنية الخاصة، في البارح كافيه يوم الأحد الماضي، معالجة فنية جديدة تقدم على الساحة المحلية، تفاجأ بها الجمهور خلال تأملهم فيها لأنفسهم وأشكالهم في تلك الأعمال التي كانت في الأساس مجرد مرايا، وأصبحت بالمعالجة الحرفية قطعا فنية متميزة وذات أسلوب راق في التقديم.

فن مريم، هو نتاج مهنة وتخصص في مجال التصميم الداخلي، الذي ساق إليها يوما أن تبتكر في المرايا أساليب جديدة، كي ترضي وتكمل ما تقوم بإعداده من أجواء عامة داخل المنازل والمكاتب، وبالتالي فقد أصبحت تلك البداية لها في تعيين المرآة كوسيلة، تعكس الأفكار والملهمات التي تجول في نفسها، لتكون بذلك قد أوصلت انفعالا جذابا يرضي الدائقة الفنية والمستهلك في ذات الوقت.

مريم أبو الحسن كانت في لقاء مع الوسط، ذكرت من خلالها تفاصيل خاصة عن سيرها في مجال تقديم المرآة كعمل فني للجمهور.

هل تصنف مريم أبو الحسن أعمالها على أنها فن تشكيلي وأعمال فنية أم هي منتجات تجارية وفق أسلوب فني راق؟

- أنا لا أعتبر نفسي كفنانة تشكيلية، وإنما ما أقدمه هو جزء من التصميم الداخلي، الذي هو تخصصي في الأساس، والذي يندرج تحته تصميم الإكسسوارات الداخلية، فالمرايا من أهم القطع المنزلية، وهي جزء من الأثاث، بعيد عن الفن التشكيلي والرسم، وإنما هي إبداع بذاته من البداية للخروج بتحفة فنية.

لذلك، لا أرغب في تقديم المرآة كما هي موجودة في كل بيت، ولكن حينما تبدع فيها وتعمل عليها بحرفية يمكن أن تحولها إلى شيء فريد من نوعه، يظهر التميز، وبذلك أحببت أن أعطي أهم قطعة موجودة في المنزل كل تلك الأهمية التي تستحقها، وأن أعتنق تصميم المرايا وأبدأ فيها كجزء من التصميم الداخلي، وبذلك فإنها أصبحت انطلاقتي الأولى.

كيف بدأت تهتمين بالمرآة على أنها أسلوبك ووسيلتك للتعبير عن فنك في هذا المجال؟

- كبداية أنا مهندسة ديكور، أو مصممة داخلية بالأحرى، صممت مساحات تجارية وسكنية مختلفة، ووجدت نفسي حينما كنت أصمم إحدى الشقق، وحينما وصلت لمرحلة تصميم الحمام أن المتبقي وهو المرآة، فحاولت البحث عما هو موجود في السوق، إلا أن ما كان يعرض لم يحز إعجابي، فقررت أن أصمم المرآة لوحدي، وبذلك وجدت الحب الكامن لهذا الشيء صدفة، وأعجبني شكل القطعة الفنية التي خرجت بها، والتي أعجبت أهل البيت، وكانت متناسقة مع أجواء البيت والحمام، ثم قمت بعدها بتصميم قطعتين لأصدقاء آخرين، ومن هنا قررت تبني هذه الفكرة.

هل لهذا الأمر سر فلسفي لكونك قد اخترت المرآة بذاتها؟

المرآة قطعة مهمة، في البداية لم تكن لدي هذه الفلسفة، ولكن حينما جلست مع نفسي وجدت أن المرآة قطعة مهمة في حياتنا، فحينما تستيقظ من النوم تكون المرآة أول ما يستقبلك لتضبط بها شكلك، كذلك الأجهزة العلمية من التلسكوب والكاميرات والسيارات والطيارات كلها تحتاج إلى مرايا، لذلك فنحن لا نستطيع العيش من غير مرايا.

وحتى على صعيد التصميم الداخلي، يمكنك ملاحظة بعض المساحات في المطاعم والمكاتب يتم تغطيتها بالمرايا، وذلك لخداع البصر، وإعطاء الإحساس بأن المساحة كبيرة وواسعة.

بعد ذلك جلست مع نفسي، وقررت أنه بما أن المرآة جزء مهم من البيت، وجزء من الإكسسوارات المنزلية التي تشمل الآثاث والثريات واللمبات، والذي هو قد يكون في نظري أهم من الكرسي، إلى جانب ما لها من علاقة بالجمال، فالجمال والمرآة مكملان لبعضهما؛ بعد كل هذا، وحينما أعجبتني الفكرة، قررت أن أصمم مرايا فريدة من نوعها، وكل مرآة قطعة واحدة لا تكرر، وأخذتها كفرد، لا فرد آخر يتطابق معه، وكذلك المرآة بالنسبة لتصميماتي أعاملها بهذه الطريقة، لذلك فأي فنان يصمم أي قطعة فإنها تعكس شخصيته، والمهم عندي هو البساطة وتناسق الألوان والجرءة في استعمال الخامات.

كما يهمني أن أذكر أنه ليس بغريب اسخدام خامات غير متناسقة مع بعضها، فعلى الإنسان أن لا يخاف من إبراز أفكاره ويجب أن يكون جريئا ويتقبل الانتقادات بروح رياضية، وهذا سر التقدم، فليس كل الناس يحبون ما أقدمه، وهناك من سينتقدني، فليس كل الناس على ذوق واحد، ورغم ذلك فقد راعيت التنوع فيما قدمته في المجموعة، ولكن ضمن مستويات عالية ووسطية وبسيطة.

ما هي العناصر التي اسخدمتها على صعيد الخامات المكونة والمزخرفة للقطع؟

- بالنسبة لي فقد اسخدمت الزجاج والحديد والخشب، فأنا كمصممة داخلية يتطلب عملي دمج كل هذه العناصر مع بعضها في القطع المختلفة، وذلك للخروج بما هو جميل، وهو ما قررت أن أكرر استخدامه في المرآة؛ فقدمت عدة قطع خشبية، إلا أنني واجهت صعوبة في التحكم بالخشب، وذلك لأن أي غلطة بسيطة لا يمكن تغطيتها مرة أخرى، كما يحتاج إلى أدوات دقيقة وكفاءة على يد الصانع، لكن الحديد معدن مرن وشديد الصلابة ويتشكل، ومن السهل تعديله إذا كان في العمل أي عيب، حتى أنه بالإمكان إعطاؤه بالألوان شكل الخشب أو الحجر.

وعلى صعيد المواد التي استخدمت في تعشيق الأعمال، كيف تم اختيارها؟

- بالنسبة للكريستالات الموجودة في الأعمال، تم استخدامها على إطارات خشبية، وأما بالنسبة للتصميم وكيفية تنسيق الألوان كان الأمر بالفطرة، ويخضع للون الذي أختاره وما هو موجود في السوق من قطع تتناسب مع اللون، إذ بعد اختيار القطع أقوم بعمل بروفة للأعمال، بشكل عفوي جدا، يخضع فقط للون المختار، والمهارة اليدوية.

هل يخضع تصميم القطعة إلى مساحة معينة أو ثيم لمكان ما؟

- المرايا قطع مفتوحة للاستخدام في المنازل والمكاتب والمطاعم والقصور، وليست محدودة ضمن أي إطار.

ما مراحل تأسيس وتنفيذ العمل؟

- هناك مراحل، وأنا كمصممة أسير بحسب النظام، ففي البداية أضع ثيما معينا، وأرسمه على الورق، وبعد ذلك أجلس مع العامل للتأكد من إمكانية تنفيذ العمل وكيفية خروجه من خلال المقاربة مع التصميم الذي نكون قد أعدنا رسمه بالحاسوب.

أي أن التطبيق الثقيل يكون بواسطة عامل. أليس كذلك؟

- نعم ولكن يبقى التلوين والتطعيم من خلال لمساتي الخاصة، إذ يعطيني العامل بعض الملاحظات على كيفية التطبيق، وبعد ذلك تأتي الخامة بشكل غير مطلي، فأقوم بالتعديلات وفي النهاية أقوم بتركيب المرآة.

ذكرتي أن القطعة لن يتم تكريرها، ولكن إذا طلب شخص قطعة بنفس الثيمة، فهل هذا ممكن؟

- إذا سألني شخص عن قطعة معينة، فلن أقوم بإعادة تقديمها، لأن تلك هي سياستي، ولكن نسخة مقاربة لنفس الأسلوب فهو ممكن، لأنني أسعى لتقديم قطع مميزة ولن تكون القطعة مميزة إذا تم تكرارها.

هل ذلك بدافع إرضاء المتذوق أم المستهلك؟

- من يطمح لاقتناء قطعة فنية لن يشتريها لمشاهدة نفسه فيها، والمستهلك الذي يحتاج إلى شراء شيء مميز سيجد أمامه ما يريده من القطع الفريدة التي ليس لها مثيل، أما من يرغب في شراء مرآة فقط فلن يعجبه ما أقدمه لأن تشكيلات كثيرة ومختلفة تعرض في السوق.

هل ستواصلين على الثيمات التي قدمتها أم ستخرجين بثيمة جديدة؟

- كل مجموعة لها ثيمة خاصة، كي لا تصبح نسخة عما قبلها، إذ كما قلت، فأنا أسعى للتميز، وحينما أكرر الثيمة يعتادها الناس، ولذلك فإنني أغير لأفاجئ الجمهور، بما هو جديد.

مم تستمدين أفكارك التي تقدمينها؟

- أستمد أفكاري من الطبيعة ومن خلال جلستي مع نفسي، فاستوحيت أعمالا من البحر ومما فيه من ألوان، وعبر التاريخ حينما اكتشف الفينيقيون الزجاج أثناء نقلهم للحجارة، وحينما تشكل الزجاج من أثر تفاعل النار مع النيترات في الحجارة والرمل الموجود على شاطئ البحر، وكان الزجاج، ومن هنا تم اختراع المرآة، والكثير مما هو موجود في البيئة المحيطة بي.

العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً