العدد 2515 - السبت 25 يوليو 2009م الموافق 02 شعبان 1430هـ

300 دينار فقط للتحرّش بطفل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نشرت الصحف المحلية قبل يومين خبرا عجيبا، عن تغريم بحريني مبلغ 300 دينار فقط، لمحاولته الاعتداء على عرض طفل يبلغ من العمر 13 سنة، وتتمثّل تفاصيل القضية في أن المتهم تعرض للمجني عليه في منطقة المنامة، محاولا اصطحابه معه في السيارة لممارسة الفحشاء معه!

ولم تنته القصة عند هذا الحد بل استمرت عندما قام المجني عليه بتبليغ والده بالواقعة وتقديم بلاغ، وأفصح والد الطفل في البلاغ المقدّم لمركز الشرطة بأن المتهم تعرض لابنه بالقرب من إحدى المحلات التجارية، وأنه أخبر الابن بأنه يعرض على الأطفال ممارسة الفحشاء مقابل تلبية جميع طلباتهم.

والغريب في هذا الموضوع أنَّ اعترافات المتهم كانت تثير الدهشة، إذ إنه أنكر التهمة أمام التحقيق، وذكر أنّه أبلغ الطفل عن إمكانيته تغسيل سيارته من عدمه!

ما هذا؟! ولماذا يطلب من طفل غسل السيارة، أليس الأولى الطلب من ولي الأمر البالغ صاحب السيارة؟!

قضية الجاني الذي هتك عرض الطفل ذي 10 سنوات، والذي حُكم عليه بـ 45 يوما فقط، لن تردع متّهما من إعادة الكرّة مرة أخرى، بل ستعزز الشعور بالطمأنينة حيال ما سيقوم به تجاه أطفال آخرين، أو ربما أطفاله المأسورين في قفص بيته!

ما هذا؟! 45 يوما تكفي لردع هذا المعتدي من جريمة الاعتداء مرة أخرى؟!

ولنعد بالذاكرة إلى قضية طفل الرفاع، الذي اعتدى على عرضه 4 من المجنّسين، ومازالت القضية مستمرّة إلى الآن، مع مطالبات بعض الناس للحكم عليهم بأقصى العقوبات.

ما هذا يا أبناء البحرين؟! أيعقل أن تستمر القضية شهورا مع وجود الأدلّة والبراهين ودخول الطفل إلى المستشفى، والله العالم الآن بحالته النفسية المتدهورة - هو وأهله -؟!

ويا ترى أين النواّب من قضايا هتك الأعراض. وأين مطالباتهم بتعديل بعض القوانين غير الرادعة لمن تسوّل له نفسه الإساءة الى أطفاله وأطفال الآخرين؟

وأين منظّمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل، التي نصّت على أهمية الحفاظ عليهم من أي مكروه؟

فلو تدخّل النواب - وأنا أشك في ذلك نظرا للدور المهمّش الذي يقومون به - وإذا تدخّلت منظمات حقوق الطفل لحماية الطفل من هؤلاء الأشرار، فلابد أن يتم إحداث تغيير عميق فيما يحصل داخل محاكمنا، وسيتم تغيير هذه القوانين الجامدة التي لا تُعطي الحق، ولا تُقر العين، ولا تُثلج الصدر.

كل يوم تقريبا نفتح الصحف للاطلاع على الجرائم، ولم نرَ أي تغيير أو تعديل لما يتم على أرض الواقع، وبالمقابل نجد هؤلاء المرضى المتوحّشين أحرارا يجوبون الوطن بحثا عن ضحيّتهم التالية.

كم طفل هُتك عرضه منذ بداية السنة، وكم طفل لم يأخذ حقّه المفروض من هؤلاء المعتدين، وإذا أردنا أن نبني أجيالا، لابد لنا بالزَج بأمثال هؤلاء في السجن مدى الحياة، لأنّهم كمدمني المخدّرات بل هم أسوأ من ذلك، فهم يُحدثون الضرر بالأطفال من خلال فكرهم المتعطّش إلى التحرّش بالطفل والاعتداء عليه جنسيا.

وقلناها ونقولها ونكررها مرة أخرى، في البلدان الغربية الرأسمالية منها والشيوعية التي لا تعرف للدين طريق، عقوباتهم ووسائل ردعهم لمثل هؤلاء المدمنين على هتك أعراض الأطفال صارمة وجلية للغاية.

وكذلك المجتمع لا يرحمهم داخل السجون أو خارجها، ففي السجون يُبعَد المتحرشون بالأطفال عن السجناء الآخرين، وذلك لأنّهم يتعرضون للاغتصاب أو القتل، وإذا خرج المتحرشون بالأطفال من السجن، فإن المجتمع يقوم بفضحهم، حتى يبعد الأهل أطفالهم عنهم وعن فكرهم السرطاني، وبالتالي يقل عدد الأطفال الذين يتم التحرّش بهم أو الاعتداء عليهم.

ولكن في مجتمعنا البحريني الإسلامي العربي، لم نجد من يطالب مطالبة فعلية، ولم نجد من يعتصم معارضا لهذه القوانين الجاحدة في حق الطفل وذويه، ولم نجد من يطلب من القانونيين تعديل القانون، غير مطالبات فردية هنا وهناك، وهم يُشكرون كل الشكر عليها.

هل سيأتي اليوم الذي نتخلّص فيه كمجتمع بحريني من عدم تقبّل الانتقاد، ونبدأ فعليا في تعديل الأوضاع التي تحتاج إلى تعديل وتدخّل، وخاصة إذا كنا لا نريد أن تتفشّى الجريمة.

إن الجريمة قد تقوم عندما يشعر أحد الضحايا بأنَّ حقّه مهضوم، وأن من هضمه هم القائمون على سن القانون، وقد يلجأ حينها إلى عنف آخر ضد من أساء إليه بأساليب!

ولنأخذ العِبرة... إذا كنا لا نريد أن يتعرّض أي طفل إلى اعتداء جنسي، ونحوله إلى حاقد على وطنه، لأنّه لم ينصفه ولم يقف معه ضد من اعتدى عليه، ولنتذكّر بأننا يجب أن نكون خير أمّة أُخرجت للناس بالفعل وليس بالقول

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2515 - السبت 25 يوليو 2009م الموافق 02 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:47 ص

      امنية

      اتمنى بكل متحرش ان ينسجن لمدة خمس سنوات

    • زائر 13 | 1:31 ص

      سجن خمس سنوات

      انا اايد هذا الكلام والله تسلم واتمنى ان كل واحد يتحرش بطفل حتى لو عن مزحة باسجن لمدة خمس سنوات مع الاعمال الشاقة

    • زائر 12 | 4:46 ص

      من أمن العقوبة أساء الأدب

      من أمن العقوبة أساء الأدب ....

    • زائر 11 | 3:04 م

      لا موغريب

      مابستغرب يا اخت مريم من مقالج لأن البحرين متخلفه عن باقي الدول الخليجيه ، فقط وأنشاء مركز حماية الطفل من عام 2008 وبدل مايدافع عن حقوق الطفل من مثل هذه الأعتداءات الجنائيه يتستر عليها وأزيد انه غير مؤهل بالكفاءاااات في كيفية الحافضه على حمايت الطفل البحريني واتمنى تبحثين في هالموضوع وتكتبين عنه وشكرا لج !!!!!!!!!!!

    • زائر 10 | 12:43 م

      بسم الله عليك.. ZOOOR12@HOTMAIL.COM

      دائما قوانين جامدة لا تمت بالإسلافس شئ قضيتي شيك بدون رصيد لماذا لا يحكم فبها ويرد لي حقي الذي سلب .. لماذا اذهب من مركز الشرطة الى النيابة في قضية منتهية . والحق واضح هل من مجيب ؟؟؟ وكثير من تلك القضايا اللتي لا يوجدد لها نهاية ..

    • زائر 9 | 12:21 م

      الاسلام هو الحل

      90 فى المائة من النواب متدينين وكلهم مسلمين تجريم الاعتداء الجنسى تطالب به جميع الشرائع السماوية والقوانين ومادام الظاهرة منتشرة ليش النواب الاسلاميين مايقدمون مشروع بقانون يحد من هالظاهرة الحقيرة

    • زائر 8 | 10:22 ص

      thabit98m@hotmail.com

      لا أعلم متى يستيقظ نواب السلف الصالح والأخوان المسلمين ويشرعون القوانين الخاصة بالتحرش والإعتداءت الجنسية المختلفة بنفس سرعة إقرار قانون التقاعد لهم ، هذا إذا كان القرار بأيديهم ولكن إذا كانو كما قال الشيخ على مطر نواب الريموت كنترول فحسبي الله وكفي بالله حسيبا

    • زائر 7 | 6:38 ص

      300دينار يا بلاش

      الكل ممكن يتدخل الامنظمات حقوق الانسان بتخلي المجني علية الي جاني والجاني الي مجني علية

    • زائر 6 | 6:36 ص

      احكام البحرين التشجيعيه

      احكام البحرين تشجع المجرمين والسفله والمعتدين والفاسدين على الاجرام والقتل لان الاحكام بسيطه ومشجعه ماشاء الله تقول لهم زيدوا الاجرام زيدوا وامرحوا واسرحوا لكن الله بيحاسبهم خافوا ربكم لو ولادكم بترضون عليهم

    • زائر 5 | 4:20 ص

      هذه هي البحرين

      أهلا بك في البحرين يا أستاذة مريم ، و احنا ما نستغرب اللي صار ، هذا الحجي من زمان و لا أحد قادر يغير شي ، و لا نقول الا حسبي الله و نعم الوكيل ، و ما ندعي حتى على أعداءنا ان يصيدهم اللي صاد الأطفال ، مع انهم ما بيفهمون الوضع الا اذا تعرضو حق نفس المأساة !!!!

    • زائر 3 | 2:09 ص

      حكم التحرش بالبنات

      لمعلوماتك يا سيدتي الكريمة فان حكم التحرش بالبنات عن طريق التلفون هو 20 دينار فقط وحكم الزاني والزانية المتزوجين لا يتعدى 3 شهور وليذهب الزوج او الزوجة المهتوك عرضهم الى الجحيم في نظر القانون البحريني ما دام الزني تم بالتراضي ... الا يعلم المشرع البحريني ان الزوج او الزوجه المهتوك عرضهم يعيشون ذليلين وعرضه لجميع الامراض طوال حياتهم ... الا يعرف هذا المشرع ان المعتوك عرضه لا ينام ليلة واحدة باطمئنان ويكره الحياة ويتمنى الموت في كل يوم
      لا شك اننا بحاجة ماسة الى مراجعة الكثير من القوانين

    • زائر 2 | 2:04 ص

      لوكان المتحرش يه احد نواب السلف

      لو كان من طرف السلفيين كان امروا بتعليق المشانق او منصات اعدام بالرصاص للمعتدين لكن المتحرش بهم من عامة الشعب فعندهم مومشكلة لكن نامل ان تكون الضحية القادمة واحد من ابناء الذوات حتى نشوف تحرك عدل

    • زائر 1 | 12:44 ص

      مقال مهم

      شكرا لك ولاهتمامك اخت مريم واقعنا يقول ان المجرمين واللوطيين ومتعاطي المخدرات والمتحرشين ببناتنا واولادنا اصبحوا يتجاسرون ولايخافون عواقب اعمالهم بسبب ضعف الرادع اتسائل هل القاضي سيعاقب المغتصب للطفل بنفس العقوبه لو كان المغتصب اغتصب ابنه او تحرش بابنته؟؟؟

اقرأ ايضاً