يوجد في وسط العاصمة الأردنية (عمان) متجر قديم متخصص في بيع صور للرئيس العراقي السابق صدام حسين فقط والتي باع منها قرابة أربعة آلاف صورة خلال العشرين سنة الماضية. ويفاجأ زوار المحل بأن إحدى الصور، التي يرنو إليها الكثيرون ليست للبيع، إذ إنها النسخة الأصلية التي أهداها صدام حسين، الذي أعدم في 30 من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى مؤسس المتجر محمود السمهوري، كما يروي ابنه عمر. ونقلت صحيفة «العرب اليوم» الأردنية في عددها الصادر أمس عن عمر(46 عاما) قوله إن فكرة بيع تلك الصور جاءت نتيجة حب وتعلق والده بالقومية العربية وبالعراق وبرئيسه إذ لم يعمد إلى بيعها يوما بهدف التجارة إذ إنه ومن شدة تعلقه بالعراق فقد تعرض إلى جلطة يوم «سقوط بغداد»، ووافته المنية حين علم بأن القوات الأميركية ألقت القبض على صدام. وأعدم صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى، وذلك بعد إدانته من قبل محكمة عراقية بقتل 148 شيعيا عراقيا في مذبحة الدجيل. ونقلت الصحيفة عن عمر قوله إن والده تلقى رسالة شكر وصورا شخصية من الرئيس العراقي حين علم الأخير باهتمام السمهوري به واحتفاظه بصوره، وسار الابن على خطى والده، مشيرا إلى أن الإقبال على شراء الصور زاد بنسبة كبيرة بعد إعدام صدام، الأمر الذي دعاه إلى طلب 2000 صورة إضافية. وأضاف أن من يقبلون عليها من مختلف الأعمار، وأن أحد المواطنين «اشترى صبيحة يوم الإعدام 21 صورة من مختلف الأحجام للرئيس الراحل». ولفت إلى أن أغلى صورة بيعت بـ 150 دينارا (260 دولارا أميركيا) لمواطنة عراقية مؤكدا من ناحية أخرى، أنه لن يعمد إلى بيع صور الإعدام لأنه سيبقي على صورة صدام حسين «الرصينة» في ذهنه وفي أذهان محبيه. ويؤكد عمر أن المواطنين لا يكتفون بشراء الصور من معرضه بل يحتفظون بها في هواتفهم النقالة.
العدد 1589 - الخميس 11 يناير 2007م الموافق 21 ذي الحجة 1427هـ