العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ

«الغارديان» البريطانية تطالب بتحقيق في «مجزرة الفلوجة» تشرف عليه الأمم المتحدة!

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

ترجمت القوات الأميركية وعودها للعراقيين بالحرية والرخاء وحكومة ديمقراطية بارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين العزل في الفلوجة إذ قتل 15 عراقيا وجرح أكثر من 75 عندما فتح جنود أميركيون النار على متظاهرين ضد الاحتلال، جاءوا مطالبين بفتح المدرسة أمام أطفالهم ورحيل القوات الأميركية من المبنى. وفيما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية ان الجنود كانوا في «حال دفاع عن النفس» قال شهود إن أحدا لم يطلق النار باتجاههم. أذهلت المجزرة صحيفة «الغارديان» (البريطانية) فوصفتها بأنها «مأساة الفلوجة» وكتبت في افتتاحيتها، انه على رغم انتهاء الحرب مازال الجنود الأميركيون يقتلون المدنيين يوميا ولأسباب متعددة.

ورأت الصحيفة البريطانية انه بعد هذا الحادث، بات من الصعب، لا بل من المستحيل إقناع العراقيين بأن الجنود الأميركيين موجودون في العراق لمساعدتهم. واعتبرت ان الحيلولة دون انتشار المعارضة الشعبية للوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، ومنع هذه المعارضة من التحول إلى مقاومة مسلحة، سيكون أمرا شديد الصعوبة ما لم يتمكن الجيش الأميركي من تبرير أو إيجاد السبب الذي دفعه إلى إطلاق النار على عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

وشددت «الغارديان»، على ان مأساة الفلوجة، هي أكبر المآسي. وختمت بالقول انه من أجل تفادي حصول حوادث كارثية وبهدف منع تدهور الوضع الأمني العراقي أكثر فأكثر، لا بد من أن يحصل تحقيق طارئ ترأسه الأمم المتحدة، لبحث تصرفات القوات المحتلة.

لكن الرد على الصحيفة البريطانية جاء على لسان توماس فريدمان في «نيويورك تايمز» ولو من حيث لا يدري إذ صاغ رسالة وهمية من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، حذر خلالها صدام نظيره السابق بوش، من انه غير مهيأ لإدارة العراق وأسدى له جملة «نصائح»:

1- يجب أن يكون لدى بوش قبضة فولاذية على العراقيين لأن السؤال لا يقتصر على ما إذا كانوا يقبلون به أم لا، بل إذا كانوا يقبلون ببعضهم بعضا، شارحا انه من الصعب أن يعيش الأكراد والسنة والشيعة معا. موضحا انه إذا لم يقم بوش، بهذه المهمة، فكثر هم من سيحاولون الحلول مكانه للقيام بهذا الأمر.

2- استعمال خطة «المفاجأة والصدمة» كأسلوب يومي في العراق من أجل إدارة الأمور والمضي قدما بإنشاء حكومة ذاتية.

3- عند قيام القوات الأميركية بضرب الجيش العراقي، تكون فككت أهم المؤسسات العلمانية في العراق، ما سيدفع رجال الدين، إلى المسارعة لملء الفراغ، لذلك لا بد من التركيز على ان مركزية شيعة العراق تكمن في النجف وليس في إيران وبالتالي اغتنام فرصة ضعف تركيبتهم الحالية وإعادة تشكيلها لصالح القوات الأميركية وعدم الوقوع في شرك فرض أشخاص غير مرغوب فيهم عليهم.

4- عدم نسيان ان العراق هو بلد عربي، وبالتالي يجب التداول مع البلدان العربية من أجل تشكيل تركيبة حكومية مرغوب فيها في الوسط العربي. وإذا كانت هناك نية في بناء مكان ديمقراطي معتدل لا بد من طلب مساعدة بعض الدول العربية، ومساعدة الأمم المتحدة، لأن العراقيين لا يريدون أن يكون لهم وجه أميركي.

وختم صدام، الرسالة متوجها إلى الرئيس بوش، طبعا بحسب فريدمان، فقال انه من الطبيعي ان بوش، يتساءل، عن السبب الذي حال دون محاولة الرئيس العراقي تفادي الحرب التي أودت بحياته السياسية؟ وكان جوابه انه ما كان يستمع إلا إلى صوته هو، ودعاه إلى عدم تكرار الخطأ

العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً