يؤكد رئيس هيئة الرقابة على المصنفات المصرية الناقد علي أبوشادي دائما، أن أكثر ما يزعجه هو استخدامه لمقص الرقيب، وأن ما يفضله دائما هو التعامل مع الأعمال السينمائية من أجل تقديم مستوى أفضل لصناعة الفن السابع في مصر. وأشار إلى أن ما حدث مع فيلم «نمس بوند» من تحويله إلى وزارة الداخلية للمشاهدة، جاء بسبب أن بطل الفيلم هاني رمزي يجسد شخصية ضابط شرطة، الأمر الذي جعل الرقباء، يرون أن فيه حساسية معينة، فكان لابد من تمريره على الجهات المختصة حتى لا تقع المسئولية كاملة على الرقابة حال حدوث خروج عن النص المألوف.
وأكدت لجنة المشاهدة بالوزارة عدم وضوح رؤية أبوشادي في طلبه، لأنه «إذا كانت هناك مشاهد يتطلب مراجعتها فلماذا لم يرسل إلينا خطابا رسميا؟»، موضحين أنهم لم يقوموا بالحذف سوى لعبارة حوارية واحدة. وفي ظل هذه الأجواء الساخنة التقينا الفنان هاني رمزي الذي كشف لنا حقيقة الأمر:
كيف ترى الأسباب الحقيقية التي دفعت الرقابة إلى إرسال نسخة الفيلم إلى وزارة الداخلية قبل عرضه بساعات؟
- في البداية، المعروف دائما أن الرقابة تعتمد أي سيناريو قبل بدء تصويره، وهذا ما حدث، إذ أرسلنا نسخة من الفيلم إلى الرقابة وحصلنا على تصريح بإجازته ثم تطرقنا إلى طلب الجهات الأمنية للموافقة التي تمت، وبناء عليه تم التصوير وتحدد موعد نزول الفيلم، وتعليق «أفيشاته» وانتشرت الدعاية وحجز دور العرض، فذهبنا إلى الرقابة لتمنحنا تصريح «تداول وعرض» وكانت هنا المفاجأة، إذ أخبرونا بأن الفيلم في الداخلية، وعندما سألنا لماذا؟ قالوا لنرى ما ملاحظاتهم عليه! فتوجهت في قلق كبير إلى المسئولين في الوزارة الذين استقبلوني بحب واحترام، وتشكلت لجنة سريعة للمشاهدة التي أشادت بالفيلم، وأجازت عرضه.
هل يوجد عداء بينك وبين الرقابة حتى تقوم بهذا التصرف الذي يحدث للمرة الأولى؟
- بالتأكيد لا، فالناقد علي أبوشادي رجل محترم وصديق قبل كل شيء وتربطنا علاقة حميمة جدا، بالإضافة إلى مكانته وقيمته في الوسط الفني كونه ناقدا له اسم وتاريخ، وما دار من حديث حول رفضه للفيلم بعد تصويره كلام غير صحيح، إذ قابلته عقب هذا الحدث، ولكني لم أصل معه إلى شيء واضح ومفهوم.
إذن، حدثنا عن دورك في الفيلم الذي أثار كل هذه الضجة؟
- أقوم في الفيلم بأداء شخصية ضابط شرطة اسمه «شريف النمس» الذي دائما يثير مشكلات في مكان عمله، مما يجعله دائم التنقل بين الإدارات المختلفة، حتى يستقر به المطاف في المباحث ويتم إسناد مهمة كبيرة إليه في البحث عن الجاني الحقيقي في إحدى جرائم القتل التي تتهم فيها بطلة الفيلم «دوللي شاهين»، فيقوم باتباع الأسلوب الساحر لمعشوقه «جيمس بوند»، لأنه يعتقد أنه أنجح طريقة لتعقب الجريمة وكشف غموضها من خلال المغامرة التي لا مثيل لها ولا حتى في الخيال.
ضابط برتبة كبيرة
ولكن تردد أن الرقابة ولجنة وزارة الداخلية أفقدوا جودة الفيلم من خلال حذف الكثير من المشاهد؟
- هذا كلام غير صحيح، فبالنسبة إلى الرقابة فلم تقم سوى بحذف مشهدين فقط، الأول عبارة عن جملة حوارية بيني وبين أحد العساكر في الفيلم، والثاني هو تعديل وليس حذفا في شخصية أحد الزملاء الذي كان يجسد الوزير، فقامت الرقابة بتغيير مهنته من وزير إلى ضابط برتبة كبيرة. أما بالنسبة إلى الوزارة فلم تقم بحذف سوى جملة حوارية فقط.
ترى ما الذي كان سيحدث إذا تم حذف بعض اللقطات في الفيلم بعد تجهيزه للعرض؟
- كانت ستصبح كارثة، لأن الموسيقى التصويرية تم تقسيمها على المشاهد، وحذف أي منها سيحدث خللا في بناء السياق الدرامي، مما يجعل المتفرج يشعر بأن هناك شيئا خطيرا يحدث، وبالتالي قد يحكمون على العمل بالفشل، وهذا خطير جدا وليس في صالح العمل.
في الموسم الماضي قدمت شخصية الضابط في فيلم «أسد وأربع قطط» فكيف ترى تكرار تجسيدك لهذه الشخصية؟
- الحقيقة الدور مختلف في الفيلمين، و «نمس بوند» بعيد كل البعد عن «شبل ضرغام»، ففي هذا الفيلم أقدم ضابط الشرطة التي تقوم شخصيته على «كوميدي أكشن» وهو ما لا يقدم في السينما من قبل، فالضابط دائما يظهر متوحشا وقاسيا، ولا يضحك أو «يهزر» أبدا، وإنما حولناه إلى كوميديان صانع ابتسامة، من خلال سقوطه في الكثير من المآزق، وذلك مع الالتزام بعدم الإفراط في «الأكشن» لأنني غير مؤهل جسديا لمثل هذه الأدوار، وأعتبر هذا الدور من أهم محطاتي الفنية لأنني كنت أحلم طوال حياتي بأداء هذه الشخصية، ولكن الحلم لم يكتمل لأن ولادة هذا الفيلم كانت متعسرة جدا
العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