العدد 183 - الجمعة 07 مارس 2003م الموافق 03 محرم 1424هـ

عاشوراء عطاء لكل البشرية وإحياؤها بما يتلاءم وأهدافها ضرورة

ندوة الوسط عن الاحتفال بعاشوراء:

ما ان يهل هلال المحرم من كل عام حتى ترتدي شوارع وجدران قرى البحرين ومدنها السواد وتنصب المآتم وتسير المواكب إحياء لذكرى سيد الشهداء سبط الرسول الثاني وخامس أصحاب الكساء الإمام الحسين شهيد كربلاء، فما هو سر الاحتفال بعاشوراء سنويا؟ وهل هي قضية خاصة بالشيعة فقط من دون غيرهم أم أنها عامة؟ وكيف نستطيع تفعيل عطاءات ثورة الإمام الحسين في حياتنا العملية؟ هذه أسئلة وغيرها طرحناها في منتدى “الوسط” على كل من الخطيب الشيخ حميد المبارك والرادود الحسيني المعروف الشيخ حسين الاكرف ورئيس جمعية المرسم الحسيني “تحت التأسيس” عبدالنبي الحمر وعضو جمعية المرسم رياض الذهبة وكان هذا نص الحوار:

ما هي فلسفة الاحتفال السنوي بعاشوراء؟

المبارك: إن إقامة العزاء ليست أمرا في عرض أهداف النهضة وانما هي في سراطها أي أن إقامة العزاء للدلالة على أهداف النهضة، ومختلف الوسائل التي نحيي بها عاشوراء “الخطابة، المواكب، المرسم...الخ” كلها دلالات واشارات إلى نهضة الحسين”ع”.

فللعقل الواضح دخالة في فهم مقاصد الشريعة فلا نقتصر في فهم النص الديني على ما هو المتبادر منه وانما نستعين في فهم مقاصده بالعقل الواضح، ففي الفقه يوجد باب يســـمى مناســـــبات الحــــكم والموضوع أي ملاحظة المناسبة بين مضمون النــص ومغازيه وأهدافه، ومما لاشك فيه أن العقل الواضح يفهم أن إقامة العزاء ليس أمرا مطلوبــا لذاته وليس البكاء لإثارة المأساة بما هي مأساة وانما للدلالة على الأهداف التي من اجلها كانت النهضة.

تلاؤم الشعائر مع الأهداف ضرورة

وعليه فانه من الضروري أن تتلاءم الشعائر مع الأهداف لأن الشعائر آلة وليست غاية، ويمكننا فهم أهداف النهضة فهما دينيا وإنسانيا، فالفهم الديني للأهداف هو إرشاد الناس إلى ما تقتضيه الشريعة والفهم الإنساني يتمثل في الشعارات المرفوعة في هذه النهضة مثل العدالة واعانة المستضعفين والأخذ بيد المظلوم والمساواة وغيرها من المقولات الإنسانية، وهذا يدفعني إلى القول بأهمية ملاءمة الشعائر لاهداف الثورة الحسينية.

تعبئة فكرية وايمانية

الاكرف: يمكننا القول ان فلسفة الاحتفال بعاشوراء تكمن في أن التواصل والارتباط برسالة الإمام الحسين”ع” ومنهج أهل البيت”ع” له طريق يتركب من جزءين أولهما العقل وثانيهما العاطفة، ويمثل العقل الفكر والثقافة وتمثل العاطفة الإيمان وقوة الارتباط وعليه فان حاجة الأمة إلى عاشوراء هي حاجة الفكر والإيمان معا ومن هنا فان وسائل الإحياء بمختلفها تعمل على تعبئة الأمـــة على كلا الصـعيديـــن.

كيــف يســاهم المرســـم الحســـيني في إحيـــاء ثـــورة الإمــام الحســــين؟

عبدالنبي: إن مشاركة المرسم الحسيني في عاشوراء هو إكمال لدور المنبر والموكب إذ يسهم المنبر في بث الوعي والفكر الحسيني والموكب يحيي الذكرى بالشعر والقصيد ويكمل المرسم الصورة من خلال لغة الرسم، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء جمعية للمرسم لتجميع الرسامين الذين كانوا يعملون بشكل منفرد كل على حدة لنعمل على أن نجعل العمل اكثر مردودا وأقوى عطاء، وللعلم فان جمعية المرسم لا تحوي الشيعة فقط وانما كثيرا من الطوائف والمـــلل الأخــرى حتى الـــبوذيين.

