العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ

«طنبور بيك» يواصل التحقيق الصحافي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية على الافتراءات «الطنبورية»، وزيادة موجة الاستهجان والاستنكار على المستوى السياسي، إلى درجة أن بعض الجمعيات الوطنية الشريفة تبرأت من «صاحبة الهرار الزائد»، بل إن أحد الوزراء قال إنها غبية.

أمام هذا المأزق، حاول الطنبور أن ينجد صاحبته، بالمضي قدما في استكمال التحقيق الصحافي الذي بدأته مساء الخميس الماضي، ليكمله هو في جولته مساء أمس. لكنه لم يدخل من جهة الكنيسة، لأنه لن يحصل على غير (القداوة والغواري)، فقال لنفسه: «لابد من اقتحام المنامة من ناحية مسجد الفاضل، فهناك لابد أن أعثر على بعض مخازن الأسلحة»!

أول ما قابله «المرسم الحسيني»، وهاله أن يرى أفواجا كبيرة من الناس، بحرينيين وعربا وأجانب يدخلون ويخرجون، فقال يخاطب نفسه: «أكيد يوجد هنا أسلحة كما قالت صاحبتي المفكّرة، وإلاّ لماذا هذه الحركة»؟ وبسرعة مرق بالسيارة لئلا ينكشف أمره، فهو مفكرٌ عبقريٌ تعرفه الجماهير، عاش في الإمارات عشرين عاما وأسهم في إنشاء مسارح (الشارجة)، وبناء مجمع «سيتي سنتر»، و»ستار سنتر»، وآخر إنجازاته بناء «مدينة دبي الإعلامية» قبل عودته للبحرين!

قبل أن يلفّ عند مدرسة الزهراء، كان مخه يشتغل بحثا عن اللغز: «ماذا كانوا يحملون في أيديهم في المرسم؟ آنه شفتهم يحملون أشياء، هذي أكيد أسلحة كلاشينكوف، صدقت زميلتي»!

بعد (اللفة)، لما اقترب من مأتم «البَدْع»، لمح من بعيد في داخله جماعة من الأطباء والممرّضات، وأشخاص ممدّدين على الأسرّة، و(سيلان) فوق رؤوسهم، فاستغرب لهذا المنظر الذي يراه لأول مرةٍ في حياته، أخذ يفكّر بسرعة: «أسرّة في المآتم؟! و(أكياس دم وسيلان)! أكيد فيه شي! لابد من فضحهم قبل أن يجعلوا من البحرين نيكاراغوا أخرى! أكيد يتدربون على الإنزال الجوي...»!

تقدّم قليلا، فمرّ عند إحدى البسطات، فلمحه بعض الشباب، فلم يتمالكوا من الضحك، فأخذ يفكّر في أمره: «أكيد قرأوا ما كتبه عني ذلك الملعون، قال عني تنبل! آنه تنبل؟ آنه مفكّر نصف ماركسي ونصف إسلامي... ما يشوفون آكتب عن ماركس وأستشهد دائما بالقرآن، علشان رئيس التحرير يرضى عني، إشلون يقول عني آنه تنبل»!

عندما وصل إلى مأتم مديفع، اكتشف بجواره حوطة مسوّرة من دون سقف، عليها باب قديم من الخشب من سنة دقيانوس، فمدّ رأسه من شرخ الباب ليكتشف ولو مسدّسا صغيرا، أو خرطوشة أو... «فلابد من إثبات وجود الأسلحة، لكي لا يقول الناس أن كلام مفكّرتنا (فشوش)، ويقتنعوا أني تنبل فعلا»!

وفجأة... قفز صائحا: «وجدتها... وجدتها...! هذا ما تكلّمت عنه زميلتنا الفاضلة المبدعة الجريئة». أحد المارة شاهده يقفز في الهواء فاستوقفه المنظر وسأله مستغربا: «الأخ صاحي؟ ليش تتقافز في الهواء مثل المراهقين»؟ فأجابه: «هنا توجد مخازن أسلحة»! فأطلّ الرجل من وراء الباب، فرأى قدورا كبيرة، وصواني وصحون مختلفة الأحجام، فعاد ليقول: «خلَفَ الله عليك...». فنظر إليه غاضبا: «وش تعني؟ يعني آنه تنبل ما أفهم؟ آنه مستشار ثقافي كبير»! فتركه الرجل وهو يهز رأسه ومضى لحال سبيله.

كان قد أوشك على جمع بقية المادة لاستكمال تحقيقه الصحافي، وليثبت أقوال زميلته المبدعة، وصل إلى مأتم الإحسائيين، فشاهد خزّان الماء الأزرق الذي شاهدته «سيمون دي بوفوار» فظنّته مصنعا للأسلحة الكيماوية، فقال: «صدقتِ ورب الكعبة»!

عندما وصل إلى الشارع العام، وقف قرب مبنى الأوقاف الجعفرية، وهو يتنفس الصعداء، ويردد: «راح أراويه... آنه مخرّف؟ صحيح آنه (عيوز)، لكن ما خرّفت، اشلون يفتري علي هالملعون؟ لا ويتهم أكبر مفكرة عندنا بأنها طنبورة! آنه تنبل مب مشكلة... بس المفكّرات يوصفهم بالطنابير ما يجوز»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً