العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ

صحف أميركية: بشار الأسد وضع مصيره بين يدي صدام

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

أجمع معلقون أميركيون على ان التحذيرات الأميركية لسورية بسبب مواقفها في أثناء الحرب على العراق، قد لا تؤدي إلى تدخل عسكري مباشر وإنما هي بداية لحملة ضغط سياسي واقتصادي لن يكون في إمكان النظام السوري تحملها... وعلى رغم ان بعض الكتابات آثرت وصف الحال الأميركية السورية والتهديدات المتجددة لدمشق، هناك من شدد على ضرورة ألا تتوقف الولايات المتحدة عند انتصارها في العراق، والحجة بحسب ليوسي كلاين هاليفي في لوس أنجليس تايمز ان بشار الأسد هو القائد العربي الوحيد الذي يرفض السلام مع «إسرائيل».

ولاحظ موقع ميدلي غلوبال ادفايزرز على الإنترنت، ان الرئيس السوري بشار الأسد، يأخذ اليوم موقفا حذرا من التهديدات الأميركية لبلاده على رغم الضغط الهائل الذي تمارسه عليه واشنطن. غير انه لفت إلى ان مصادر في البيت الأبيض تقول إنه ليس لدى الأميركيين رغبة في أن يقوموا بمغامرة عسكرية في الشرق الأوسط. ولاحظ ان سورية، قد بدأت حقا بفهم الرسالة التي تتضمنها التهديدات الأميركية لافتا إلى ان سورية، قد تسلم الشخصيات العراقية التي تخفيها وبالتالي ستقوم بتنازلات صغيرة للأميركيين ليس إلا في محاولة منها للحفاظ على مصداقيتها أمام الدول العربية. ورأت «كريستشان سيانس مونيتور»، انه إذا كانت نظرية الدومينو التي أطلقها بوش بشأن الشرق الأوسط صحيحة فإن بناء عراق ديمقراطي ومتطور سيساهم في دفع سورية لتغيير أساليبها «الإرهابية» بدلا من اجتياحها... ولفت تقرير أميركي نشرته ميدلي غلوبل أدفايزرز أيضا، إلى انه وعلى عكس اللهجة الخافتة التي تبنتها حكومة كيم يونغ في كوريا الشمالية بعد انهيار نظام صدام حسين في العراق، فإن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ما زالت تحافظ على لهجة التحدي على رغم الضغوط الكبيرة التي تفرضها عليها واشنطن. ونقل التقرير عن مصادر دبلوماسية ان فرنسا تعمل بشكل سري على إقناع سورية بتقديم بعض التنازلات في خصوص المطالب الأميركية الرئيسية. كما نقل التقرير عن مستشارين داخل البيت الأبيض، ان الولايات المتحدة لا تعتزم القيام بمغامرة عسكرية ثانية في الشرق الأوسط في الوقت الراهن. وأضافت مصادر البيت الأبيض ان الهدف وراء الضغوط الأميركية على سورية هو ردع دمشق من التدخل في الشئون العراقية الأمر الذي قد يعرقل جهود واشنطن في نشر الأمن في العراق. وأكدت المصادر انه في حال فشلت سياسة الضغط الأميركي فإن العقوبات الاقتصادية ستكون الخيار الثاني في سلم التصعيد.

ورأت مارثا كيسلر في «لوس أنجليس تايمز»، انه من غير الصائب أن تسمى أعمال سورية في المنطقة «طموحات إقليمية» كما سمتها الولايات المتحدة... واعتبرت انه إذا صحت الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى سورية فإن مهمة الأميركيين ستتعقد في العراق. وعلقت ان سورية لم تكن يوما أحد اللاعبين الأقوياء في الشرق الأوسط بل تطمح إلى ذلك وعزت ذلك إلى الاقتصاد السوري الضعيف وإلى القدرة العسكرية الضئيلة لدى السوريين. وتابعت ان على سورية إذا أرادت أن تستمر في المنطقة أن تلجأ إما إلى إيجاد نصير لها، كما فعلت من قبل عندما اتخذت من الاتحاد السوفياتي السابق حليفا لها، أو من خلال بناء قدرة عسكرية هائلة. غير انها استدركت بأن ذلك غير ممكن لأن سورية منشغلة اليوم بإعادة إنعاش اقتصادها وما من حليف قوي تستطيع الاعتماد عليه حاليا. وتابعت انه من غير الصائب أن تسمى أعمال سورية، في المنطقة بـ «طموحات إقليمية» كما سمتها الولايات المتحدة. وأضافت انه ليس من الجائز القول ان المثال السوري كالمثال العراقي لأنهما دولتان غير ديمقراطيتين فالدول العربية كلها غير ديمقراطية. واختتمت ان لسورية تاريخ من العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة منذ عملية السلام والمفاوضات التي استمرت 10 سنوات حتى الحرب على الارهاب والمساعدة القيمة التي قدمتها سورية إلى الولايات المتحدة وحتى القرار 1441 الذي صوتت معه سورية. بالإضافة إلى ذلك لا تملك سورية، مخزونا كبيرا من النفط ولا يوجد فيها مهووسون بالعظمة كصدام حسين في العراق.

ورأى نيكولاس بلانفور في «لوس أنجليس تايمز»، انه من غير الوارد الآن شن حرب على سورية فوزير الخارجية الأميركي كولن باول أكد أن ليس لدى بلاده خطة لمهاجمة سورية كما أكدت ان مستشارة الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي غونداليزا رايس ترفض مهاجمة سورية وحتى الرئيس بوش يرفض خطة طارئة للحرب على سورية تقوم وزارة الدفاع بالتخطيط لها. غير انه استدرك مستعينا «بـ باتريك سيل»، الذي قال انه يجدر بنا ألا نتجاهل صفارات الإنذار المسموعة في الشرق الأوسط. وتابع ان سورية قامت بخطوة مهمة لردع الخطر عنها باقتراحها مشروع قرار في مجلس الأمن يحظر امتلاك أسلحة نووية في الشرق الأوسط. ولكن في حال رفضت سورية، أن تتوقف عن دعم حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، فإنه من المرجح أن تطالها العقوبات الإقتصادية. واستدرك مجددا ان هذه العقوبات لن تكون من جانب الأمم المتحدة لأن ما من عضو فيها سيوافق على ذلك حتى إسبانيا وبريطانيا. واختتم ان الولايات المتحدة، قد تفرض بنفسها عقوبات على سورية أي تجمد الموجودات السورية في الولايات المتحدة وتمنع الشركات الأميركية من الاستثمار في سورية وتقلص العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

لكن لـ «يوسي كلاين هاليفي» في «لوس أنجليس تايمز»، رأي آخر، فإذا كانت الولايات المتحدة جدية في موضوع القضاء على الإرهاب فيجب ألا تتوقف عند انتصارها في العراق... وحجته ان بشار الأسد القائد العربي الوحيد الذي يرفض السلام مع «إسرائيل»... بالإضافة إلى ان دمشق تدعم المجموعات «الإرهابية» التي تهاجم «إسرائيل»، وسمحت لمفتي دمشق حث المسلمين على محاربة القوات الأميركية في العراق بالإضافة إلى سماحها بمرور المتطوعين إلى العراق، إلى جانب تزويد الجانب العراقي بالأسلحة وإيواء مسئولين عراقيين سابقين. واعتبر نيمرود رافاييلي في موقع شوليتير، ان دمشق هي الخاسر الأكبر من «تحرير» العراق ولفت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد وضع مصيره بين يدي صدام وهو سيدفع الثمن في هذه المرحلة سواء في الحياة السياسية أو الاقتصادية.

وتحدث نيمرود رافاييلي في موقع شوليتير على الإنترنت، عن تأثيرات تحرير العراق على الدول المجاورة له. مشددا على ان هذا التحرير، سيطال سورية أكثر من غيرها، وخصوصا من الناحية الاقتصادية وإذ ولفت رافاييلي، إلى ان المعارضة السورية للحرب ضد العراق، كانت لأسباب سياسية واقتصادية. فمن الناحية السياسية، كان دافع هذه المعارضة هو التقارب الإيديولوجي مع حزب البعث العراقي الذي كان يحكم العراق خلال وجود الرئيس العراقي صدام حسين. وأوضح الكاتب ان القضاء على الطابع البعثي في العراق سيؤثر سلبا على سورية، التي ما زالت الدولة الوحيدة التي تتبع فلسفة البعث شبه التوتاليتارية. وأضاف رافاييلي، ان النظام السوري يخشى من العزلة السياسية بما انه محاط بأنظمة مؤيدة لأميركا، سواء في عراق ما بعد صدام، أو الأردن أو السعودية أو تركيا أو «إسرائيل». أما من الناحية الاقتصادية، فقد قال رافاييلي، ان المخاوف السورية من تحرير العراق، كانت ناجمة عن تخوف النظام السوري، من أن تصيبه صدمة بعد ظهور السوق العراقية على حقيقتها.وأشار رافاييلي، إلى الاتفاقات التجارية وإلى التزود بالنفط العراقي بطريقة غير شرعية، رأى انه من المفهوم أن تخاف دمشق وبدا له ان سورية، هي الخاسر الأكبر من تحرير العراق. مضيفا انه على عكس والده الحذر والدقيق، فإن الرئيس السوري الحالي بشار الأسد قد وضع مصيره بين يدي صدام، وهو سيدفع الثمن في هذه المرحلة سواء في الحياة السياسية أو الاقتصادية

العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً