العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ

جلالة الملك يعلن مبادرة لاستضافة الرئيس العراقي

لدى ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء أمس

أعلن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى أن البحرين، كما انها بلد ثان لكل عربي، فإنها على استعداد لاستضافة الرئيس العراقي صدام حسين إن أراد أن يقيم فيها معززا مكرما من دون ان يكون ذلك انتقاصا لقدرات العراق ومكانته. وقال جلالته إنه يرى ان البديل عن الحرب والدمار هو ان يقوم الرئيس العراقي بتسليم المسئولية الى جهات تتمكن من معالجة الموقف، وبما يحفظ للعراق كرامته وللرئيس العراقي شأنه ومكانته.

وقال جلالته: إن هذه المبادرة من البحرين تأتي انطلاقا من مسئوليتها القومية التي تتحملها في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتطلعها للعيش بسلام، فضلا عن تجنيب العراق وشعبه الشقيق الحرب. وأعرب جلالته عن الأمل في الاستجابة لهذه المبادرة، إذ أنها لن تكون عملية إذا ما تطورت الأمور بشكل لا رجعة عنه.

جاء ذلك في اجتماع مجلس الوزراء الذي ترأس جلسته الاستثنائية الطارئة أمس الأربعاء جلالة الملك لبحث التطورات المتعلقة بالأزمة العراقية وتصاعد نذر الحرب، ولإيجاد الحل العملي الذي يجنب المنطقة والعراق المواجهة العسكرية.


في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء برئاسة عاهل البلاد أملاها الظرف العسكري

الملك: تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن الوطن وسلامة الشعب

قصر الروضة - بنا

أبدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى أسفه لما آلت إليه الأمور في الأزمة العراقية، معربا عن أمله في أن تسفر الجهود المكثفة للأمم المتحدة عن إيجاد مخرج للأزمة، تجنب العراق والمنطقة الحرب وويلاتها، مشيرا جلالته الى أنه «من الضروري في هذه الفترة الحرجة تأمين الجبهة الداخلية حفاظا على الوطن والمواطنين والإنجازات التي تحققت».

جرى ذلك في الجلسة الاستثنائية الطارئة التي عقدت أمس في مجلس الوزراء في قصر الروضة برئاسة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد، وبحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة.

وعقب انتهاء الجلسة أدلى وزير شئون مجلس الوزراء محمد إبراهيم المطوع بتصريح قال فيه: إن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى افتتح الجلسة بكلمة أوضح فيها دواعي عقد هذه الجلسة الاستثنائية الطارئة لمجلس الوزراء في هذه الظروف التي أملتها تطورات الأوضاع والمستجدات في ضوء تضاؤل الفرص لحل الأزمة العراقية سلميا، وظهور نذر حرب جديدة، وما يستدعيه مثل هذا الموقف من يقظة وتدابير تحفظ للبحرين أمنها وسلامتها.

وأعرب جلالته عن الأسف لما آل إليه الأمر، والأمل في أن تستمر جهود الأمم المتحدة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة. واكد جلالته أن «الظروف والتطورات الحرجة التي تمر بها المنطقة والتي بلغت ذروتها بظهور نذر الحرب في العراق، أملت علينا عقد هذا الاجتماع الاستثنائي الطارئ لمجلس الوزراء وذلك في إطار ما نوليه - جميعا - من حرص على اتخاذ التدابير والاحتياطات كافة لتأمين الجبهة الداخلية، والحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسلامة شعبنا العزيز».

ونوه صاحب الجلالة الملك المفدى بما اتخذته الحكومة منذ فترة زمنية كافية من تدابير وإجراءات احترازية لتأمين سلامة الجبهة الداخلية، مؤكدا جلالته ما تتمتع به البلاد من أمان.

كما نوه جلالته بمشاركة قوات بحرينية ضمن قوات درع الجزيرة إضافة إلى وحدات بحرينية أخرى، وذلك في «مهمة الدفاع عن إخواننا وأشقائنا في الكويت في هذه الظروف، انطلاقا من مبدأ التلاحم بين دول المجلس والمشاركة في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة».

بعد ذلك ألقى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة كلمة عبر فيها عن شكر سموه وتقديره لعاهل البلاد المفدى لترؤس جلالته هذه الجلسة، مشيدا سموه بالقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة وجهوده التي بذلها خلال ترؤسه لأعمال القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ وفي جميع المحافل الدولية الأخرى، ومساعي جلالته التي استهدفت بحث السبل الكفيلة لإيجاد حل سلمي للأزمة.

وقال سموه: «إن التطورات المتلاحقة تجعلنا أكثر تمسكا بضرورة تكثيف الجهود العالمية كافة من أجل حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية، وأن يظل باب السلام مفتوحا». وأعرب عن أمله في أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته وواجباته في هذا الخصوص.

كما أشاد سمو رئيس الوزراء بحرص جلالة الملك المفدى على تعزيز أمن واستقرار الوطن وتأمين جبهته الداخلية لتجنب أية انعكاسات سلبية للظرف الطارئ الذي تمر به المنطقة اليوم.

ودعا سموه وزراء الداخلية والدفاع والتجارة والصحة إلى إطلاع الملك المفدى وإحاطة المجلس بما تم اتخاذه كل في مجاله من إجراءات وترتيبات في مواجهة جميع الاحتمالات. معربا سموه عن ثقته الأكيدة بأن الوطن - قيادة وشعبا - ليقف اليوم متكاتفا تحت قيادة الملك المفدى الحكيمة للحفاظ على ما تحقق من مكتسبات حضارية وإنسانية وديمقراطية في ظل العهد الزاهر لجلالته.

ثم استمع المجلس إلى تقرير من وزير الداخلية بشأن ما اتخذته مختلف أجهزة الوزارة من إجراءات تتعلق بالدفاع المدني لتأمين سلامة الجمهور وتوعيته بإجراءات السلامة الأمنية في ظل مختلف الظروف، إضافة إلى الاستعدادات التي اتخذتها الوزارة لدعم أمن واستقرار الجبهة الداخلية.

فيما احاط وزير الدفاع المجلس، بالترتيبات والاحتياطات التي اتخذت لتأمين الوطن والذود عن ترابه المقدس إزاء أي احتمال طارئ قد يهدد أمنه وسلامته، فيما طمأن وزير التجارة المجلس بالإجراءات الخاصة بتوافر السلع والمؤن الغذائية بكميات كافية في المخازن والأسواق وما تم اتخاذه من تدابير لرقابة الأسعار وعدم استغلال ظروف الحرب لرفع أسعارها على المستهلك.

من جانبه أحاط وزير الصحة المجلس بما اتخذه مجمع السلمانية الطبي ـ ومختلف المراكز الصحية للوزارة ـ من تدابير لمواجهة أية طوارئ صحية، وتوافر الأطباء والهيئة التمريضية ووجودهم بمراكز الطوارئ المقامة على مدار الساعة، مطمئنا المجلس - في السياق ذاته - بتوافر كميات كافية من الأدوية والمعدات الطبية التي يمكن أن تتطلبها الظروف الطارئة.

وبتوجيه من صاحب الجلالة الملك ورئيس الوزراء، أطلع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المجلس بالاجتماع الذي عقده مع لجنة الشئون الخارجية والدفاع بمجلس الشورى، إذ أطلع اللجنة على الظروف والمستجدات وتطورات الأوضاع في المنطقة وعلى الجهود والإجراءات والترتيبات التي اتخذتها مملكة البحرين بشأن ذلك. وسيتم كذلك الاجتماع مع لجنة الشئون الخارجية والدفاع بمجلس النواب للغرض ذاته

العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً