العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

الشيخ الجمري وتفعيل الوحدة الإسلامية في البحرين

من وقائع زيارة لعائلة الخاجة في العام 2001

زار سماحة العلامة المجاهد الشيخ عبدالامير الجمري (رحمه الله) عائلة الخاجة في مقابة بالمحافظة الشمالية بتاريخ 15 مايو/ايار 2001، وقد بدأت الزيارة بكلمة ترحيبية من العائلة ألقاها نيابة عنها خالد الخاجة امام عدد كبير من الحاضرين الذين كان بينهم علماء دين واساتذة جامعات ومهندسون ورجال اعمال ووجهاء وموظفون.

والقى كلمة ارتجالية بالمناسبة تحدث فيها عن ضرورة توحد الشعب بجميع فئاته واطيافه، كما استذكر يوم النكبة بعد ان سلبت «اسرائيل» ارض فلسطين وشردت ابناء تلك الارض، تبعتها كلمات الشيخ فريد يعقوب المفتاح، وعلي العريبي.

الخاجة: إزالة الحواجز الوهمية

وفي بداية اللقاء تحدث خالد الخاجة قائلا «يسعدني أن أرحب بسماحة الشيخ عبدالأمير الجمري وأنجاله وصحبه الكرام على تفضلهم بزيارتنا في هذه الليلة السعيدة، الذي نكن لسماحته كل محبة وتقدير متمنين له التوفيق ودوام الصحة والعافية والأجر والثواب من الله لخدمة الدين القويم والوطن العزيز كما لاننسى جهوده الطيبة في لم الشمل وتوحيد الصفوف...

أيها الإخوة كم يسعدنا هذا اللقاء وكم يفرحنا هذا التقارب وإزالة الحواجز الوهمية، لأنه لا يمكن لأية أمة أن تتطور وتتقدم وقلوبها مختلفة، فلابد من تحديث الفكر الذي يقودنا إلى فهم أفكار الآخرين عبر ايجاد التقارب النفسي والحوار الأخلاقي الصادق وهذه ليست غريبة على مجتمعنا البحريني المبني على الاخوة وأواصر وعلاقات اجتماعية قوية ينبغي الحفاظ عليها، فلا يحق لأي فريق أن يدعي انه هو الإسلام ويكفر الآخر وانه هو الناطق الرسمي باسم السماء، فالإسلام ليس فيه كنيسة، والمذاهب في الإطار الإسلامي زهور في حقل الإسلام تتحاور بل تزين هذا الحقل لذلك ينبغي ان يكون رد فعلنا إسلاميا ووطنيا...

أيها الاخوة، اليوم يصادف الذكرى (53) لاغتصاب الصهاينة أرض فلسطين وإعلان قيام كيانهم الاستعماري الهمجي فيها العام 1948 واليوم يواجه شعبنا في فلسطين صنوفا من القتل والتهجير والتشريد (قتل الشباب والأطفال والرضع) ويبقى هذا الشعب الصامد وحيدا في ساحة المعركة ينادي هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا، يذكرنا ذلك بموقف أبي عبدالله الحسين شهيد كربلاء ورمز التضحية والفداء فهل من معتبر؟. فأهلا وسهلا بكم بين اهلكم واخوانكم والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

الجمري: عزتنا في رص الصفوف

ما أحوجنا لتعميق شعور الوحدة وتراص الصفوف واجتماع الكلمة، بهذه الكلمات بدأ العلامة الجمري حديثه... وأضاف «ارجو ألا أكون مبالغا إذا قلت بأن غبطتي بلقائكم تصل إلى القمة والى الذروة، لأني وأنا انعم مع الأبناء والأخوة بتلبية هذه الدعوة الكريمة من أخينا العزيز خالد الخاجة أشعر بأنني أعيش أسعد الساعات، لأن مقتضيات السعادة كلها متوافرة، فالتلاحم في الفكر والتوجه والشعور والتقارب بين القلوب والآمال والآلام، كل هذه جوامع تجمع بين نفوسنا وقلوبنا...

أحمد الله عز وجل الذي وفقني لهذا اللقاء الحبيب العزيز وما أحوجنا لمثل هذه اللقاءات، هذه اللقاءات لو كنا نعيشها في تاريخنا والفترات الزمنية السابقة لما تمكنت يد مهما كانت تمتلك من كيد وحيلة وقدرة على التهميش والاضعاف والتفريق لما تمكنت أن تضعف كلمتنا أو تمزق صفوفنا أو تفتت جهودنا، نحن نحمد الله اننا نعيش الآن أفضل مراحلنا وأحسن أوقاتنا، وأن حملة الاصلاح التي قادها سمو أمير البلاد حفظه الله قد بعثت للجميع العزم والثقة بالنفس، والأمل كبير جدا أننا نسير من فضل إلى أفضل ومن حسن إلى أحسن...

أحبتي... ما أحوجنا لتعميق هذا الشعور، شعور الوحدة، شعور تراص الصفوف، واجتماع الكلمة، لكي نفوت الفرصة على كل من يريد لهذه الأمة وهذا الشعب السوء وكل من يكيد لأمة محمد (ص)، ولكي نفتح آفاق نجني من خلالها الخير كل الخير، وأصدق الحديث هو القرآن ولقد قال سبحانه وتعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» (آل عمران:103) وجاء عن الرسول الكريم (ص) قوله: «يد الله مع الجماعة» وما اعظمه من قول فهذا النبي العظيم علية الصلاة والسلام يعلنها صريحة بأن الذي يحظى بالقوة والتأييد والتسنيد هم الجماعة أما الأفراد أو المفترقون وهؤلاء يد الله ليست معهم يد الله مع الجماعة ما أعظم هذه المعية، هذه المعية التي تحدث عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام، ما أعظم يد الله مع الجماعة، فإذا كانت يد الله معنا فنحن أقوى من أن نهزم، وأقوى من أن نذل، وأن هذا المعنى لو تربت عليه امتنا وحكوماتنا وشعوبنا، لما استطاعت دولة الصهاينة وهؤلاء الشذاذ، شذاذ الآفاق، أن يقفوا على قدمهم ساعة واحدة ولكن ساعدهم على تحقيق مآربهم تفرقنا. والآن نحن نعيش مناسبة أليمة جدا جدا تتحرك لها كل جروحنا ألا وهي يوم النكبة، ومناسبة النكبة عندما نكبنا في هذا القطر العزيز وهذه الأرض الإسلامية، نكبنا الصهاينة بالهجوم على فلسطين في مثل هذا اليوم سنة 1948، ولكن بالاعتماد على الله والتآزر والتعاون وصدق النوايا ستندحر «إسرائيل» ويندحر كل من ساند «إسرائيل» وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى، أستميحكم العذر أن كنت قد طلت عليكم ولكن الحديث معكم شيق جدا لأني أحس بالتعانق بين قلبي وقلوبكم ونفسي ونفوسكم والحمدلله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

أسئلة وأجوبة للشيخ الجمري

سؤال: أعلن أخيرا تشكيل لجنة للتنسيق بين الطائفتين أثناء زيارتكم التاريخية لجمعية الإصلاح، ما الأعمال أو الخطوات التي تمت بهذا الشأن حتى الآن؟

جواب الشيخ الجمري: أشعر بأن من النعم الكبرى بأنني وفقت بزيارة الاخوة الأعزاء في جمعية الإصلاح ورأيت فيهم وفي المقدمة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة والإخوة العلماء والأساتذة كل حفاوة وتقدير ما يساعد الإنسان على الاستمرار في هذا الطريق، وجدتهم يحتضنون زائرهم ومن يحب لقاءهم بقلوبهم قبل صدورهم وقبل أيديهم، وأحمد الله عز وجل انني في آخر الخطاب الذي وفقت في إلقائه اقترحت تشكيل هذه اللجنة للتنسيق بين الطائفتين وأنا لا أحب أن أقول كما قال أخي الحبيب هذا الاسم لكن شيئا حصل، الآن نحن في طور التنسيق الاخوة حفظهم الله وضعوا تصورا ومن جانبنا أيضا وضعنا تصورا, والآن إن شاء الله يدرس هذا التصور وذاك التصور حتى يؤخذ الشيء الذي تلتقي عنده الأفكار ثم يفعّل وتتخذ عناصر لهذه اللجنة وتعتمد بين الجميع ثم تتم ممارسة عملها ومهمتها في القريب العاجل إن شاء الله.

وأولى ثمرات هذا التنسيق بعد أسبوعين ستكون هناك إن شاء الله ندوتان بمناسبة المولد النبوي الشريف ليلة الاربعاء وليلة الخميس 13 - 14 ربيع الأول 1422 هـ (الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة مع الشيخ عيسى أحمد قاسم في بني جمرة في الجامع عندنا، وفي جامع الصادق بالقفول الشيخ عبداللطيف المحمود مع السيدعبدالله الغريفي). أنا جدا سررت بعد الزيارة التي تشرفت مع عدد من الاخوة لجمعية الإصلاح وقد تلقيت بعدها رسائل متعددة كثيرة ومن الاخوة السنة كلها تؤيد وتشجيع وتعلن ارتياحها من هذا اللقاء وكذلك سمو أمير البلاد حفظه الله يشكر كثيرا ويؤيد هذه الخطوة المباركة.

المفتاح: الجمري محبوب من قبل الجميع

ثم تحدث الشيخ فريد المفتاح معقبا على كلمة الشيخ الجمري، ومعتبرا اللقاء خطوة عملية لتقليص هوة الخلافات... وأضاف «في الحقيقة نحن كما تفضل الشيخ الجمري سعداء أن نرى هذه اللقاءات وهذه الاجتماعات تحدث في مثل هذه الأيام سواء على هذا المستوى المصغر أو على المستوى الموسع بين الاتجاهات والجماعات بين أفراد الطائفتين (وان كنت لا أحبذ أن استعمل كلمة الطائفة لأننا كما تفضل الشيخ أمة واحدة لا يفرقنا شيء) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الفهم الراقي والعقل الراجح والفكر النير الذي يتميز به المواطن البحريني بأنه يستطيع أن يواكب متغيرات العصر ويستطيع أن يعايش قضايا العصر وهمومه ومشكلاته بنفسية قادرة على التغلب على كل ما يواجه مجتمعنا ويواجه أمتنا بكل كفاءة وقدرة وإيجابية وتحمل...

إن مثل هذه اللقاءات والاجتماعات تثلج الصدر وينبغي أن تشجع وان نعمل من أجل تكريسها والإكثار منها حتى نقلص من هوة الخلاف التي يتوهمها البعض. في واقع الأمر لا يوجد خلاف بيننا ولكن البعض ربما من الطائفتين يتوهم أن هناك خلافا، هذا الخلاف الذي لا حقيقة له وان كان يرجع ربما إلى وجهات نظر، هذه وجهات النظر قد وسعت من هم أفضل منا وقبلنا فلماذا لا تسع الأمة اليوم؟ لماذا لا نرجع إلى أصولنا وقضايانا المشتركة المتعددة التي ينبغي ان تكرس لها الأفكار وتكرس لها العقول والبحوث حتى نستطيع ان نصلح شأننا ومن ثم نتغلب على عدونا...

هذه ظاهرة صحية أن تحدث مثل هذه اللقاءات مع هؤلاء الأحباب مع هذه الوجوه النيرة مع سماحة الشيخ المحبوب من قبل الجميع.

نرجو الله أن يديم علينا مثل هذه المحبة، وان يكون التعاون والتواد والتكامل والمحبة هي التي لابد أن تنتشر بيننا مصداقا لقول الله تبارك وتعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»( المائدة:2). ورسول الله الكريم صلوات الله وسلامه عليه حينما بعث معاذا ومن معه إلى اليمن ماذا قال لهم في العبارة المشهورة؟ «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا وتطاوعوا ولا تختلفوا» إذا نهانا عن ذلك ودعانا إلى الوحدة. ونحن نرى الغرب الذين هم غير مسلمين يتحدون فيما بينهم ويتماسكون وتتكون هناك الكتل من أجل المصالح، وهذا لا يبعد عن الشخصية الإسلامية الرائدة التي تستطيع فعلا أن تصنع التاريخ، تستطيع أن تصنع الأمم وان توحد الصفوف، نحن ينبغي أن نكون أفضل من غيرنا جميعا نحن المسلمين حتى نستطيع ان نتوحد وان نرأب الصدع وان نتغلب على أخطائنا ولاشك في أن هذا سيصب في النهاية في منفعة الجميع وفي مصلحة الوطن وتماسكه وبذلك نكون حضاريين في التعامل حضاريين في السلوك. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وتفرقا من بعده تفرقا معصوما ولا يجعل فينا ولا من بيننا شقيا ولا محروما».

العريبي: تاريخ البحرين لاديعرف الطائفية

وتحدث في اللقاء الباحث علي العريبي، مشيرا الى ان تاريخ البحرين يشهد بوحدة الصفوف بين ابناء المجتمع الو احد، وأضاف «اننا اليوم حين تتكالب علينا قوى الشر بحاجة ماسة لرص صفوفنا لمواجهة الأخطار التي تداهمنا على المستوى الوطني وعلى مستوى الأمة الإسلامية ككل، وحينما نتحدث عن البحرين لنا تاريخ مشرف جدا على مستوى التعاون الإسلامي في هذه الأرض المعطاة، يمكن أن اتحدث عن البحرين قبل 800 سنة حينما كان هناك علماء أجلاء كالشيخ ميثم وأستاذه الفيلسوف علي بن سليمان هؤلاء الذين لم يعرفوا معنى للطائفية وإنما كرسوا جهودهم لصالح الامة الاسلامية والفكري الاسلامي...

أردت ان اكتب عن احدهم وهو الشيخ علي بن سليمان، فذاك لي أستاذ سويسري قائلا: لقد قرأت مجموعة من كتبه فلم أجد فيه دليلا على أنه شيعي... تصوروا عالما يكتب مجموعة من الكتب لا توجد فيها إشارة الى مذهبه أهو شيعي أم سني؟ وتأثر الشيخ علي بن سليمان كثيرا بعلماء الأندلس السنة، وتأثر كثيرا بالإمام فخر الدين الرازي... اقرأوا للشيخ ميثم البحراني وكيف كان يجل فخر الدين الرازي إلى الحد الذي يجعله لا يصرح باسمه، يقول :قال الإمام رحمة الله...

سابقا في صغري حينما اقرأ هذه الكلمات اتصور أنه يقصد أحد أئمة اهل البيت، الإمام علي مثلا، أقول كيف يقول رحمه الله، ولا يقول عليه السلام كعادة الشيعة، ثم عرفت على أنه يعني الإمام فخر الدين الرازي، فتأثر بالفكر السني وتتلمذ على يد الشيخ ميثم مجموعة من علماء السنة فكان هناك تحاور على أساس الفكر الإسلامي لا على اساس الفكر المذهبي, القضايا التي كانوا يطرحونها قضايا عامة لا علاقة لها بالأمور المذهبية إلا نادرا، نادرا ما كانوا يتعرضون إلى هذه المسائل، أقول هنا في البحرين بدأنا مثل هذه التجربة وعشنا مثل هذه الأجواء واليوم بامكاننا حينما تكون الإدارة صادقة أن نردم الهوة التي فصلتنا ولأسباب لا تخفى عنكم، هناك أيد خفية لعبت دورا سلبيا جدا في تمزيق صفوفنا كما يقول الوائلي (وغدت تصنفنا يد مسمومة متسنن هذا وذا متشيع).

الصحابة الأوائل الذين عاشوا مشكلة الخلافة كانوا يتعاونون فيما بينهم، الإمام مع انه يرى أحقيته في الخلافة لكنه عمل إلى جانب الخلفاء من أجل مصلحة الأمة، لا اسلمن ما سلمت أمور المسلمين، فلماذا لا نرفع هذا الشعار؟ الكل مطالب برفع هذا الشعار. والخلافات التي بيننا خلافات فقهيه جزئية إلى أبعد الحدود. ثقوا بأن الخلاف لا يتجاوز ثلاث أو اربع مسائل رئيسية، وباقي الفروع الخلاف بين الامامية وبين بقية المذاهب فالخلاف بين الشافعية والمالكية أو بين الحنفية والشافعية الذي يضخم هذه الخلافات هو عنصر الجهل، الشافعية والحنفية في فترة من الفترات كانوا لا يتزاوجون، كان يكفر بعضهم البعض الآخر وأريقت دماء في هذا الخلاف. فكذلك بالنسبة للشيعة والسنة الجهل هو الذي عمل على تبعيد المسافات بين المذهبين. يمكن أن نأخذ درسا من الاختلافات الدينية في العالم الغربي بين الكاثوليك والبروتستانت كذلك حكموا السيف بينهم وأبيدت قرى عن بكرة أبيها في العصور الوسطى، لكن العالم الغربي حينما انتبه من سباته تبين له أن هذه الأمور لا تحسم بحد السيف.

قضايانا فكرية تعالج بالفكر ولا تفسد للود قضية كما يقول المجنون العاقل أو يقول أحمد شوقي على لسانه، أبيات جميلة مجنون يعشق ليلى فيقبل عليها وكانت مع مجموعة من الفتيات فيتضاحكن حين يرين المجنون فيقول أحمد شوقي على لسانه «ما الذي أضحك الفتيات العامريات إلا أني أنا شيعي وليلى أموية اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، وفوق قول المجنون علينا بأن نأخذ بقول الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بالاعتصام.

زار سماحة العلامة المجاهد الشيخ عبدالامير الجمري (رحمه الله) عائلة الخاجة في مقابة بالمحافظة الشمالية بتاريخ 15 مايو/ايار 2001، وقد بدأت الزيارة بكلمة ترحيبية من العائلة ألقاها نيابة عنها خالد الخاجة امام عدد كبير من الحاضرين الذين كان بينهم علماء دين واساتذة جامعات ومهندسون ورجال اعمال ووجهاء وموظفون.

والقى كلمة ارتجالية بالمناسبة تحدث فيها عن ضرورة توحد الشعب بجميع فئاته واطيافه، كما استذكر يوم النكبة بعد ان سلبت «اسرائيل» ارض فلسطين وشردت ابناء تلك الارض، تبعتها كلمات الشيخ فريد يعقوب المفتاح، وعلي العريبي.

الخاجة: إزالة الحواجز الوهمية

وفي بداية اللقاء تحدث خالد الخاجة قائلا «يسعدني أن أرحب بسماحة الشيخ عبدالأمير الجمري وأنجاله وصحبه الكرام على تفضلهم بزيارتنا في هذه الليلة السعيدة، الذي نكن لسماحته كل محبة وتقدير متمنين له التوفيق ودوام الصحة والعافية والأجر والثواب من الله لخدمة الدين القويم والوطن العزيز كما لاننسى جهوده الطيبة في لم الشمل وتوحيد الصفوف...

أيها الإخوة كم يسعدنا هذا اللقاء وكم يفرحنا هذا التقارب وإزالة الحواجز الوهمية، لأنه لا يمكن لأية أمة أن تتطور وتتقدم وقلوبها مختلفة، فلابد من تحديث الفكر الذي يقودنا إلى فهم أفكار الآخرين عبر ايجاد التقارب النفسي والحوار الأخلاقي الصادق وهذه ليست غريبة على مجتمعنا البحريني المبني على الاخوة وأواصر وعلاقات اجتماعية قوية ينبغي الحفاظ عليها، فلا يحق لأي فريق أن يدعي انه هو الإسلام ويكفر الآخر وانه هو الناطق الرسمي باسم السماء، فالإسلام ليس فيه كنيسة، والمذاهب في الإطار الإسلامي زهور في حقل الإسلام تتحاور بل تزين هذا الحقل لذلك ينبغي ان يكون رد فعلنا إسلاميا ووطنيا...

أيها الاخوة، اليوم يصادف الذكرى (53) لاغتصاب الصهاينة أرض فلسطين وإعلان قيام كيانهم الاستعماري الهمجي فيها العام 1948 واليوم يواجه شعبنا في فلسطين صنوفا من القتل والتهجير والتشريد (قتل الشباب والأطفال والرضع) ويبقى هذا الشعب الصامد وحيدا في ساحة المعركة ينادي هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا، يذكرنا ذلك بموقف أبي عبدالله الحسين شهيد كربلاء ورمز التضحية والفداء فهل من معتبر؟. فأهلا وسهلا بكم بين اهلكم واخوانكم والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

الجمري: عزتنا في رص الصفوف

ما أحوجنا لتعميق شعور الوحدة وتراص الصفوف واجتماع الكلمة، بهذه الكلمات بدأ العلامة الجمري حديثه... وأضاف «ارجو ألا أكون مبالغا إذا قلت بأن غبطتي بلقائكم تصل إلى القمة والى الذروة، لأني وأنا انعم مع الأبناء والأخوة بتلبية هذه الدعوة الكريمة من أخينا العزيز خالد الخاجة أشعر بأنني أعيش أسعد الساعات، لأن مقتضيات السعادة كلها متوافرة، فالتلاحم في الفكر والتوجه والشعور والتقارب بين القلوب والآمال والآلام، كل هذه جوامع تجمع بين نفوسنا وقلوبنا...

أحمد الله عز وجل الذي وفقني لهذا اللقاء الحبيب العزيز وما أحوجنا لمثل هذه اللقاءات، هذه اللقاءات لو كنا نعيشها في تاريخنا والفترات الزمنية السابقة لما تمكنت يد مهما كانت تمتلك من كيد وحيلة وقدرة على التهميش والاضعاف والتفريق لما تمكنت أن تضعف كلمتنا أو تمزق صفوفنا أو تفتت جهودنا، نحن نحمد الله اننا نعيش الآن أفضل مراحلنا وأحسن أوقاتنا، وأن حملة الاصلاح التي قادها سمو أمير البلاد حفظه الله قد بعثت للجميع العزم والثقة بالنفس، والأمل كبير جدا أننا نسير من فضل إلى أفضل ومن حسن إلى أحسن...

أحبتي... ما أحوجنا لتعميق هذا الشعور، شعور الوحدة، شعور تراص الصفوف، واجتماع الكلمة، لكي نفوت الفرصة على كل من يريد لهذه الأمة وهذا الشعب السوء وكل من يكيد لأمة محمد (ص)، ولكي نفتح آفاق نجني من خلالها الخير كل الخير، وأصدق الحديث هو القرآن ولقد قال سبحانه وتعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» (آل عمران:103) وجاء عن الرسول الكريم (ص) قوله: «يد الله مع الجماعة» وما اعظمه من قول فهذا النبي العظيم علية الصلاة والسلام يعلنها صريحة بأن الذي يحظى بالقوة والتأييد والتسنيد هم الجماعة أما الأفراد أو المفترقون وهؤلاء يد الله ليست معهم يد الله مع الجماعة ما أعظم هذه المعية، هذه المعية التي تحدث عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام، ما أعظم يد الله مع الجماعة، فإذا كانت يد الله معنا فنحن أقوى من أن نهزم، وأقوى من أن نذل، وأن هذا المعنى لو تربت عليه امتنا وحكوماتنا وشعوبنا، لما استطاعت دولة الصهاينة وهؤلاء الشذاذ، شذاذ الآفاق، أن يقفوا على قدمهم ساعة واحدة ولكن ساعدهم على تحقيق مآربهم تفرقنا. والآن نحن نعيش مناسبة أليمة جدا جدا تتحرك لها كل جروحنا ألا وهي يوم النكبة، ومناسبة النكبة عندما نكبنا في هذا القطر العزيز وهذه الأرض الإسلامية، نكبنا الصهاينة بالهجوم على فلسطين في مثل هذا اليوم سنة 1948، ولكن بالاعتماد على الله والتآزر والتعاون وصدق النوايا ستندحر «إسرائيل» ويندحر كل من ساند «إسرائيل» وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى، أستميحكم العذر أن كنت قد طلت عليكم ولكن الحديث معكم شيق جدا لأني أحس بالتعانق بين قلبي وقلوبكم ونفسي ونفوسكم والحمدلله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

أسئلة وأجوبة للشيخ الجمري

سؤال: أعلن أخيرا تشكيل لجنة للتنسيق بين الطائفتين أثناء زيارتكم التاريخية لجمعية الإصلاح، ما الأعمال أو الخطوات التي تمت بهذا الشأن حتى الآن؟

جواب الشيخ الجمري: أشعر بأن من النعم الكبرى بأنني وفقت بزيارة الاخوة الأعزاء في جمعية الإصلاح ورأيت فيهم وفي المقدمة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة والإخوة العلماء والأساتذة كل حفاوة وتقدير ما يساعد الإنسان على الاستمرار في هذا الطريق، وجدتهم يحتضنون زائرهم ومن يحب لقاءهم بقلوبهم قبل صدورهم وقبل أيديهم، وأحمد الله عز وجل انني في آخر الخطاب الذي وفقت في إلقائه اقترحت تشكيل هذه اللجنة للتنسيق بين الطائفتين وأنا لا أحب أن أقول كما قال أخي الحبيب هذا الاسم لكن شيئا حصل، الآن نحن في طور التنسيق الاخوة حفظهم الله وضعوا تصورا ومن جانبنا أيضا وضعنا تصورا, والآن إن شاء الله يدرس هذا التصور وذاك التصور حتى يؤخذ الشيء الذي تلتقي عنده الأفكار ثم يفعّل وتتخذ عناصر لهذه اللجنة وتعتمد بين الجميع ثم تتم ممارسة عملها ومهمتها في القريب العاجل إن شاء الله.

وأولى ثمرات هذا التنسيق بعد أسبوعين ستكون هناك إن شاء الله ندوتان بمناسبة المولد النبوي الشريف ليلة الاربعاء وليلة الخميس 13 - 14 ربيع الأول 1422 هـ (الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة مع الشيخ عيسى أحمد قاسم في بني جمرة في الجامع عندنا، وفي جامع الصادق بالقفول الشيخ عبداللطيف المحمود مع السيدعبدالله الغريفي). أنا جدا سررت بعد الزيارة التي تشرفت مع عدد من الاخوة لجمعية الإصلاح وقد تلقيت بعدها رسائل متعددة كثيرة ومن الاخوة السنة كلها تؤيد وتشجيع وتعلن ارتياحها من هذا اللقاء وكذلك سمو أمير البلاد حفظه الله يشكر كثيرا ويؤيد هذه الخطوة المباركة.

المفتاح: الجمري محبوب من قبل الجميع

ثم تحدث الشيخ فريد المفتاح معقبا على كلمة الشيخ الجمري، ومعتبرا اللقاء خطوة عملية لتقليص هوة الخلافات... وأضاف «في الحقيقة نحن كما تفضل الشيخ الجمري سعداء أن نرى هذه اللقاءات وهذه الاجتماعات تحدث في مثل هذه الأيام سواء على هذا المستوى المصغر أو على المستوى الموسع بين الاتجاهات والجماعات بين أفراد الطائفتين (وان كنت لا أحبذ أن استعمل كلمة الطائفة لأننا كما تفضل الشيخ أمة واحدة لا يفرقنا شيء) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الفهم الراقي والعقل الراجح والفكر النير الذي يتميز به المواطن البحريني بأنه يستطيع أن يواكب متغيرات العصر ويستطيع أن يعايش قضايا العصر وهمومه ومشكلاته بنفسية قادرة على التغلب على كل ما يواجه مجتمعنا ويواجه أمتنا بكل كفاءة وقدرة وإيجابية وتحمل...

إن مثل هذه اللقاءات والاجتماعات تثلج الصدر وينبغي أن تشجع وان نعمل من أجل تكريسها والإكثار منها حتى نقلص من هوة الخلاف التي يتوهمها البعض. في واقع الأمر لا يوجد خلاف بيننا ولكن البعض ربما من الطائفتين يتوهم أن هناك خلافا، هذا الخلاف الذي لا حقيقة له وان كان يرجع ربما إلى وجهات نظر، هذه وجهات النظر قد وسعت من هم أفضل منا وقبلنا فلماذا لا تسع الأمة اليوم؟ لماذا لا نرجع إلى أصولنا وقضايانا المشتركة المتعددة التي ينبغي ان تكرس لها الأفكار وتكرس لها العقول والبحوث حتى نستطيع ان نصلح شأننا ومن ثم نتغلب على عدونا...

هذه ظاهرة صحية أن تحدث مثل هذه اللقاءات مع هؤلاء الأحباب مع هذه الوجوه النيرة مع سماحة الشيخ المحبوب من قبل الجميع.

نرجو الله أن يديم علينا مثل هذه المحبة، وان يكون التعاون والتواد والتكامل والمحبة هي التي لابد أن تنتشر بيننا مصداقا لقول الله تبارك وتعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»( المائدة:2). ورسول الله الكريم صلوات الله وسلامه عليه حينما بعث معاذا ومن معه إلى اليمن ماذا قال لهم في العبارة المشهورة؟ «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا وتطاوعوا ولا تختلفوا» إذا نهانا عن ذلك ودعانا إلى الوحدة. ونحن نرى الغرب الذين هم غير مسلمين يتحدون فيما بينهم ويتماسكون وتتكون هناك الكتل من أجل المصالح، وهذا لا يبعد عن الشخصية الإسلامية الرائدة التي تستطيع فعلا أن تصنع التاريخ، تستطيع أن تصنع الأمم وان توحد الصفوف، نحن ينبغي أن نكون أفضل من غيرنا جميعا نحن المسلمين حتى نستطيع ان نتوحد وان نرأب الصدع وان نتغلب على أخطائنا ولاشك في أن هذا سيصب في النهاية في منفعة الجميع وفي مصلحة الوطن وتماسكه وبذلك نكون حضاريين في التعامل حضاريين في السلوك. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وتفرقا من بعده تفرقا معصوما ولا يجعل فينا ولا من بيننا شقيا ولا محروما».

العريبي: تاريخ البحرين لاديعرف الطائفية

وتحدث في اللقاء الباحث علي العريبي، مشيرا الى ان تاريخ البحرين يشهد بوحدة الصفوف بين ابناء المجتمع الو احد، وأضاف «اننا اليوم حين تتكالب علينا قوى الشر بحاجة ماسة لرص صفوفنا لمواجهة الأخطار التي تداهمنا على المستوى الوطني وعلى مستوى الأمة الإسلامية ككل، وحينما نتحدث عن البحرين لنا تاريخ مشرف جدا على مستوى التعاون الإسلامي في هذه الأرض المعطاة، يمكن أن اتحدث عن البحرين قبل 800 سنة حينما كان هناك علماء أجلاء كالشيخ ميثم وأستاذه الفيلسوف علي بن سليمان هؤلاء الذين لم يعرفوا معنى للطائفية وإنما كرسوا جهودهم لصالح الامة الاسلامية والفكري الاسلامي...

أردت ان اكتب عن احدهم وهو الشيخ علي بن سليمان، فذاك لي أستاذ سويسري قائلا: لقد قرأت مجموعة من كتبه فلم أجد فيه دليلا على أنه شيعي... تصوروا عالما يكتب مجموعة من الكتب لا توجد فيها إشارة الى مذهبه أهو شيعي أم سني؟ وتأثر الشيخ علي بن سليمان كثيرا بعلماء الأندلس السنة، وتأثر كثيرا بالإمام فخر الدين الرازي... اقرأوا للشيخ ميثم البحراني وكيف كان يجل فخر الدين الرازي إلى الحد الذي يجعله لا يصرح باسمه، يقول :قال الإمام رحمة الله...

سابقا في صغري حينما اقرأ هذه الكلمات اتصور أنه يقصد أحد أئمة اهل البيت، الإمام علي مثلا، أقول كيف يقول رحمه الله، ولا يقول عليه السلام كعادة الشيعة، ثم عرفت على أنه يعني الإمام فخر الدين الرازي، فتأثر بالفكر السني وتتلمذ على يد الشيخ ميثم مجموعة من علماء السنة فكان هناك تحاور على أساس الفكر الإسلامي لا على اساس الفكر المذهبي, القضايا التي كانوا يطرحونها قضايا عامة لا علاقة لها بالأمور المذهبية إلا نادرا، نادرا ما كانوا يتعرضون إلى هذه المسائل، أقول هنا في البحرين بدأنا مثل هذه التجربة وعشنا مثل هذه الأجواء واليوم بامكاننا حينما تكون الإدارة صادقة أن نردم الهوة التي فصلتنا ولأسباب لا تخفى عنكم، هناك أيد خفية لعبت دورا سلبيا جدا في تمزيق صفوفنا كما يقول الوائلي (وغدت تصنفنا يد مسمومة متسنن هذا وذا متشيع).

الصحابة الأوائل الذين عاشوا مشكلة الخلافة كانوا يتعاونون فيما بينهم، الإمام مع انه يرى أحقيته في الخلافة لكنه عمل إلى جانب الخلفاء من أجل مصلحة الأمة، لا اسلمن ما سلمت أمور المسلمين، فلماذا لا نرفع هذا الشعار؟ الكل مطالب برفع هذا الشعار. والخلافات التي بيننا خلافات فقهيه جزئية إلى أبعد الحدود. ثقوا بأن الخلاف لا يتجاوز ثلاث أو اربع مسائل رئيسية، وباقي الفروع الخلاف بين الامامية وبين بقية المذاهب فالخلاف بين الشافعية والمالكية أو بين الحنفية والشافعية الذي يضخم هذه الخلافات هو عنصر الجهل، الشافعية والحنفية في فترة من الفترات كانوا لا يتزاوجون، كان يكفر بعضهم البعض الآخر وأريقت دماء في هذا الخلاف. فكذلك بالنسبة للشيعة والسنة الجهل هو الذي عمل على تبعيد المسافات بين المذهبين. يمكن أن نأخذ درسا من الاختلافات الدينية في العالم الغربي بين الكاثوليك والبروتستانت كذلك حكموا السيف بينهم وأبيدت قرى عن بكرة أبيها في العصور الوسطى، لكن العالم الغربي حينما انتبه من سباته تبين له أن هذه الأمور لا تحسم بحد السيف.

قضايانا فكرية تعالج بالفكر ولا تفسد للود قضية كما يقول المجنون العاقل أو يقول أحمد شوقي على لسانه، أبيات جميلة مجنون يعشق ليلى فيقبل عليها وكانت مع مجموعة من الفتيات فيتضاحكن حين يرين المجنون فيقول أحمد شوقي على لسانه «ما الذي أضحك الفتيات العامريات إلا أني أنا شيعي وليلى أموية اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، وفوق قول المجنون علينا بأن نأخذ بقول الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بالاعتصام.

ماقاله عيسى بن محمد في عبدالأمير الجمري

بسم الله الرحمن الرحيم، «إن إبراهيم كان أمة قانتا للهِ حنيفا ولم يك من المشركين، شاكرا لأنعمهِ اجتباهُ وهداهُ إلى صراطٍ مستقيم، وآتيناهُ في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين» صدق الله العظيم... (النحل: 122).

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله رسوله وصفيه من خلقه وخليله، وعلى آله وصحابته وتابعيه إلى يوم الدين وبعد...

فقد أثبت ربي في قرآنه العزيز الصفة التي يرضاها لعباده الصالحين فذكر لنا إبراهيم أنه كان أمة وبذلك وجد لنا المثل للعبد الصالح لنقترب منه كلما أخلصنا النية لله وخلصنا أنفسنا من العبودية لغير الله... وألوان العبودية لغير الله كثيرة للمال والجاه والسلطة ونعيم الدنيا الزائل. وحسبي أن أقول إن شيخي عبدالأمير الجمري كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين... ولا أزكي على الله أحدا ولكن هكذا عرفت الرجل في أعز المواقع، عضوا في المجالس التشريعية، وعضوا على منصة القضاء وأسيرا مكبلا بالأصفاد... كله لله شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم... خرج من السجن مرفوع الهامة عالي الرأس لا يضعه إلا لله وتفضل علينا بالقدوم إلى جمعية الإصلاح يسبق تلاميذه ومحبيه هاتفين بالصلاة والسلام على محمد وآل محمد... وترك لنا الشيخ عبدالأمير الجمري رسالة يجب أن تؤدى وهي توثيق عرى الأخوة الوطنية بين السنة والشيعة بل السعي إلى إيجاد المرجعية الفقهية المشتركة بين الطائفتين وهي لعمري رسالة الحاضر والمستقبل من علماء هذه الدولة المخلصين لجعل هذا الحلم حقيقة تجمع المؤمنين في هذه المملكة المنصورة في رؤية اجتهادية واحدة وأسوتنا في ذلك أوائل علماء هذه الأمة فقد تتلمذ مالك بن أنس رضي الله عنه على يد أستاذه الإمام جعفر الصادق (ع) وإنها لرسالة جزاؤها كما قال ربنا سبحانه وتعالى «وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين» صدق الله العظيم (النحل:122)

الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً