العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ

«الهجوم الكبير»

غدا (الثلثاء) الهجوم الكبير. هكذا حددت إحدى المصادر العسكرية البريطانية موعد الضربة الكبرى التي ستبدأ خلالها القوات الأميركية ـ البريطانية المشتركة بالتقدم إلى بغداد.

إلا أن مصادر دولية بدأت تشكك في صدقية المواقيت بعد فضائح يوم أمس (الأحد الدامي)، الذي كشف عن سلسلة أكاذيب إعلامية أطلقتها محطات تلفزة أميركية، وجرت على ألسنة كبار المسئولين السياسيين والعسكريين في واشنطن ومسرح العمليات.

فالمصادر الغربية ذكرت أن قائد الفرقة العراقية (51) استسلم مع فرقته (8 آلاف مقاتل) في البصرة، فظهر على الشاشة وقال: «لاازال اقاتل». ونفت سقوط طائرات أو وقوع قتلى وجرحى، ثم عادت وأكدت الأخبار بعد عرض شريط تلفزيوني عن قتلى وجرحى وأسرى وقعوا في معارك الناصرية.

والفضيحة الأكبر هي تأكيد المصادر الغربية سقوط المدن والبلدات والقرى الجنوبية، وتبيّن بعد اليوم الرابع أن تلك الأقاويل مجرد ادعاءات بدليل ان المقاومة لاتزال موجودة.

ولكن، هل يمكن ربط مجرى الحرب كلها بيوم واحد أطلق عليه (الأحد الدامي)؟ مصادر تقول: إن هناك صعوبات وان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. فالكل ينتظر بغداد وهي باتت على مقربة أيام وساعات. فالمعارك التي حصلت في الجنوب والغرب والشمال وربما الشرق (العمارة) كانت جانبية وتهدف إلى فتح طريق وليس مواجهة القوات. فالمطلوب عسكريا عزلها ومنعها من الاتصال ببعضها والتنسيق بينها حتى تتفرغ القوات إلى المعركة الكبرى في بغداد وجوارها.

إذن الهجوم الكبير قد يحصل بعد أيام وليس بالضرورة غدا الثلثاء. فهناك بعض النجاحات العراقية التي عزتها مصادر في الخارجية الأميركية إلى تشويش الكتروني روسي على أنظمة الرادارات والصواريخ.

وتلك الاتهامات التي نفتها موسكو والشركات الروسية المتهمة ببيع العراق نظارات ليلية وصواريخ ضد الدبابات وأجهزة تشويش قد تكون صحيحة أو غير صحيحة... إلا انها تؤكد وجود مشكلة «تقنية ما» تفسر حوادث سقوط المروحيات واصطدامها ببعضها بعضا وإصابة صاروخ باتريوت طائرة حربية بريطانية. كذلك فشلت صواريخ توماهوك في إصابة بعض أهدافها وسقوط بعضها الآخر في مناطق نائية عن الجهات المقصودة.

هناك مشكلات إذن. لكن الولايات المتحدة التي رصدت مئة مليار دولار للحرب ودفعت 230 ألف جندي وضعت بتصرفهم كل ما تملك من تقنيات عسكرية لن تتراجع عن هدفها وهو احتلال بغداد وتدمير العراق.

فهذه كارثة... والكارثة الأكبر هي تحقيق تحالف واشنطن ـ لندن خطته من دون خسائر تذكر وبالسرعة القصوى، أي أقل من 4 ـ 6 أسابيع كما حددت الإدارة الأميركية قبل بدء العدوان

العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً