اضطر عشرة غرباء إلى البحث عن مأوى في فندق صغير متهدم صحراوي في ليلة مظلمة إذ أدركوا حالا أنهم عثروا على أي شيء سوى الملاذ.
يبدو فيلم «الهوية» أولا وكأنه التقاء بين رواية أغاثا كريستي (ومن ثم لا شيء) ورواية الفريد هيتشكوك (المجنون) ومن ثم يتطور إلى شيء مفاجئ للغاية. يبدأ بالطبيب النفساني (الفريد مولينا) الذي يقوم بفحص ملف قاتل بالتسلسل الذي ربما يكون أو لا يكون طليقا وينتهي بعشرة مسافرين وجدوا أنفسهم منقطعين في فندق موحش أثناء عاصفة مطرية قاسية بلا اتصال ولا مخرج. وهو مكان ملائم لإطلاق النار عليهم واحدا تلو الآخر بواسطة قاتل مجهول، إذ المذنب يمكن أن يكون أي فرد من مجموعة الشخصيات المنتقاة: هل سيكون مدير الفندق المضطرب أو لاري (جون هاوكز)، أو السائق السري لسيارة ليموزين، أو إيد (جون كوساك)، والممثلة المرهقة كارولين (ريبيكا ديمورني) أو رودس (راي ليوتا) أو شرطيا مشبوها ينقل قاتلا (جاك بوسي) إلى السجن أو مومسا بقلب ذهبي أو باريس (أماندا بيت)؛ أو زوجين غير سعيدين متزوجين حديثا، جيني (كلي دوفال) ولو (ويليام لي سكوت)؟ ولتكتمل المجموعة، هناك أيضا عائلة يورك ـ الراب جورج (جون سي ماكجينلي)، والابن الصغير تيمي (بريت لوهر) والأم (ليلة كينزل) التي جرحت جرحا بليغا في حادث سيارة. وبينما بدا الموتى يفوقون الأحياء، كان للناجين وقت جوهري لاكتشاف لماذا تم استدراجهم إلى هذا الفندق؟ ومَن مِن بينهم يعتبر القاتل ذا الدم البارد؟ الإجابة عن هذين السؤالين تقود إلى نهاية الفيلم.
تمثيل
من بين مجموعة الأداءات الجيدة، دعونا نرى ما إذا كنا نستطيع تخمين من هو القاتل. يقود كوساك الرائع دائما المجموعة بأداء قوي كما هو إيد، الذي هو ليس سائق الليموزين النموذجي ولكنه شخص تتعمق أسراره، يعني أنه كان ذات مرة شرطيا مكروها. يلعب كوساك الشخصية بجدارة شبه جريح، شبه بطل فلا تستطيع أبدا أن تتهمه بأنه القاتل. ويجعلك دائما مندهشا. ليوتا، من ناحية أخرى، فيه سمة القاتل مطبوعة في كل جوانب شخصيته بينما روديس المزاجي لا يؤدي شيئا سوى اتباع خطوات كوساك بعناية واضعا مجموعة من الشكوك الضرورية في عقلك.
ديمورني المتعجرفة ممثلة سرعان ما أصبحت مخبولة حالا (أوبس، هل ذهبت بعيدا في الإفشاء؟). وجه بوسي الشيطاني يثير مرة أخرى رجلا سيئا آخر، ما يمهد الطريق واضحا ليكون القاتل. دوفال، التي تستطيع أن تؤدي الكثير والكثير بوصفها ممثلة، فوضت غالبا للصراخ بكثرة بينما باريس (بيت) ذات القلب الحنون، كان دافعها الأصيل هو الذهاب إلى موطنها في فلوريدا لزراعة البرتقال، وهي جميلة للغاية. لاري (هواكز) الجبان يبدو غير مناسب بما فيه الكفاية لارتكاب جريمة قتل، بينما الظروف الغريبة لعائلة يورك، مع ماكجينلي القلق ولويهر الحزين المروَّع، تبدو أنها تبعدهم عن هذه الحلقة أو أنها ستدخلهم فيها؟
الإخراج
وبينما يكاد سيناريو فيلم (الهوية) الذي يدور حول من سيكون القاتل يفقد قوته، تحس أن شيئا ما لا يسير على ما يرام. في منتصف موضوع الفيلم، تبدأ في الاعتقاد بأنه قد فقد مضمونه.
المخرج، جيمس مانغولد قام ما بوسعه بتقليد هيتشكوك ولكن يبدو أن ذلك لم يؤدِ إلى الغاية المرجوة. حتى مع القالب النجمي، يبدو الحوار تافها للغاية، والشخصيات خرقاء تقريبا. وقد تخشى من أن يتحول الفيلم إلى نوع من القصص المثيرة، ومن ثم تجد نفسك وكأنك تقهر وقتك. ثم يأتي التحول المفاجئ غير المتوقع الذي يعتبر مفتاح إنقاذ (الهوية).
ومن دون كثير إفصاح: يبدو كل شيء قد عاد إلى نصابه ومن ثم تفهم لماذا الشخصيات وفعاليات الفيلم تبدو وكأنها آتية من خيال وليس من حياة واقعية. وحتى بعد التحول الذكي للحوادث، ربما يستغرق (الهوية) قليلا من الوقت قبل أن ينكشف السر ليطور القصة إلى أفضل قليلا.
النقطة الجوهرية
بينما تعتقد أن (الهوية) قصة مثيرة نموذجية أخرى، فإن انعطافه المفاجئ الأصلي يوجع رأسك ويتركك في دوامة
العدد 240 - السبت 03 مايو 2003م الموافق 01 ربيع الاول 1424هـ
فيلم رائع
واحد من أفضل أفلام الغموض
ربما لا يعجب الكثيرين!