العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ

معلومات عن السفر إلى الآثار القديمة والتاريخ الطبيعي والعجائب الحديثة في عالم حضارة «المايا» الغامض

رحال المايا

الوسط - محرر الشئون التاريخية 

28 مارس 2003

اذا كنت واحدا من الأشخاص الذين يبحثون عن مصدر مليء بالمعلومات والخبرات عن رحلات الى عالم حضارة «مايا» القديمة الجميل والغامض فلقد وصلت الى المكان الصحيح. معظم وكلاء السفر ليسوا على دراية بتاريخ هذه الحضارة وموقعها بينما يحاولون استكشاف هذه المنطقة المذهلة. هذا الموقع يهدف لمليء هذا الفراغ وتوجيهك من قبل خبير رحلات استكشافية يحمل خبرة سبعة عشر عاما في ترتيب الرحلات الى المكسيك ووسط أميركا.

بعض وجهات النظر التاريخية

وُجد اقدم اثر لوجود انسان في المكسيك أو وسط أميركا وهو يعود الى حوالي عشرين الف عام. كان السكان هناك يعملون في الصيد والجمع ثم تحولوا بعدها الى زراعة نوع من الذرة البرية وبدأوا في تكوين حضارة الميسو الأميركية القديمة في الفترة ما بين 5000 الى 1000 سنة قبل الميلاد.

من هذه البدايات البسيطة انتشرت الثقافة الأم للميسو اميركيين أو الأولميكس، على طول سواحل خليج المكسيك في الأعوام 500 الى 100 قبل الميلاد.

نزلت مجموعات التيوتيوكان الجديدة المنعزلة من الشمال الى السهل الأوسط والوادي وبمرور الوقت تجمعت هذه القبائل واصبحت تعرف باسم التولتيكس. هؤلاء كانوا أول من استخلص من العديد من اظهرت الحكمة والأمور الروحية صورة إله محدد، وهو كيوتزالكواتال ذو اللحية الشقراء، وبعد ذلك بوقت قصير اصبح هذا الاسم مرتبطا بأحد حكام التولتيك، مما جعل الاسطورة تتحول الى حقيقة.

ويتم تذكر عهد هذا القس التولتيكي، سو اكاتيل توبيلزين، على انه عهد السلام والرفاه، وتقول اسطورة موته انه سوف يعود في المستقبل. ومما كدر الأزتيكس هو وصول هيرنان كورتيس الى المكسيك في العام 1519 إذ اعتقدوا ان كورتيز هو كيوتزالكوتال يعود من جديد، وهو الأمر الذي خلق الرعب في قلب موكتزوما وساعد كورتيس بشكل كبير في المراحل الأولى من فتوحاته.

بعد ان انتهت مرحلة التولتيكس بدأت مرحلة التوتوناك والزابوتيك والميكستيك الذين كان لكل منهم فترات مجد ورخاء، وعلى رغم انهم لم يكونوا بشهرة المايا فإن مدنهم القديمة تعتبر دليلا على عظمتهم. ويمكن الحصول على أمثلة على مهاراتهم البنائية والهندسية الرائعة من مواقع مثل El Tajin و Alban I , II.

بعدها جاءت حضارة «المايا» وهي اكبر مجموعة متجانسة من سكان شمال بيرو الأصليين، وقد بدأ تطورهم الثقافي حوالي العام 1500 قبل الميلاد وانتشروا على مساحة 250,000 ميل مربع.

اليوم تجري اعمال ترميم على العديد من مدنهم القديمة، هذه المدن مصممة بشكل مشابه لتصميم المدن الميسواميركية مع وجود مدينة مركزية توجد فيها المعابد الرئيسية وأبنية الاحتفالات والمراسيم والميادين العامة التي تثير الدهشة والاعجاب، وبالقرب من هذه المنطقة توجد المباني التي يعيش فيها القساوسة والقادة والمسئولون عن الطقوس ومسئولو الحكومة والمسئولون الاداريون، وعادة ما توجد قاعات حفلات شهيرة بالجوار إذ كانت تجري لعبة pok-a-tok الشهيرة، بالاضافة الى ذلك توجد منازل الأثرياء والتجار المهمين وفي المحيط نفسه هناك سكن المواطنين العاديين والفلاحين.

حضارة المايا بها مجتمع منظم يحكمه الرهبان، ولكنهم لم يتحدوا أبدا في عاصمة واحدة أو تحت حاكم واحد. الدول المتكونة من مدينة واحدة والمتمتعة بحكم ذاتي اشتركت في لغة هيروغليفية ودين مشترك.

علوم المايا الفلكية وفي مجال الرياضيات هائلة، وقد اثبتت بعض حساباتهم ليس فقط انها سابقة لوقتها ولكنها أيضا أكثر دقة من تلك التي نستخدمها اليوم، وهي تتضمن تقويما اكثر دقة من الذي نستخدمه اليوم وحسابات دورات القمر وتوقعات مضبوطة للخسوف والكسوف.

كان يعتقد لفترة طويلة انهم متعبدون لآلهتهم ومسالمون، لكن كُشف بعدها ان طقوس المايان المعقدة كانت تتضمن اسالة للدماء وبأن احتفالاتهم كانت تشتمل على الرقص وتقديم القرابين لكسب عطف آلهتهم، كما كانوا في حالة مستمرة من الحرب تقريبا مع احد جيرانهم.

كان المايان القدماء غامضين وقد تركوا وراءهم بعض أجمل الأعاجيب التي صنعها الانسان في العالم. من المفهوم ان الرحالة الذين يأتون الى المنطقة اليوم يريدون أن يروا الأهرامات والمعابد الضخمة، والستيلا المغطاة بنصوص هيروغليفية، والبراعة الانسانية والاعمال الفنية التي تركوها وراءهم وقاعات الحفلات الواسعة التي كانت تقام فيها المنافسات الرياضية الغامضة.

ولكن يجب تذكر ان معتقدات المايان التقليدية هي أهم من الآثار والثقافة المنسية لامبراطورية انتهت منذ زمن طويل. حين تزور المنطقة تجد كل آثارهم محيطة بك، فأسلاف المايان الحديثين يقودون الباص الذي تستقله ويصطادون السمك الذي تأكله ويعملون في البنك الذي تقوم فيه بصرف أموالك ويرشدونك وأنت تتعثر على الخطوات المنحدرة للمعبد الخالد. قد تكون امبراطورية المايان قد انتهت ولكن المايا - الذين يوجد منهم مليونا شخص- نشطون في ارض اجدادهم القدامى.

«هاسينداسيو اليوكاتان التاريخية»

في جميع أرجاء شبه جزيرة اليوكاتان يجد الهاسينداسيو القدماء وهم أصحاب الأراضي الأثرياء من سكان البلد، وهي الأراضي التي كانت يزرع فيها نبات «الآغيف». وُيستخدم الهينيكيون (وهو جزء نسيجي من النبات الصحراوي آغيف) في صنع الحبال، وقد كان ذلك يشكل أحد الصادرات الثمينة بشكل لا يصدق في نهايات 1800 وبدايات 1900. الهاسينداسيون (مالكر الهاسيندا) سيطروا على أجزاء كبيرة من الأراضي في اليوكاتان، وقد كانوا مستقلين ومكتفين ذاتيا، وكانوا يعيشون تحت نظام اقطاعي بحيث يكون مالكو الأراضي هم السلطة العليا. الحقيقة المحزنة هي ان معظم الأراضي كان يعمل فيها الهنود الأصليون الذين كانوا يتعاقدون مع ملاك الأراضي، الذين كانوا يحسنون وضعهم عندما تزدهر حقول الآغيف.

خلال مراحل تطورهم اصبح الهاسينداسيون محاطين بجدران سميكة وقوية لحماية البيوت الكبيرة بغرفها الشامخة وساحاتها المليئة بالنباتات، كما كانت الجدران تحيط بكنيسة الهاسينداسيين، وبمساكن العمال، وبالمخازن وأماكن تخزين الحنطة، وبأدوات انتاج الليف الابيض (الهينيكوين)، وبالمطابخ، والمدارس، والجدران، واسطبلات الخيول وحظائر المواشي والمباني الأخرى.

بعد انخفاض الطلب على خيوط الليف الطبيعي في الجزء الأول من القرن الماضي سقطت قيمة الكثير من هذه القطع الفنية الهندسية الرائعة واصبحت مجرد آثار، وقد أُهملت هذه الآثار لفترة طويلة ولكن بعد ذلك تم احياؤها واعادة عظمتها الأصلية وتحول بعضها الى ارقى وافخر فنادق المكسيك، وهي ليست ساحرة ومذهلة فحسب بل ان الخدمة والطعام والبيئة المحيطة رائعة بروعة المحيط الطبيعي.

هذه الميزات الجميلة والفريدة هي أساس رائع لاستكشاف شبه جزيرة اليوكاتان وآثار عالم مايا القديم

العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً