استطاع علماء بريطانيون تعطيل تطور مرض دماغي قاتل يشبه مرض الجنون البقري عند الفئران، ما يعزز الجهود الهادفة الى العثور على علاج لنسخة المرض البشرية.

وحافظت الفئران التي تحصل على حقنات أسبوعية من العلاج الاختباري على صحتها لأكثر من 500 يوم حتى الآن بعد حصولها على جرعة من البروتينات المؤذية التي تسبب المرض. أما الفئران التي لم تعالج فإنها ماتت في غضون 200 يوم.

وخفض العلاج كثيرا من تحشد البروتينات الخطرة في الطحال، ويأمل الباحثون ان العلاج بعد تطويره أكثر سيكون له الأثر نفسه على الدماغ.

ولاتزال هذه النتائج بعيدة عن توفير علاج مفيد للنوع البشري للجنون البقري والذي يدعى مرض كروتزفلت - جاكوب أو CJD. ولعل من مؤشرات ذلك ان العلاج الاختباري أخفق عندما أعطى لفئران كانت قد طورت أعراض المرض.

ومع ذلك توحي النتائج بان الطريقة تستحق المتابعة بحسب ما قاله الباحثون في الكلية الملكية في لندن وكلية لندن الجامعية في تقرير نشروه في مجلة Nature.

ان CJD هو مرض فتاك يمكن ان ينتقل بالعدوى والوراثة او يحدث من دون سبب معروف. وتشمل اعراض المرض العته الذي يتفاقم بالتدريج والحركات المختلة غير المنتظمة.

وكان هذا المرض مادة رئيسية في الوسائط الاعلامية في السنوات الأخيرة بسبب ربط 130 إصابة في بريطانيا بتناول لحوم الأبقار الملوثة.

وينجم CJD عن نسخ مشوهة الشكل لبروتينات تسمى بروتينات «بريونية»، وهي تتصرف مثل الجراثيم وتنتشر في الجسم وتحول البروتينات البريونية الصحية الى نسخ مشوهة الشكل.

وفي نيويورك حقن العلماء الفئران ببريونات مسببة للمرض في بطونها. وبعد اسبوع واحد أعطوا الفئران بروتينات اخرى تدعى اجساما مضادة مصممة للالتصاق بالبريونات العادية او المشوهة. ويبدو ان الاجسام المضادة تعوق تحويل البروتينات الصحيحة الى بروتينات خطرة، مع ان كيفية حدوث ذلك لم تتضح.

كما انه ليس معروفا ما اذا كانت الاعراض ستختفي اذا أوقف العلاج أم لا.

ولم تستطع الأجسام المضادة العمل اذا حقنت البريونات المسببة للمرض مباشرة في الدماغ. وقال الباحثون إن الاجسام المضادة ربما تستطيع ان تدخل الى الدماغ بسهولة، ما قد يفسر ايضا لماذا لا تنجح في عملها اذا اعطيت لفئران لديها اصلا اعراض المرض.

وقال بول براون من المعهد الوطني للاختلال العصبي في ماريلاند ان عجز الاجسام المضادة عن العمل في هاتين الحالتين يثير موانع عملانية في وجه الجراحين او المرضى الذين يلمسون أدوات جراحية ملوثة