الذهبة: لقد ذكر المبارك مفهومين لاهداف النهضة الحسينية وهما ديني وانساني وعليه فإننا نرسم في الثورة الحسينية وننطلق من الحسين “ع” متجهين إلى الإنسان كل الإنسان ذلك أن عطاءات ثورة الإمام الحسين لكل البشرية وليست مقتصرة على فئة دون أخرى، فعندما يأتي البوذي مثلا ليشاهد على مدى أيام تلك اللوحات التي تجسد واقعة الطف واهداف تلك الثورة فانه نوع من إيصـــال الرســـالة.

ننطلق من الإمام الحسين لنحاكي البشرية

ويساهم المرسم في أن يعطي البعد الحقيقي لثورة كربلاء ومدى الاستفادة منها في واقعنا ولا يوقفها في التاريخ فقط، فهناك من الفنانين مثلا من رسم لوحة يربط فيها بين حرق الخيام في كربلاء وهدم البيوت في فلسطين، ولنا مساهمات كثيرة في مختلف المجالات وقد شاركنا في فعاليات مرتبطة بحقوق الإنسان، فنحن ننطلق من الإمام الحسين لنحاكي البشرية.

المبارك: بما أن الشعائر كل الشعائر ما هي إلا آلية فلنستخدم كل الآليات التي تساهم في إحياء الحدث الحسيني وبشكل متناسب مع غاياته، ولكي تكون الشعائر منسجمة مع الأهداف يجب أن تشتمل على عدة أمور، الأمر الأول هو الصرامة في الموقف وهذا ما نستفيده من الحسين “ع” إذ انه عندما ثار لم يعبأ بمن خالفه، فعلينا عند إحيائنا لهذه الشعائر ألا نعبأ بالمخالفين وفي ذلك يقول الإمام الصادق “ع” “اللهم إن أعداءنا قد عابوا عليهم بخروجهم فلم يمنعهم ذلك عن الشخوص إلينا”.

وعندما شكا بعض الشيعة إلى الإمام استهزاء بعض المخالفين لمراسم العزاء قال “والله لحظهم اخطأوا وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمد تباعدوا” فلا ينبغي أن نجعل من نظر الآخرين مقياسا للعزاء كما لم يجعل ذلك الإمام الحسين مقياسا لنهضته، وفي مقابل ذلك لابد من عقلنة الشعائر الأمر الذي يزن المعادلة فلابد للشعائر من مرجع عقلائي يرجع إليه الغافلون يوما ما، فمع كون الإمام غير عابئ بالمخالفين إلا انه كان يستند إلى مرجع عقلاني سترجع إليه الأجيال في يوم من الأيام.

والصرامة في إقامة الشعائر لا يعني أن تقام بأي شكل بل يجب أن تستند إلى مرجع عقلاني الأمر الذي نأمل في أن يدركه الآخرون مستقبلا، ومن الأمور المطلوب وجودها في الشعائر هو عدم القناعة بالمكاسب الآنية فعلى مسئولي الفعاليات المختلفة ألا يكتفوا بالمستوى الحالي وانما يرمون بنظرهم إلى المدى البعيد كما فعل الإمام الحسين في نهضته حين قال “نحن وبنو أمية بيتان اختصمنا في الله قلنا صدق الله وقالوا خلاف ذلك” وهذا أمر في غاية الأهمية، فعلى مختلف أدوات الإحياء أن يستشعروا هذا المعنى وان يرتفعوا عن صغائر الأمور.

قضية الحسين عامة فلا تضيقوها

ومن تلك الأمور أيضا انه من الضروري التركيز على عمومية القضية فقضية الحسين ترتبط بالعقيدة القرآنية ارتباطا مباشرا ونجد ذلك في خطابات الحسين فقد كانت استشهاداته بالقرآن، ولا ينبغي بحال تضييق القضية وان فعلنا ذلك فقد خالفنا أهداف النهضة، والأمر الآخر موضوع الولاء والبراء فقد جاء أحدهم إلى الإمام علي “ع” قائلا اني احبك ولكن نفسي لا تطاوعني لمعاداة أعدائك فقال له الإمام “فأنت الأعور فإما أن تبصر واما أن تعمى” فمن الأهمية أن تشتمل الشعائر على الولاء وعلى البراءة من أعـــداء الدين والإنســـانية.

والأمر الخامس هو كون المضمون إبطالا للخط السلطاني المنحرف، فقد كانت ثورة الحسين إبطالا للخط الأموي المنحرف الذي أقاموه بمختلف الوسائل ومن ضمنها الرواية، فيروي أحدهم رواية مفادها أن الرسول “ص” قال سترون بعدي اثرة وأمورا تنكرونها قالوا فبماذا تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم وسلوا حقكم، لكن الحسين طبق المضمون القائل “من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا لعهده مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بقول ولا فعل كان حقا على الله أن يدخله مدخله”.

فاقصار العزاء على الجانب المأساوي فقط هو حرف لاهداف النهضة فالنهضة “للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر” وعلى العزاء أن يحتوي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخلاصة القول انه لابد من وجود العناصر السالفة الذكر في الشعائر الحسينية حتى تنسجم واهداف الثورة.

في رأيك أين تقع مسألة التطبير “شق الهامة” من هذه العناصر وهل تشتمل عليها؟

التطبير لا ينسجم مع الوجدان العقلاني

المبارك: من خلال الضابطة التي ذكرتها آنفا نستطيع تلمس حال الوسطية في نوعية الشعائر فلا نغرق في الصرامة والا نغرق في العقلنة التي تخرجها من دائرة العقلنة إلى مداراة المخالفين ما يؤدي إلى اضمحلال الشعائر، ولو نظرنا نظرة متأملة إلى التطبير فاني أرى انه لا يشتمل على عنصر العقلنة، فلا ينسجم الوجدان العقلائي مع هذه الوسيلة ولا يعتبرها وسيلة مناسبة للإشارة إلى النهضة.

الأكرف: تنقسم الشعائر الحسينية من جهة من الجهات إلى قسمين القسم الأول نوع ثابت بمعنى أن هناك نصا من المعصوم في خصوص ممارسة ما على أنها شعيرة من الشعائر الحسينية وقد عد البعض تلك الشعائر إلى 12 شعيرة، والقسم الآخر الشعائر المستحدثة التي لم يرد فيها نص لكنها تندرج تحت عناوين عامة من الشعائر المنصوص عليها مثل الجزع وهو أن يحس بالمصاب دائما ويستشعره حتى يرتبط بالمعصوم عاطفيا وفكريا وثقافيا لا أن يعيش الإنسان حالة هستيرية ومع ذلك ينبغي أن يلاحظ في الشعائر المنصوص عليها العناصر التي ذكرها المبارك.

وذلك يعني أن يكون الجزع بأسلوب يقدم الحسين كرسالة عالمية، وتورد الروايات مراتب الجزع وتذكر أن أعلاها نتف الشعر ولطم الصدر والخد وعليه فان التطبير تطـــرف في ممارسة الشعيرة كما انه من الشعائر غـــير المنصوصة أيضا، وذلك يعني انه لا يوجد دليـــل واحد يملكه أي فقيه ينص على هذا الأمر بأنه شعيرة منصوصة إلا أن بعضهم يقول انها إذا اعتبرت نوعا من الجزع تكون شعيرة، وبالنظـــر إلى عنــــاوين أخـــرى نرى أن التطبـــير قد يضعف من حال الارتباط بين الأمــة الواحدة.

ولكن هناك من يستشهد بضرب السيدة زينب لرأسها بمقدم المحمل؟

الاكرف: إن الرواية التي ذكرتها تتحدث عن واقعة حدثت عندما مروا بالنساء على جسد الحسين إذ تقول زينب “ع” “أتيتك على ناقة مهزولة لا محملة ولا مرحولة” بمعنى أنها خالية من المحمل والنص يقول انها ضربت رأسها بمقدم المحمل وفي حديثها تنفي أن تكون الناقة عليها محملا؟! فهي سالبة لانتفاء الموضوع، فالمستشهدون بتقرير الإمام السجاد من خلال سكوته على فعل عمته قد يصطدمون بإمامة الإمام السجاد لانه لا يجوز بحال مخالفة نص الإمام، لأن الإمام الحسين أوصى زينب “ع” بالا تشق عليه جيبا ولا تخمش عليه خدا، التطبير لا يوصل رسالة الحسين ولو قلنا جدلا بصدق هذه الرواية فإننا نحملها على الجزع الخاص ولا يمكن تعديته لكل الناس سيما أن كاشف الغطاء يقول اننا لا يمكننا أن نستفيد من هذه الأدلة مشروعية التطبير، ولو قلنا بخصوصيتها في مصاب الإمام الحسين “ع” فيجب أن نتأكد من أن ممارسها يمارسها جزعا، ومع ذلك فإننا لا نجد أن التطبير يوصل رسالة من الأهداف التي كان الحسين يريد توصيلها من خلال النهضة، وما ذكره المبارك من عنصر الصرامة في مزاولة الشعائر لا تنطبق على كل الشعائر، فإذا كان المنتقد لهذه الممارسة على أساس عقلائي اتفق معه فيه فان التطبير يصبح من غير الأمور التي يجب ممارستها بصرامة.

وأؤكد على أني لم ارغب من هذا الطرح إثارة أحد وانما للبحث المعرفي والثقافي واطرحه بكل حب وهدوء وأؤكد على ما أكد عليه العلماء من أننا لا نثير من هذا الموضوع فتنة ولكـــن على الآخر أن يكون اكـــثر تعقـــلا.

المبارك: أؤكد على ما ذكره الاكرف في رواية السيدة زينب، فانه إضافة إلى كونها رواية مرسلة والإشكالية التي طرحها من إمكان الجمع بين خلو الناقة من المحمل وضربها لمقدمته فان وجود حالة معينة لا يعني استحباب تكرارها، ويثبت كونها سنة لو كررها أهل البيت في أوقات مختلفة، وفيما يخص رواية الجزع فانه يجب حمل الجزع على المرتبة الطبعية له وهي لا تشتمل على الضرب بالسيف، والآلية الثانية لفهم النص هو الاقتصار على القدر المتيقن حين عدم إطلاق الجزع لجميع مراتبه كما يقول الفقهاء، وهذا ما نستنتجه من أن الرواية لا تريد إطلاق الجزع قطعا، ومع ذلك فإننا نحترم الرأي الآخر ونحترم منطلقاته.

عبدالنبي: إننا في المرسم الحسيني نعمل على أن نظهر بعض الخصوصيات والمواقف المتميزة والموجودة في بطون الكتب لنعكسها بأسلوب آخر وهو أسلوب الفن والرسم، ومثال على ذلك فقد جاءنا فتى صغير يريد أن يرسم الموقف النوعي في واقعة الطف وهو انتقال الحر بن يزيد الرياحي من معسكر بن سعد إلى معسكر الحسين، كما أننا نعمل على إبراز بعض الدروس المعتبرة من هذه الواقعة من تضحية وإيثار العباس ومدى إخلاصه لأخيه الحسين، فالمرسم يعمل على إكمال الصورة واتمام ما لا يتمه المنبـــر والموكب.

ونحن نعمل في المرسم على التواصل مع بقية الفنانين في دول الخليج العربي وغيرها من الدول لنجعل لهذا المرسم وقعا مؤثرا ذي عطاء مميز يعمل على أن يوصل رسالته وينسجم مع أهداف الثورة الحسينية.

ما هي ابرز أنشطة جمعية المرسم الحسيني وأهدافه؟

الذهبة: نحن نعمل جاهدين على رفع مستوى العطاءات التي يقدمها المرسم ولكن ما يحد من عملنا ونشاطنا هو تعطيل الإشهار إذ أننا تقدمنا بطلب إلى وزارة العمل التي حولتنا على وزارة الإعلام ولكن لم يتم الإشهار بعد، ومع ذلك فإننا نعمل بجد ولا نجعل من مشكلة الإشهار عقبة أمام عملنا، وعن أنشطة المرسم وفعالياته وأهدافه فان المرسم يهتم بالرسم المعبر عن الفكر والتاريخ الإسلامي والزخرفة الإسلامية والخطوط الإسلامية وتنشيط المسرح الإسلامي الهادف فنحن نسعى إلى أن نفعل مختلف الفنون في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة.

لماذا لا تنضمون مع إحدى الجمعيات لتفادي عقبة الإشهار؟

الذهبة: نحن نرحب بالتعاون مع أي جهة تتوافق أهدافها وأهدافنا شريطة أن يكون لديها التزام ديني، كما أتمنى ألا تؤخذ هذه القضية بحساسية، فكل الجمعيات تعتبر أن جمعية المرسم هو الفرع الفني لها وذلك يخلق قوة لنا ولهم.

دخلنا كل الأمكنة بلوحاتنا

عبدالنبي: إن إصرارنا على أن نكون جمعية مستقلة لكي لا تحجم أنشطة الجمعية وتربط بتيار دون آخر إلا أننا لا نمانع من التعاون والتعامل مع أي جهة فنحن عملنا مع مختلف الجمعيات ومستعدون أيضا للتعامل مع كل من يود التعاون معنا، فقد عملنا مع جمعية حقوق الإنسان وجمعية مقاومة التطبيع ودخلنا الفندق والنادي والمأتم بلوحاتنا.

هل تعتقد أن بروز بعض الأساليب الجديدة مثل المرسم والإنترنت هو بداية لهجر الوسائل التقليدية؟

المبارك: لا اعتقد ذلك، فقد قيل مسبقا إن ظهور الإنترنت سيؤثر على مكانة الكتاب إلا أن شيئا من هذا لم يحصل، والأساليب الجديدة ستضيف شيئا إلى عطاءات المنبر والموكب، كما أن هناك خصوصية للمشافهة ودورا لا يستطيع المرسم أن يؤديه وكذلك العكس.

ما هي ابرز عطاءات ثورة الإمام الحسين؟

المبارك: إن عطاءات الثورة الحسينية هي نفسها أهدافها التي أشرت إليها سابقا وهنا أرغب في إضافة أمر مهم وهو ألا نضيق النهضة بالقيود الخاصة وان نبقيها في حدود المذهب، وان نعمل على التأكيد على عمومية القضية والجوانب الإسلامية والإنسانية فيها.

كيــف نجســـد هذه العـــطاءات في واقعنــا العــملي؟

المبارك: من عطاءات الثورة النظرة البعيدة إذ لم يكن الإمام محتاجا إلى أي نوع من زخرف الدنيا بل كانت له نظرته بعيدة المدى وهذا ما يجب أن نجسده في حياتنا العملية، كما أن من أهم العطاءات المهمة في النهضة مسألة الحوار إذ كان الإمام مصرا على الحوار إلى آخر لحظة وهو مبدأ من المبـــادئ التي لا تســــقط في حال من الأحوال ولا توجد أزمة اشد من الأزمة التي لاقاها الإمام لكنه كان يصر على الحوار ولم يترك لاحد عـــذرا لان يقول كنت في وضع لا يتناسب مع الحوار فهو مبدأ لا ينبغي التنازل عنه حتى في احلك الظروف.

كونك أحد الرواديد المعروفين في المواكب الحسينية هل لك أن تحدثنا عن ماهية الموكب والرسالة التي يوصلها؟

الموكب وسيلة إعلامية تقوم بدور المنبه

الاكرف: للموكب الحسيني عدة مفردات فهو يشمل المنبر والمسيرات العزائية وبقية الممارسات، وبالنسبة إلى المسيرة العزائية كمفردة من هذه المفردات لها عدة إيحاءات واهم هذه الإيحاءات الارتباط الروحي والفكري والمعرفي بحيث كلما كبرت هذه المسيرة وضمت مختلف الشرائح المجتمعية كلما عكست وجها مشرقا لارتباط الناس بالدين والمبدأ، ويعد الموكب وجه التيار الإسلامي وقد تغيب بعض وجوه التيار الإسلامي إلا أن الموكب هو أبرز الوجوه، وقد أصل الموكب قضية المطالبة بالحق واصل روح الشهادة، ونستطيع اعتبار الموكب وسيلة إعلامية تقوم بدور الإشارة والتنبيه ومن ثم يقوم المنبر بدور الشرح والتفصيل، وقد لعب الموكب الحسيني دورا كبيرا إبان الانتفاضة في البحرين وكذلك إبان المرحلة الإصلاحية.

العدد 183 - الجمعة 07 مارس 2003م الموافق 03 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً