العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ

عذرا... لقد بعناكِ يا غزة!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

بين مبادرة مصر للتهدئة، وبين القصف الإسرائيلي المتواصل على أرض وأهل غزة، نقف حائرين فيما يجري وفي طبيعة الموقف العربي إزاء الأزمة...

بين فريقين في العالم؛ فريق يلتزم الصمت المخيف، وفريق يتحدث باستحياء عن الأزمة الفلسطينية، ولعل ما يخجل أكثر أننا نتباهى بالمساعدات الإنسانية والمعدات الطبية التي تصل إلى إخوتنا في غزة، وكأننا نقول لآلة الحرب الإسرائيلية اقصفي، ونقول للجيش عث فسادا في أرضنا ومقدساتنا، فنحن لن نرضى ولن نقبل إلا بمداواة الجرحى وجمل نعوش القتلى بأدواتنا وبأدويتنا!

لا أدري، إذا تمكنا من مداواة جراحات المدفعية الغاشمة، والصواريخ على الأبدان، فهل سنتمكن من مداواة الجروح التي خلفتها الحرب في قلوب الفلسطينيين؟ وماذا سيجيب ذلك الأب الذي فقد جميع أفراد أسرته، وودع بدموع من قلب محترق ابنه الوحيد وأودعه التراب مع زوجته وأمه وأبيه وبني عمومته وإخوته!

إن مواقف كثير من الحكومات العربية مدعاة إلى الخجل، وأي خجل، فهل فعل أحد العرب ما فعله تشافيز مثلا، أم أنهم يتشاطرون في أطروحات الهدنة والقمم العربية التي لو كتب لها أن تكتمل لن تخرج بإدانة للعدوان الإسرائيلي على غزة.

وأستغرب أكثر من موقف بعض قنوات الإعلام العربي العمياء التي تحلل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه مجرد دعايات وخطاب أطلقه في الهواء الطلق في سماء لبنان، والأغرب أنها اختارت بعض الشخصيات التي أدانت هذا الحديث واعتبرته غير مدروس وغير مبرر! هل تنتظرون أن يصمت «حزب الله» أم أنه ينظم إلى حزب العرب المتقاعسين الذين اختاروا التطبيع مع العدو الصهيوني.

وبدل الإشادة بهذا الموقف الجليل نرى زمرة من المحامين الباحثين عن الكراسي والمطامع يرفعون دعوى ضد نصر الله لتهجمه على مصر وتحريضه على ما أسموه انقلابا في الجمهورية! وهل يعني إغلاق معبر رفح غير بيع غزة والتآمر على تصفية «حماس» من الوجود، أرجوكم حدثوا العاقل بكلام آخر...

ولا أدري كم دفعنا ثمنا لغزة لكي يرتفع سعر برميل النفط وسط هذه الحرب الضروس، أم أننا ارتحنا كثيرا لارتفاع سعر البرميل الذي سيحل كثيرا من المشاكل على حساب دماء الفلسطينيين الأبرياء... ألم يأن للحكام العرب أن يقفوا وقفة شرف يخلدها التاريخ تمحي معها مخازي الزمن المر!

هدنة... حرب... قتل... تشريد... ترويع، كلمات سمعناها طيلة أيام العدوان الإسرائيلي على غزة ومن قبله على لبنان، وستظل هذه الكلمات في مكانها حتى يكون للعرب موقف غير موقف الذل الذي ينتهجونه، ولا نعلم متى سيكون هذا الموقف!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2318 - الجمعة 09 يناير 2009م الموافق 12 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً