العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ

تضارب الأنباء عن تحذير السيستاني ودعوته إلى مغادرة النجف

اشتباكات بين الغزاة والمقاومة العراقية وأنباء عن سقوط تكريت

بعد سقوط بغداد والغموض الذي يكتنف مصير الرئيس العراقي وأفراد عائلته وقيادته، تواصل قوات الغزو الأنجلو أميركي زحفها نحو مدينة تكريت مسقط رأس صدام من أجل فرض السيطرة التامة على جميع معاقل حزب البعث. ووقعت اشتباكات مع مجموعة يتوقع ان تكون من فدائيي صدام وقوات مشاة البحـرية الأميركية «المارينز» على مشارف تكريت ووردت أنباء عن استسلام أفراد العشيرة للمنطقة نفسها.

ومن جانب آخر أخذ التوتر يسود الوضع في النجف عندما قامت جماعة مسلحة بإطلاق رسائل تحذيرية تمهل أحد المراجع الشيعية بمغادرة العراق في مهلة لا تتجاوز 48 ساعة.

تحذير للسيستاني في النجف

تضاربت الأنباء بشأن تحذير وجّه للمرجع الشيعي الأعلى آية اللّه السيد علي السيستاني من قبل مناصريّ مقتدى محمد صادق الصدر، إذ طلبوا من السيستاني بعد محاصرته في منزله مغادرة العراق خلال 48 ساعة.

وهذا ما نفاه ممثل مقتدى محمد صادق الصدر لفضائية «الجزيرة» القطرية وكذلك مكتب السيد السيستاني في اتصال هاتفي للقناة نفسها. وكان قد ذكر أن مجموعة مسلحة حاصرت في مدينة النجف منزل المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني وأمهلته 48 ساعة لمغادرة العراق.

وأكد أحد مساعدي الزعيم الشيعي البارز أبوالقاسم الديباجي والمقيم في الكويت ان جماعات مسلحة حاصرت منزل السيستاني بمدينة النجف في وسط العراق.

وقال الديباجى «حال من الهلع التام تسود النجف، أمروا الزعماء الشيعيين الآخرين بمغادرة البلاد أيضا»، موضحا ان المنزل محاصر بأفراد من جماعة الصدر الثاني التي يتزعمها مقتدى الصدر البالغ من العمر 22 عاما وهو ابن الزعيم الشيعي العراقي الراحل محمد صادق الصدر، وإن «مقتدى يريد ان يفرض كامل سيطرته على المزارات المقدسة في العراق».

وقال مساعد الراحل عبدالمجيد الخوئي عبدالبديري ان السيستاني ترك منزله في النجف قبل حصاره لكن ابنه مازال في البناية. وقال «تم تهريب آية الله (السيستاني) واخذ إلى منزل سري لكن ابنه في المنزل، وان الجماعات التي تحاصر المنزل تحمل أسلحة بيضاء ونارية».

وأضاف انه يعتقد ان السيستاني استهدف لأنه إيراني المولد وان الجماعات الأصولية المعارضة له أرادت ان يكون الزعيم الروحي للبلاد عراقيا، مضيفا ان زعماء شيعة آخرين طلب منهم مغادرة النجف. وعلى الصعيد ذاته، طالب السيد فضل الله بحماية السيد السيستاني.

سقوط تكريت

قال قائد القوات الأميركية في حرب العراق الجنرال تومي فرانكس ان قواته دخلت بلدة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين وإنها لم تلق أية مقاومة. وقال فرانكس ان مرحلة «العمليات العسكرية الحاسمة» تقترب من النهاية لكن القتال لم ينته بعد. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية الكابتن فرانك ثورب ان القوات الأميركية ما زال عليها بلوغ بعض مناطق المدينة لكنها لم تواجه أية مقاومة حتى الآن.

وقال فرانكس ان قوات مشاة البحرية التي تتقدم نحو تكريت عثرت على سبعة جنود أميركيين مفقودين بعد تلقي معلومات من عراقي بشأن مكانهم. وفي مقابلة منفصلة مع شبكة «ايه. بي. سي» التلفزيونية الأميركية قال فرانكس انه لم تعد هناك نظم قيادة وسيطرة لأية وحدات للجيش العراقي أو البحرية أو سلاح الجو، ونسب مراسل لشبكة «سي. إن. إن» ان قوات التحالف تتفاوض من أجل تسليم البلدة بصورة سلمية. وتكريت هي المدينة العراقية الوحيدة التي لا تخضع لسيطرة الأميركيين أو البريطانيين. ولكن فريق «سي. إن. إن» الذي تمكن من التسلل إلى وسط تكريت تعرض لإطلاق نار من جانب أفراد يعتقد أنهم من أنصار صدام حسين، مما يشير إلى أن البلدة مازالت تحت سيطرة حزب البعث الحاكم في العراق. وأفاد مراسل الوكالة الفرنسية في تكريت ان التوتر كان شديدا والتي انتشر في شوارعها مدنيون مسلحون أكدوا عزمهم على حماية أنفسهم من عمليات نهب محتملة، واستعدادهم لتسليم أنفسهم إلى القوات الأميركية وحدها أي شرط ألا تكون برفقة قوات معارضة. وقالوا ان «تكريت لن تقاوم وبإمكان الأميركيين دخول المدينة ولكن من دون المعارضة أكانوا من الأكراد أو الشيعة». وتعرضت قافلة الفريق لإطلاق النار مرة ثانية من آلية كانت تلاحقه أثناء فراره من المدينة، ما أدى إلى تحطم الزجاج الخلفي لإحدى السيارات ذات الدفع الرباعي.

الوضع الإنساني في البصرة

ذكر راديو لندن ان القوات البريطانية في مدينة البصرة بدأت في الاستعانة بسبعين شرطيا عراقيا في حفظ الأمن داخل المدينة.

ونقل الراديو عن مصادر في هذه القوات قولها إن الشرطة العراقيين يجوبون الشوارع في دوريات مشتركة مع قوات التحالف للمساعدة في وقف أعمال النهب. وأضاف ان هذه الخطوة انتقدت من قبل بعض سكان المدينة على أساس انه لا يوجد رجال شرطة غير مرتبطين بنظام صدام.

كما وصل فريق من مجموعة الإغاثة الفرنسية «أطباء العالم» إلى البصرة بعد ان سمحت إيران بفتح حدودها أمام هيئات الإغاثة. وتشهد مستشفيات البصرة أوضاعا صعبة للغاية لانعدام المستلزمات الضرورية وخصوصا في مستشفى الولادة والأطفال. ونقلت قناة الجزيرة عن أحد الأطباء في المستشفى قوله ان هناك حالات ولادة انتهت بالإجهاض وأخرى حكمت عليها الظروف غير الصحية بالعجز عن الإنجاب مدى الحياة، مضيفا إن المواليد الذين ولدوا مهددون الآن بخطر انعدام الأوكسجين.

مقترحات بشأن مؤتمر الناصرية

اشترط «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» للمشاركة في مؤتمر المعارضة العراقية المقرر عقده في مدينة الناصرية ان يتبنى المؤتمر مصالح الشعب العراقي. وصرح عضو المجلس الأعلى للثورة محسن الحكيم بأن المجلس الأعلى يطالب بإعلان برنامج الاجتماع وأسماء المشاركين فيه حتى يتمكن من إعلان موقفه. من جهته أكد رئيس المؤتمر الوطني المعارض احمد شلبي على أهمية استئصال جذور حزب البعث كخطوة أساسية على طريق إعادة إعمار العراق.

مطالبة بالأمن في بغداد

تظاهر عشرات العراقيين أمام فندق فلسطين حيث مقر قيادة القوات الاميركية والبريطانية وسط العاصمة العراقية بغداد، وطالبوا بتحقيق الأمن والأمان فورا، ودعوا العرب إلى «عدم التخلي عن العراق». واتهم المتظاهرون الولايات المتحدة ونظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بـ «بيع العراق».

من جانب آخر، بذل الكثير من الموظفين العراقيين السابقين ورجال الشرطة والمهندسين والفنيين جهودا حثيثة لفرض الأمن في مدينة بغداد وإعادة الخدمات الضرورية لها وخصوصا الكهرباء والماء. كما بدأ متطوعون في شوارع بغداد في جمع جثث الأشخاص الذين قتلوا في الأيام الأخيرة وسط المعارك التي جرت بين جنود أميركيين ومقاتلين عراقيين.

ويتم نقل الجثث إلى المستشفيات للتعرف على أصحابها قبل ان يقوم متطوعون بدفنها. من جانبها دعت منظمة الصليب الأحمر الدولية القوات الأميركية والبريطانية إلى فرض حظر التجوال خصوصا في بغداد حتى يمكن وقف أعمال السلب والنهب التي يقوم بها المواطنون لمختلف المؤسسات وحتى تصل السيارات المحملة بالمساعدات الإنسانية.

من جهة أخرى ذكر مسئولون عسكريون أميركيون أنهم عثروا على 310 «سترات» محشوة بالمتفجرات يتم ارتداؤها لتنفيذ عمليات استشهادية في العاصمة العراقية بغداد. كما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى على موقعها على شبكة الانترنت ان عنصرا من مشاة البحرية الأميركية قتل بالرصاص عندما أطلق رجل يحمل أوراقا ثبوتية سورية النار عليه عند حاجز أميركي في بغداد.كما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان معظم مستشفيات بغداد ما زالت مغلقة نتيجة للنهب الوحشي المنتشر في العاصمة العراقية.

مقتل ثمانية في كركوك

قال مقاتلون أكراد وزعماء عشائر في شمال العراق ان ثمانية على الأقل لقوا حتفهم في معارك بين الأكراد العراقيين الموالين للولايات المتحدة وعشائر عربية موالية لصدام حسين.

ووقع غالبية القتال حول بلدة الحويجة على الطريق بين كركوك التي يتركز بها غالبية النفط العراقي والتي استولى عليها مقاتلو «البشمركة» الأكراد الذين يلقون الدعم من القوات الأميركية وبلدة تكريت مسقط رأس صدام.

في الوقت ذاته، أعلنت قناة كردستان الفضائية ان قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقية تمكنت من الحصول على 64 بئرا نفطيا بعد سيطرتها على مناطق زمار وشنكال واربيه في محافظة دهوك بشمال العراق. كما طالب زعيم كردي عراقي دول المنطقة بعدم التدخل في الشئون الداخلية للعراق.

وقال جلال الطالباني إن الشعب العراقي يمكنه تقرير مصيره بنفسه من دون تدخل من الدول المجاورة، وهي إيران والأردن وسورية وتركيا. وتمت في كركوك تشكيل لجنة مدنية لإدارة شئون هذه المدينة الواقعة شمال العراق، وتضم اللجنة واحدا وعشرين شخصا موزعين بالتساوي بين العرب والأكراد والتركمان.

اعتقال أخ غير شقيق لصدام

ذكر التلفزيون الكردي ان قوات التحالف ألقت القبض على وطبان الأخ غير الشقيق لصدام حسين على الحدود مع سورية.

وقالت شبكة تلفزيون «كي. تي. في» التي يشرف عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ان وطبان إبراهيم حسن الأخ غير الشقيق لصدام الذي شغل منصب وزير داخلية سابقا وعدة مواقع أخرى حساسة ألقي القبض عليه من قبل قوات التحالف في منطقة ربيعة شمال غرب الموصل.


مهمة صعبة لاقتفاء ثروات صدام

لندن - أ ش أ

شكلت بريطانيا والولايات المتحدة فريق عمل مشترك للقيام بعمليات واسعة النطاق لاقتفاء أثر أموال وثروات صدام حسين وعائلته التي يعتقد أنه قام بتهريبها من العراق في حسابات سرية وتحت الكثير من الأغطية في بعض الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة ذاتها فيما قدرت مصادر تلك الثروات بما يتراوح بين 1,5 و13 مليار جنيه إسترليني.

نقلت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية عن مصادر في وزارة المالية البريطانية قولها أمس إن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير طلب من مساعديه بصفة شخصية ان يعملوا على البحث عن ثروات الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وقالت مصادر وزارة المالية البريطانية «ان فريقا مشتركا من المحققين الأميركيين والبريطانيين يعتقدون ان الجزء الأكبر من ثروات صدام جاءت من خلال العمولات التي حصل عليها من إدارة عمليات بيع غير مشروعة للنفط العراقي ونتيجة لعمولات صفقات الأسلحة وتم إيداع غالبيتها في حسابات سرية بأسماء عراقيين موالين له في شتى أنحاء العالم». وأكدت «سكاي نيوز» ان بعض تلك الأموال المهربة استخدم لبناء قصور وأماكن إقامة فخمة لصدام وحاشيته في معظم أرجاء العراق.

ووصفت عملية اقتفاء تلك الأموال بأنها «ليست مهمة سهلة» مشيرة إلى ان الأمر يتطلب تعاونا من جانب المؤسسات المالية في أنحاء العالم ومن جانب مسئولي النظام العراقي السابقين بشأن شبكة الأموال العراقية والمسئولين عنها

العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً