العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ

ألمانيا تحذر الولايات المتحدة من المبالغة في قوتها العسكرية

حذر سياسيون ألمان من معسكر الحكومة الائتلافية والمعارضة، الولايات المتحدة الأميركية من المبالغة في قوتها العسكرية والمضي في سلسلة جديدة من الحروب. كما حذروا «القوة العظمى» من خطر تمسكها بقرار إدارة الأمور في العراق بعد الحرب ودعوا إلى إدماج هيئة الأمم المتحدة في عملية إعادة بناء العراق وتحقيق نظام سياسي ديمقراطي فيه. وأكد المستشار غيرهارد شرودر في مقابلة تلفزيونية ضرورة بناء عراق ديمقراطي تحت قيادة الأمم المتحدة. كما أعرب وزير الدفاع بيتر شتروك عن شكه في قدرة الأميركيين على إدارة الأمور لوحدهم. وقال إن بلاده سترفض المساهمة في إعادة التعمير إذا أصرت الولايات المتحدة على التصرف كدولة احتلال في العراق. وقال إن بلاده مستعدة للمساهمة في عملية إعادة التعمير فقط تحت مظلة الهيئة الدولية.

وضمت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض أنجيلا ميركل صوتها إلى أصوات المسئولين الحكوميين على رغم تأييدها العلني للحرب. وقالت موجهة كلامها إلى الأميركيين: «إذا تعتقدون أنكم القوة العظمى الوحيدة في العالم وأن هذا يساعدكم على حل الأمور في العالم كما يحلو لكم، فستواجهون الفشل». وأعرب شرودر عن رأيه بأنه ستنشأ صعوبات سياسية عند وضع نظام سياسي جديد للعراق وأوضح أن الأمم المتحدة تتمتع بثقة المواطنين العراقيين وأنها تملك التأييد السياسي العالمي للإشراف على عملية إعادة تعمير العراق.

وكانت مستشارة البيت الأبيض للأمن القومي، كوندوليزا رايس، قد أدلت بتصريحات استفزازية للأوروبيين وخصوصا فرنسا وروسيا وألمانيا، الثلاثي الذي يصر على دور رئيسي للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب، قالت فيها إنه «من الطبيعي أن تلعب دول التحالف الدور الرئيسي في إعادة بناء العراق بعد أن عملت على تحرير العراق» على حد قولها وضحت «بالدم من أجل ذلك».

ورفض المستشار شرودر ووزير الدفاع شتروك الإجابة بوضوح على السؤال المتعلق بإرسال 1500 جندي ألماني للمساهمة في حفظ الأمن والسلام في العراق بعد الحرب. وقال شتروك بغضب تعقيبا على نبأ جاء فيه أن الولايات المتحدة تخطط لمنح شركات أميركية العدد الأكبر من عقود إعادة التعمير: «إذا صح هذا النبأ فإنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تقوم بنفسها في توفير الأمن العسكري في العراق». وحذر رئيس البرلمان الألماني، ولفغانغ تيرزي، الولايات المتحدة من احتكار عقود إعادة التعمير وحجب شركات ألمانية وفرنسية وروسية عن المساهمة في هذه العملية. وطالبت زعيمة حزب الخضر، أنجليكا بير، بأن تتحمل الولايات المتحدة وبريطانيا القسم الأكبر من تكاليف إعادة تعمير العراق وأكدت أن هذه العملية يجب أن تتم تحت إشراف الأمم المتحدة. في الوقت نفسه، حذرت من اتساع الحرب في المنطقة. وقال وزير الدفاع الألماني إنه يستبعد أن يفكر زميله الأميركي رامسفيلد في مهاجمة سورية أو إيران. وقال: إنه يتعين على الولايات المتحدة التعهد للعالم بعدم وجود خطة لتوسيع الحرب وأن الحال العراقية هي حال استثنائية وينبغي حل النزاعات الأخرى بالطرق السياسية والدبلوماسية

العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً