العدد 224 - الخميس 17 أبريل 2003م الموافق 14 صفر 1424هـ

عودة أبوتايه

الرابع بين خمسة أشقاء وشقيقة واحدة هي «علياء» التي اشتهر بنخوته بها إذ كان يلقب بـ «أخو علياء» ووالده حرب أبوتايه زعيم القسم الشرقي من قبيلة الحويطات القاطنة سيف الصحراء، وكان أتباع حرب أبوتايه دائمي الحل والترحال بعكس بقية قبيلة الحويطات القاطنة جبال الشراة والتي عرفت نوعا من الاستقرار. في مثل هذه الظروف شهد عودة أبوتايه النور، وعلى عادة أبناء البادية كان عودة منذ عهد الطفولة يخضع لنظام تربوي قاسٍ وصارم. فقد كان خادمان من العبيد يتكفلان بنزعه من فراشه الدافئ منذ ساعات الفجر الأولى ـ وهو مازال طفلا ـ فيعلمانه ركوب الخيل واستعمال السلاح وأساليب الهجوم والدفاع وحيل الفرسان، ثم يعيدانه إلى مضارب القبيلة في الضحى، وبعد ذلك يعيدان التدريب من العصر إلى ساعات الغروب. وكانت هذه العملية تتكرر يوميا، وقد استمر هذا التدريب إلى أن بلغ الخامسة عشرة من العمر. وخلال ذلك كان يرسل للرعي قريبا من المضارب، حتى اصبح غلاما فعهد إليه الرعي مع قطعان الماشية. وقد أمضى عامين كاملين في رعاية الأغنام، ونحو ثلاثة أعوام في رعاية الإبل.

وكان زعماء البدو يرسلون أبناءهم لرعاية المواشي ليتعلموا شظف العيش وقسوة الحياة. وأما والدة عودة أبوتايه فقد اشتهرت بشجاعتها وعدم تهاونها، ولعل في إيراد الحادث الآتي ما يدل على شدة بأسها وشجاعتها: أغارت قبيلة معادية على مضارب حرب أبوتايه فنهبت المواشي والإبل، وكان معظم الرجال غائبين في إحدى غزواتهم بقيادة حرب أبوتايه. ولم يكن موجودا في المضارب إلا عودة أبوتايه ـ وكان غلاما حتى أنه لم يستطع مرافقة والده في تلك الغزوة ـ وبعض العبيد. فركب عودة حصانه ولحق بالغزاة فقتل عددا منهم وأرجع الإبل المنهوبة وكسب بعض خيل الغزاة. وعندما عاد إلى المضارب وجد أمه تحمل سكينا، فسألها عن سبب وجود السكين بيدها فأجابته بأنها كانت ستقطع الثدي الذي رضع منه لو أنه جبن وهرب. فعلى يد هذه الأم الباسلة تربى ونشأ عودة ابوتايه.

وكان عودة في صغره وشبابه يمارس صيد الغزلان والنعام والوعول، وكان مغرما بالقنص بواسطة الصقور. ولعل من الغريب أن نذكر أن عودة ابوتايه لم يتزوج إلا بعد أن تجاوز العشرين من عمره، على عكس عادة أهل البادية في الزواج المبكر جدا، إذ كان الفتيان يتزوجون قبل أن يبلغوا الخامسة عشرة والسبب في ذلك هو رغبة البدو في الإكثار من نسلهم ليزيد بالتالي عدد أفراد القبيلة لأن كل قبيلة يتحدد مركزها بالنسبة إلى القبائل الأخرى بمقدار ما تملك من رجال محاربين، بالإضافة إلى رغبتهم في انجاب أولاد يحملون اسم العائلة ولاسيما أن الإنسان في البادية معرض للقتل في كل لحظة. ومن الطبيعي في تلك البيئة البدوية ألا يتلقى عودة ولو قليلا من العلم، فقد كانت المدن والقرى تفتقر إلى المدارس فكيف يكون الحال في البادية. وهكذا عاش عودة ابوتايه أميّا. وكانت مدرسته الوحيدة مجالس البدو إذ حمل قدرا كبيرا من قصص البدو وغزواتهم، واستظهر الكثير من أشعارهم.

شخصيته وصفاته

وصفه لورنس بقوله: «إن زعيم الحويطات هو عودة الذي لا مثيل له. هو في الخمسين من عمره تقريبا، ولكن قامته الطويلة لاتزال منتصبة كالرمح. إنه منافر البدن، قوي، خفيف الحركة، له نشاط الشباب. أما وجهه الشاحب المتجعد فهو بدوي خالص البداوة: جبينه عريض واطئه، وأنف حاد مرتفع اقنى، وعينان رماديتان، وذقن مدببة وشاربان دقيقان. هو كريم لا يجارى حتى ألحق كرمه الفقر به. وبفضل زعامته صار التوايهة اكفأ قوة محاربة في غرب الجزيرة العربية».

ويمضي في وصفه قائلا: «يمكن أن تعتبر عودة سريع الغضب شديد المراس. ولكنه مع ذلك صبور، واسع الصدر، يتقبل النصح والإرشاد والنقد والتجريح ـ أو يتجاهلها ـ بابتسامه ساحرة لا ينضب معينها. ولن تجد شيئا في العالم يمكن أن يزحزحه عن موقف اتخذه لنفسه. وهو يرى الحياة من خلال بطولاتها، ويغني لنفسه بصوت ضخم لا يخلو من العمق والجمال، وعندما يتحدث عن نفسه فإنه يذكرها بضمير المفرد الغائب، وعلى رغم صراحته فإنه متواضع، طيب القلب، مستقيم، أمين، عاطفي، بسيط، يحبه أصدقاؤه على رغم ما يكابدون منه».

ويستطرد لورنس في وصفه: «إن عودة يشبه (القيصر) من حيث إقامته في منطقة مفتوحة بها حلقة عظيمة من الأعداء. وقد أرسل إلى متصرف الكرك رسالة عنيفة جاء فيها (من عودة ابوتايه إلى متصرف الكرك. بعد السلام، أنذرك بلزوم مغادرة بلاد العرب قبل نهاية شهر رمضان. البلاد بلادنا ونريد أن يحكمها أهلها. إذا لم تغادر البلاد فإني سأعتبرك عاصيا، وسأهجم عليك حتى يقضي الله بيننا). إن عودة افضل رجل في جزيرة العرب يمكن أن يكون إلى جانبك في معركة، بل إنك تكون مقداما بعيد الهمة إذا استطعت أن تجاريه طويلا. إنه فسيفساء ذات رونق كيشوتي، وعندما يموت فإن العصور الوسطى للصحراء تكون قد بلغت نهايتها».

ونورد فيما يلي ما كتبه لويال توماس تدليلا على كرم عودة ابوتايه: «إن 25 رجلا يستطيعون أن يصطفوا دفعة واحدة حول منسف عودة». وذكر لويال توماس لعودة ذات يوم أن بلاده تخلو من الإبل. فأجابه بأنه يقدم إليه عشرين ناقة من نياقه العمانية البيضاء. واضطر توماس عندئذ إلى استعمال أساليبه البلاغية كلها حتى استطاع أن يقنع عودة باستحالة قبول هذه الهدية. وشبهه توماس هذا بـ «روبن هود» المشهور في تاريخ الإنجليز القديم. وكان عودة ابوتايه جريئا، ومن دلائل جرأته أن قائد إحدى الطائرات الإنجليزية حمله ذات يوم في طائرته، ولشدة ما كانت دهشته بالغة عندما أخذ عودة يحضه على التصعيد في الجو اكثر فأكثر، بدلا من أن يبدي تخوفه من تلك التجربة الأولى في حياته.

ويذكر سليمان الموسى بأن محمود كريشان قص عليه القصة الآتية عن شجاعة عودة ابوتايه: كان عودة مطلوبا للحكومة التركية بتهمة قتل بعض الجنود، لذلك لم يكن يدخل أية بلدة توجد فيها قوات أمن. ولكن ذات ليلة فوجئنا بوصوله إلى منزلنا في معان ولم يكن لنا مفر من الاحتفاء به، ولكن والدي خشي أن يذيع نبأ وجوده في البلدة فحدثه بذلك قائلا إنه يرى أن يغادر البلدة قبل طلوع النهار. وصمت عودة ولم يجب. وفي الصباح حاول والدي أن يستعجله ولكنه أبى أن يغادر الدار قبل أن يتناول طعام الإفطار. وسمعنا بأن وجوده لم يعد سرا وأن قائد الشرطة أرسل اثني عشر شرطيا لالقاء القبض عليه وأنهم يقفون مستعدين خارج الدار في الطريق. وحدثه أبى بذلك فلم يكترث. وبعد أن أكل اقترح عليه والدي أن يخرج من باب آخر بحيث يتجنب الشرطة، ولكنه أصر على الذهاب في الطريق التي جاء منها. وركب فرسه وسار ونحن نتبعه، وعندما مر برجال الشرطة طرح عليهم السلام ومضى في سبيله فلم يجرؤ أحد على التعرض له. ويبدو أنه لابد من إيراد الكثير من أقوال لورنس لرسم صورة واضحة لشخصية عودة وصفاته، وذلك يعود إلى سببين رئيسيين: الأول، موهبة لورنس في الكتابة وأسلوبه المتين ومقدرته الفائقة على الوصف. والثاني، ملازمته لعودة ابوتايه فتره طويلة من الوقت ما أتاح له دراسة عودة في حالات غضبه ورضاه وهدوئه وثورته، ونجاحه وفشله. واليك وصفه لعودة في لقائهما الأول في الوجه: «رفع الحجاب ودخل رجل ضخم ذو منكبين عريضين وملامح خشنة، متحمس، خطر، هو عودة ابوتايه»، «فلم تمر دقائق حتى عرفت كيف ألمح قوة هذا الرجل وأخلاقه القويمة»، «كان عودة يلبس ثيابا بسيطة للغاية، وعلى عادة أهل الشمال، هو نسيج ابيض وعمامة حمراء. يزيد عمره على الخمسين. وشعر رأسه اسود، خفيف الحركة كابن الثلاثين. له وجه جميل متناسب القسمات، لولا ندوب من الأحزان لا تمحى مدى الدهر على ولده الأحب إليه (عناد) الذي قتل في معركة، فبددت المصيبة ألذ أحلام حياته، وستكون الأجيال القادمة عاجزة عن ممثل يحمل اسم (ابوتايه) وعظمته. له عينان واسعتان، ناطقتان بما يكنه جنانه. وعندما يغضب، في هذه الأحوال يكون عودة أشبة بأسد تهرب من حوله الرجال. فلا قوة في الأرض تحوله عن عقيدته، ولا يهتم لشعور غيره إذا صمم على أمر ما. ينظر إلى الحياة كأنها اسطوره خرافية، وأن الحوادث لابد من حدوثها»، «إن كل من يحتك به يصبح بطلا». لعل فيما ذكرنا من أمثله يكفي لإظهار صفة الشجاعة عند عودة ابوتايه. ولكن خيطا واهيا يفصل بين الشجاعة والتهور... فهل كان عودة ابوتايه متهورا؟ لعلنا نجد الجواب الشافي عند لورنس في قوله: «إن عودة باعتباره محاربا كان خبيرا لا يجازف حتى في ثورة جنونه، بل يدرس الخطط قبل التنفيذ بكل دقه وتأن. ويحسب حساب المحتملات والمفاجآت ويصبر عند العمل صبر الجمال». ووصفه الارشمندريت بولس سلمان بقوله: «عودة أقوى زعماء الحويطات، أغناهم، وأوسعهم ملكا، وعدد رجاله 7 آلاف والمسلحون 4 آلاف ولهم سطوة ودولة». ووصفه أمير اللواء محمد علي العجلوني بقوله: «ابوتايه يجمع إلى بطولته في الحرب، الدهاء وحصافة الرأي ويلم بسائر الاتجاهات العشائرية، مع صدق في عزيمته واخلاص لعروبته». ويصفه سليمان موسى بقوله: «على رغم أنه لم يكن مثقفا يفهم القومية العربية ونظرياتها التي نعرفها اليوم، فإنه كان رجلا شريفا، مخلصا لقبيلته، لا يتذبذب، ولا يبدل مواقفه ولا يتأرجح بين بين». ويصفه محمد علي العجلوني أيضا بقوله: «وعودة ابوتايه أشهر من أن يعرّف به. كان رجلا شجاعا من الدرجة الأولى، وقد ضحى كثيرا من اجل الثورة العربية، ورفض عروض الأتراك المغرية للانحياز لهم». ويصفه فايز الغصين بقوله: «عودة ابوتايه كان رجلا بكل ما في كلمة رجولة من معنى. شجاع إلى حد التهور، مخلص للقضية العربية عن عقيدة وإيمان». ويصفه الدكتور عبدالرحمن شهبندر بقوله: «قص علي المجاهدون القصص العجيبة عن أعماله وبطولته، وأجمعوا على أنه اشتهر في قومه بالتوفيق او حسن الطالع حتى قالوا إنه على قلته في المال والرجال ما غزا قط إلا وعاد يتعثر بأثواب الكسب». وعندما توفي عودة ابوتايه أبّنه محمد الشريقي في صحيفة «الشرق العربي» بقوله: «كان شجاعا في القول والعمل، واسع العينين، حاد النظر، وكان نموذجا للبطولة العربية الفطرية، وكثيرا ما استنكر الغزو»، غير أنه كان يقول: «إن عودة لا يذل، إنه زعيم الحويطات وفاتح العقبة، وصاحب الشهرة الواسعة في بادية الشام والعراق». وقد يكون أول من كتب عن عودة ابوتايه ـ كما يقول سليمان موسى ـ شاب من بيت لحم يسمى حبيب حنا زبلح وكان قد أقام فترة في مؤتة الكرك في أوائل القرن الجاري. وهو يذكر أن عودة ابوتايه أشهر فرسان العرب، وأنه ابتاع منه في مؤتة حمولة مئة بعير من الشعير، وكانت ترافقه أخته علياء، ووصفها بأنها سيدة حسناء، مهيبة الطلعة، ذات رزانة وتعقل، وكان التوايهة ينتخون باسمها ويلقبونها (النشمية). ويذكر الارشمندريت بولس سلمان أن عودة ابوتايه كان يطرب لسماع الشعر البدوي الجيد ويستضيف الشعراء «ويأمر لهم بالجوائز السنية والانعامات الجزيلة. وكان له سوق للشعر مكون من مضرب كبير مفروش بالأثاث الثمين يتقاطر إليه الشعراء وينشدون الأشعار، وما جاء منها يسطر في قلوب الحاضرين. ومن اشهر الشعراء الذين نظموا القصائد المطولة في مدح عودة ابوتايه شاعر يدعى (ابي الكباير)».

ومما يذكره الارشمندريت بولس سلمان أن عودة ابوتايه اشتهر أيضا بأنه قاض عشائري ثاقب النظر، ذكي الفؤاد، ويورد القصة الآتية: «اختلف شخص من الشرارات مع شخص من بني صخر، فرفع الشراري دعواه إلى قاضي الصخور فواز بن فايز فحكم على الشراري، ثم استأنف حكمه إلى قاضي الشرارات كاسب اللحاوي وقاضي الغنيمات سالم ابوالغنم، وقدم إلى كل منهم رزقة بعير عظيم، وحكم الجميع عليه. فأستأنف الشراري دعواه في المرة الرابعة إلى عودة ابوتايه أمير الحويطات فأخذ كل واحد منهما على حدته واستقرهما على المكان الذي حدث فيه الخلاف، فزور الصخري حكاية ملفقة، وذكر الشراري حكايته. فأرسل عودة رسلا إلى المكانين اللذين وصفاهما فظهر مكر الصخري، فأمر عودة بضربه أمام الجميع، ورد إلى الشراري حقه مضاعفا». وذكرت الرحالة الإنجليزية (جرترود بل)، بأنها زارت عودة ابوتايه العام 1913 ـ أثناء تجوالها في سورية ـ وقد أثنت على استقباله الطيب لها. وقد تعرف الرحالة التشيكي (الويس موزيل) على عودة ابوتايه أثناء رحلته التي قام بها إلى شمال الحجاز العام 1910 وقال في وصفه: «إن عودة اشتهر بقسوته، حتى أنه قيل إنه كان يشرب من دم أعدائه. وأحيانا يتناول القلب من صدر عدوه ويمضغ قطعة منه». ولكنني أميل إلى الشك في صحة ما رواه الويس موزيل، وذلك لعدة أسباب أن عودة نفسه عرف بعدم ميله إلى التمثيل بقتلاه أو حتى عدم قتل العزل من السلاح أو العجزة، ومما يؤثر عنه ـ بحسب ما أعلمني بعض الذين عامروه ومازالوا على قيد الحياة ـ أنه كان يمنع دخول رجاله إلى القرى ونهبها، بل كان من عادته أن يعسكر برجاله خارج القرية ويبعث في طلب زعيم تلك القرية ويطلب إليه توفير ما يحتاج إليه من مؤن وغيرها... وهذه تقدم مجانا ـ طبعا ـ ولكنها على كل حال اقل ضررا من دخول الرجال إلى القرية ونهبها وتدميرها. إن البدو عموما لم يؤثر عنهم حصول حوادث التمثيل بقتلاهم، وإن كانت هناك بعض الحوادث النادرة من هذا النوع، والتي لا تصلح أن تكون مقياسا في هذا المجال. كما أن هناك قواعد عرفية تحكم العلاقات بين البدو في حالي السلم والحرب. وبموجب هذه الأعراف فإنه ليست هناك من وصمة عار يمكن أن يوصم بها البدوي أبشع من وصمة عار بقتل امرأة أو طفل أو أعزل. دليل آخر يجعلنا نشك في صحة رواية (الويس موزيل) هو ما ذكره لورنس واصفا شعور عودة ابوتايه نحو الأسرى الأتراك بعد فتح العقبة، إذ يقول: «إن عودة إنسان رحيم، وقد شعر بالعطف وتأثر أمام هذا العدو المغلوب المعرض للقتل او العفو بحسب دوافع الزمن. على رغم أنه كان بالأمس تحت رحمة هذا العدو وبين مخالبه».

ماذا عن النساء في حياة عودة؟

ذكر سابقا أن عودة لم يتزوج حتى تجاوز العشرين من عمره بعكس ما جرت عليه عادة العرب في الزواج المبكر. ولعل السبب في ذلك يعود إلى ما ذكره بعض من سألتهم عن هذه الناحية من أن عودة ابوتايه فشل في حبه الأول. فقد احب فتاة اشتهرت بجمالها وقد بادلته الحب بحب مماثل. ولكن والده (حرب ابوتايه) رفض تزويجه منها لسبب كانوا يعتبرونه وجيها ـ آنذاك ـ وهو أن والد الفتاة عرف بأنه جبان. وقد تمثل والده ببيت شعر مشهور عند البدو وهو: «بنت الردي لو زهت بالعين ما يرفع الراس طاريها» أي ان المرء لا يمكن أن يفخر بالزواج من ابنة الجبان حتى لو كانت آية في الحسن والجمال. وقد تزوجت تلك الفتاة من أحد أقاربها. واشتهر عن عودة أنه كان دائم العطف على تلك المرأة وعلى أبنائها وكان يمنحهم الهدايا طيلة حياته، ما يدل على أن حبها بقي عالقا في قلبه. ويروى أن زوجها جاء إلى عودة وعرض عليه أن يطلقها له، ولكن عودة رفض ذلك. وأما عن زوجاته فقد بلغ عددهن 28 امرأة ـ كما يذكر لورنس ـ ولكن من سألتهم ممن عامروه قالوا إن عدد زوجاته كان نحو 40 امرأة. ومن الطبيعي أن هذا العدد الكبير من الزوجات كان القصد منه انجاب أكبر عدد ممكن من الأبناء. ولكن هناك سبب آخر وهو سبب سياسي، ذلك أن عودة كان يتزوج من بنات مشايخ البدو لكي يوطد ويحتفظ بصداقتهم وتأييدهم. وعلى رغم هذا العدد الكبير من الزوجات فإنه لم يحتفظ بأكثر من أربع زوجات في وقت واحد، وذلك لأن الشريعة الإسلامية تحرم الزواج بأكثر من أربع نساء في وقت واحد. والذي كان يحدث هو أنه كان يطلق بعض نسائه ويتزوج غيرهن وهكذا. ولعل من الطريف أن نذكر أنه لم يولد له سوى ثلاثة أولاد وثلاث بنات. أما الأولاد فقد قتل أحدهم وهو (عناد) وتوفي آخر وهو (الحميدي) وبقي الابن الأصغر وهو (محمد)

العدد 224 - الخميس 17 أبريل 2003م الموافق 14 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:59 ص

      ونعم والله باخو عليا

      الشيخ عوده ابوتايه زعيم قبيلة الحويطات غني عن التعريف ففرسان قبيلته وصل غزوهم من حلب في سوريا الى وادي الدواسره في السعوديه الى العراق والكل يعرف بطولات قبيلة الحويطات عامه وعشيرة ابوتايه خاصه

    • زائر 2 زائر 1 | 11:17 ص

      ما عليك زود يا طيب
      ونعم بحالك وبأصلك .الأمير أبو عناد فخر العرب جميعا

اقرأ ايضاً