العدد 1621 - الإثنين 12 فبراير 2007م الموافق 24 محرم 1428هـ

هروب المواهب

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تمتاز البحرين على رغم صغر حجمها وقلة تعدادها السكاني بالمواهب الفذة في مختلف المجالات وخصوصا الرياضية منها، وانعكس ذلك فيما حققته الرياضة البحرينية على مدار العقود الماضية.

المواهب البحرينية لم تقتصر على الذكور فقط وإنما شملت الإناث أيضا من خلال تألق البطلات البحرينيات في الألعاب الفردية والجماعية.

وجود المواهب راجع في الأساس إلى قوة الإنسان البحريني ورغبته الدائمة في الرقي والتطور وتحقيق الذات، وهي دافعية محركة لبذل الجهد والعطاء والعمل الجاد من أجل الوصول الى الأفضل.

هذه المواهب هي بحاجة إلى الاستثمار والتطوير والصقل من قبل جهات متخصصة في هذا المجال لتتمكن من الوصول إلى المستوى المطلوب أما تركها هكذا من دون أي اهتمام سيؤدي إلى انتهائها واندثارها.

الاستراتيجيات المستقبلية تقوم في الوقت الحاضر على الاستثمار في الإنسان الذي هو محور التنمية وعمودها الفقري، والاستثمار الرياضي هو أحد أوجه التنمية البشرية في أي مجتمع من المجتمعات.

الدول المجاورة لنا والتي تهتم بالمواهب البشرية بدأت العمل على استقطاب هذه المواهب من البحرين من أجل إعدادها الإعداد السليم لتمثيلها في المحافل الدولية.

مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى إنقاذ الكثير من المواهب الشابة من الاندثار والضياع وبالتالي إعطاءها الفرصة الكاملة للبرهنة على إمكاناتها الكامنة. هذا الأمر قد يثير اعتراض البعض على اعتبار أن خروج هذه المواهب وحصولها على جنسيات دول أخرى سيؤدي إلى عدم استفادة البلاد منها، ولكن في الوقت نفسه فإن اندثار هذه المواهب وضياعها هو خسارة أكبر للبلاد.

فالكثير من المواهب العربية كانت عرضة للضياع في بلدانهم ولكنها لما حظيت بالاهتمام في دول متقدمة تحولت إلى نجوم عالمية، وليس أدل على ذلك من اللاعب الفرنسي الشهير زين الدين زيدان الذي يرجع إلى أصول جزائرية وكذلك جل اللاعبين الأفارقة الذين يمثلون المنتخبات الأوروبية.

هذه المواهب لو بقيت في بلدانها لضاعت وتاهت كما تاهت الكثير من المواهب الشبيهة ولكنها لما حصلت على الرعاية والاهتمام تمكنت من بلوغ أعلى المراتب العالمية.

نجم الملاكمة البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد بلغ القمة في تألقه وتوج على عرش الملاكمة في وزنه ولو أنه بقي في بلده اليمن لضاع ولم يعرف عنه أحد شيئا.

مثل هذا الواقع يدفعنا إلى التفكير مليا قبل منع خروج مواهبنا إلى الخارج لأن هذه المواهب وإن لعبت بأسماء بلدان أخرى إلا أنها سترمز أيضا إلى بلدها الأصلي، ووصول مواهبنا إلى المستوى العالمي سيكون محل فخر واعتزاز لنا بدل اندثارها محليا، فكما أننا نستقطب مواهب الدول الأخرى وخصوصا الدول الإفريقية الفقيرة لتمثيل البحرين فمن حق الآخرين استقطاب مواهبنا والاعتناء بها وصقلها لتمثيلهم في المحافل الدولية، وفي جميع الأحوال ستظل هذه الموهبة بحرينية!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1621 - الإثنين 12 فبراير 2007م الموافق 24 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً