العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ

محسن الحكيم: الخلاف مع أميركا لأسباب عدة

في حديث خاص أشار السيد محسن الحكيم أحد الفاعلين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ان الخلاف الأساسي الحالي بين المعارضة العراقية والإدارة الأميركية هو خلاف مفهومي بشأن شكل الحكم بعد صدام، إذ تسعى هذه الإدارة إلى إقامة إدارة للعراق بأيد عراقية في المرحلة الانتقالية، في حين تصر المعارضة على إقامة حكومة مستقلة.

وأشار الحكيم إلى ان نتائج اجتماع صلاح الدين الأخير قد ركزت على عدد من النقاط أبرزها حث الشعب العراقي على الاستعداد لتمرد شعبي واسع ودعوة الجيش العراقي إلى الانضمام للمعارضة وتشكيل حكومة عراقية انتقالية تمثل الفئات الحزبية والدينية والمذهبية والقومية كافة وعلى ضرورة تشكيل مجلس وطني مؤلف من أعضاء لجنة التنسيق والمتابعة لمؤتمر لندن إضافة إلى شخصيات سياسية ودينية وفكرية في الداخل العراقي.

وعن تحرك عدنان الباجاجي الأخير في لندن واحتمالات الدور الذي قد يلعبه مستقبلا قال الحكيم: إن الباجاجي رفض المشاركة في الهيئة القيادية على اعتبار أنها طائفية وأنها لن تقوم سوى بدور استشاري غير فاعل.

إذ ان المشروع الأميركي قضى بوجود حاكم عسكري وان تشكل الهيئة مجلسين استشاريين لـه، إلا ان المعارضة بكل أطيافها رفضت هذا الأمر ما دفع الولايات المتحدة إلى تعديل سياستها من حاكم عسكري إلى إدارة عراقية إلا ان المعارضة أصرت في لقاءاتها الأخيرة على إقامة حكومة عراقية مستقلة.

وأكد الحكيم انه لا يوجد بين المجلس الأعلى وأميركا أي نوع من التنسيق أو التعاون الميداني. وعن إمكان الاستفادة من فرصة اللعب على تناقضات الحرب لتحقيق تقدم لصالح المعارضة ومشروع الحكومة الانتقالية بدلا من إدارة شبه استشارية، أشار الحكيم إلى ان ذلك يشكل خيارا ما دامت الولايات المتحدة لا تولي المعارضة الاهتمام المناسب ولا تعطيها دورا بنيويا في الأحداث، ما يشكل فرصة مناسبة لفرض توجهات المعارضة.

وعن الدور المطلوب من المعارضة والشعب العراقي ومتى يكون هناك تحرك وهل هناك من إمكان للثقة مجددا من قبل الشعب العراقي بالمساعدة الأميركية بعد انتفاضة 1991، قال الحكيم انه إذا أحس الشعب ان قوة النظام تراجعت بحيث لا تسمح له بقمع الشعب والتسبب بكارثة جديدة، فإن الشعب حينها سيتحرك، وما حصل في البصرة والسماوه والنجف كان تمردا محدودا تمكن النظام من قمعه، ولكن إذا ما شعر الشعب بأن قوة النظام ضعفت فانه سيتحرك.

وأشار الحكيم إلى ان أميركا ستواجه مرحلة اشد تعقيدا بعد إسقاط النظام من دون مشاركة المعارضة معها، وهي السيطرة على الأوضاع في العراق، وخصوصا أنها قد تشهد موجة من الانتقامات لا يمكن السيطرة عليها إلا من قبل أشخاص يتأثر بهم الشعب وهو ما يمكن لأميركا ان تفعله وبالتالي فإن مرحلة ما بعد إسقاط صدام قد تحمل لأميركا الكثير من المشكلات التي لا يمكن حلها من دون الرجوع إلى الشارع والشعب العراقي ومحورية المعارضة

العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً