العدد 44 - السبت 19 أكتوبر 2002م الموافق 12 شعبان 1423هـ

لماذا حضر الألبان إلى قمة الفرانكفونية؟

روبرت فيسك comments [at] alwasatnews.com

الحوار وليس الحرب... هذا ما تحدثوا عنه. ولكن هل العالم يستمع إليهم؟ فكل الدول الـ 55 حضرت مؤتمر الفرانكفونية في بيروت أمس. ورئيس البلد الأم جاك شيراك خطب فيهم عن القانون الدولي والطبيعة المقدسة للأمم المتحدة. ووبخَّ الرئيس اللبناني أميل لحّود الولايات المتحدة لازدواجيتها. وهو ما يفترض أن يهزّ الرئيس بوش، فيما كان المندوبون يستمتعون بفرقة الرقص الشعبي القادمة من بوركينا فاسو.

حتى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة جاء من شمال افريقيا، من البلد الذي لم يكن يكترث من قبل بمؤتمر الفرانكفونية، وهو من آثار ما تركته الحقبة الاستعمارية الفرنسية في نفوس الجزائريين.

وفي الصف الأمامي جلس قائد حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي اعتبر كولن باول منظمته بأنها «فريق من الارهابيين»، وهو ما قد يجعل بوش يهتز أكثر مما قد يهزه بقية الحاضرين مجتمعين.

وعندما سأل بعض الصحافيين رئيس الوزراء الكندي جين كريتيان عمّا اذا كان سيجمعه مكان بـ «ارهابي»، أجاب: «لم أكن أعرف، شكرا لإخباري بذلك». وأضاف قائلا: «انه ضيف الحكومة وأنا لم أقابله. فأنا لا أدقق في الجوازات».

أما شيراك فلم يصدر عنه أي تعليق، مع أنه قد يثار السؤال نفسه، خصوصا أن الرجل تتهم ميليشياته - حتى تحت قيادة أخرى - بتفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت العام 1983، مما أودى بحياة 58 مظليا فرنسيا. بطرس بطرس غالي الذي حافظ على منصب «الأمين العام» للفرانكفونية بعد أن طرده الأميركان من الأمم المتحدة، تحدث مستنكرا السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وكان أقل توفيقا في التعريف الذي قدّمه للفرانكفونية: «نحن نتحدث عن التنوع الثقافي، الثنائية اللغوية، لأنه كـ «تعددية حزبية» هي الأسس للديمقراطية الدولية...» وهذا ما يقوله الكل بالطبع.

أما الذي يجعل هذا الطرف أو ذاك عضوا، فهذا ما لم يستطع أحد شرحه. فلماذا حضرت ألبانيا على سبيل المثال؟ وماذا كانت تعمل مولدافيا؟ وهل الدول تتأهل للدخول اذا تحدثت الفرنسية بطلاقة؟

أم اذا كانت قد خضعت لاجتياح جيوش نابليون؟ وكم من الدول الـ 55 تتحدث الفرنسية جيدا؟ بعض الخطب الكئيبة كانت تتحدث بهذه اللهجة.

ولكن... كان هناك استعداد كبير في هذا اللقاء أكثر مما يتوافر في الأمم المتحدة. ففرنسا عملت جاهدة على الابقاء على لغتها الميتة. ففي الحقيقة أن كل كتاب فرنسي يباع في بيروت مدعوم من قبل الحكومة الفرنسية. وهو ما يجعل بيروت واحدة من الدول القليلة في العالم التي يمكنك شراء كتب موليير فيها بنصف السعر.

فلتحيا لبنان

العدد 44 - السبت 19 أكتوبر 2002م الموافق 12 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً