العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ

الأسرة تحتاج إلى كل فرد وأنا أنحني أمام قامات مازالت تعطي...

أمين سر أسرة الأدباء والكتاب الشاعر والناقد جعفر حسن:

يتميز شهر مارس/ آذار في البحرين بالفوران الدائم، ذلك أن المطر قد خضب الكائنات بخضرته، وبنت العصافير أعشاشها، واستعدت كل الكائنات لتحقق احتفائها بالمواليد الجديدة، التي تضمخ العالم وقوفا في وجه الموت وإصرارا على الحياة، كذلك ينبثق يوم خصصه العالم احتفاء بالشعر هو أشبه المهرجانات بالربيع، ومن هنا ننطلق لنضرب موعدا للكلام، موعدا نتطلع فيه إلى تلك اللهفة الخفية للتحقق والانبثاق، فكان أن نغمس أرواحنا في الشعر وفتافيت الكلام، لذلك أجرينا هذا الحوار مع أمين سر أسرة الأدباء والكتاب الشاعر والناقد جعفر حسن.

دأبت أسرة الأدباء على إحياء تقليد عمره الآن خمس سنوات أو أكثر لإحياء مناسبة عالمية وهو اليوم العالمي للشعر. كيف ترى هذا التقليد وما الصورة التي تتمنى أن تراها لهذه المهرجانات؟

- هذه الفكرة انبثقت مع تخصيص منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة يوما للاحتفال بالشعر، وقدر الشعر أن يكون إنسانيا بالدرجة الأولى، لذلك رأي الزملاء في أسرة الأدباء والكتاب الاحتفال بهذا اليوم، وكانت هناك مرئيات متعددة تستجلب معها ذلك الأفق الإنساني الذي تحتمه طبيعة الشعر، فهو فن الإنسان الأول، ولا توجد ثقافة خالية منه، ولعل الفلاسفة والباحثون في شئون اللغة يشيرون إلى أن الانبثاق الأول للغة هو انبثاق شعري بامتياز، ذلك أن تلك اللغة كانت مسكونة بالدهشة الأولى التي يعانيها العقل البشري في اصطدامه بالوجود.

ومنذ انطلاقة الاحتفالية السنوية باليوم العالمي للشعر، وأسرة الأدباء و الكتاب تصر على الاحتفاء به من أجل ترسيخه كتقليد في المجتمع البحريني الذي ينضح بطاقات متوهجة من الشعر، وليتواصل هذا الشعر مع محيطه الطبيعي المتمثل في ثقافته التي تنتشر على مدار النخل من الماء إلى الماء، وبالتالي كان هناك بالإضافة إلى حضور الشعراء البحرينيين، مشاركة عربية على مستوى يختار بعناية لتميز التجربة التي ينتجها الشعراء العرب في كل مكان، بالإضافة إلى تلك اللمسات التي تضاف من خلال وجود شعراء من العالم لهم أسماؤهم التي لا يمكن إغفالها، على رغم اختلاف التجربة وربما تباعد اللغة، لكن التجسير يحدث عبر تلك النشاطات المحمومة التي يقوم بها فريق من إدارة الأسرة وأعضائها وأشير إلى تلك الكوكبة الجميلة من أصدقاء الأسرة في شتى المجالات التي كانت ومازالت عونا لنا لمواجهة هذه الصعاب التي تشتد كلما ضاق الوقت، فكانوا فسحة جميلة تلبسنا أياديهم الرائعة إبداعا ودعما، سواء من الفنانين والنحاتين والخطاطين والمسرحيين وغيرهم الكثير، ممن بذلوا وقتهم رخيصا في سبيل أن ترى هذه الاحتفالية النور، ويمكن أن نشير إليهم بالبنان، كما لا ننسى دعم الصحافة المحلية والقطاع الخاص الذي يلتفت مشكورا إلى هذا الجهد، ودعم وزارة الإعلام ممثلة في قطاع الثقافة.

لا يمكن لنا أن نرضى أبدا بما نعمل، تلك هي الطبيعة الجوهرية المكونة بها هذه الأسرة، التي تدفع المبدع دائما إلى تجاوز ذاته.

إن رضانا عن المتحقق مرهون بالوقتية، التي دائما نسعى لقتلها من أجل الامتداد في الزمن، ذلك أن الشعر في ذاته يتحدى الأبد، عابرا إياه في صمت يكاد لا يحس، فبمجرد أن تنتهي الفعالية التي يعد لها قبل أشهر، تظهر تلك النظرات الفاحصة عند الزملاء لتميل بنا نحو الاكتمال الذي لا يطال، وهم يعاودون إشعال الأمل بتطوير تلك الفعالية، ذلك أننا في أسرة الأدباء والكتاب، نعتقد أن الشعراء في البحرين، لم يأخذوا مكانهم الطبيعي الذي يتناسب مع إبداعهم الشعري، فأتمنى أن تكون هذه الفعالية في المستقبل حية في تآخٍ بيننا وبين زملائنا من شعراء العربية في مختلف عواصمهم العربية والعالمية، وإذ نقيم الآن احتفاليتنا منذ مدة، نجد أن بعض الروابط الأدبية في الوطن العربي بدأت تلتفت إلى هذا اليوم وتقيم احتفاليتها كذلك، كما يحتفى به في الأمم المتحدة، ولكننا نرى إمكان أن يقتحم شعراء هذا البلد تلك المساحات المتاحة لتظهر أسماءهم جلية في فضاء العالم.

ولعل الموضوع يميل إلى الاهتمامات الخاصة لمجموعة من البشر، بحيث يكون من الأقرب إلى الصواب القول بكون جمهور الشعر جمهورا نخبويا إلى حد ما، ولكن هذا الحكم ليس مطلقا في ذاته، ولعل تجربتنا في احتفالية يوم عيد الحب، تشير إلى تنوع الجمهور بحكم الموضوع، ولعلنا نستطيع دفع احتفالية يوم الشعر للتخصص بهذا الاتجاه في المستقبل لتلتقي كل مرة مع فئة من المهتمين في اتجاه من اتجاهات الشعر الذي يمتد على طول قامة الإنسانية وتشكلاتها المختلفة.

وهناك كثير من الأفكار التي تتطلب دعما ماديا دائما من الجهات الرسمية والأهلية، ومنها تخصيص الأسرة جائزة سنوية تمنحها لأحد المبدعين في هذا البلد ضمن هذه الاحتفالية، كما أن الأسرة تقوم بتكريم أعضائها في هذا اليوم وهي تطبع لكل مكرم كتابا واحدا في مجاله، وهذا حقيقة لا يشكل إشباعا لطموحنا، ولكنا نبحث مع الجهات المعنية بالنشر في البحرين عن إمكان نشر المزيد من الكتب الأدبية الخاصة بالأعضاء، ولربما كانت تجربة كتاب «كلمات حية في الذاكرة»، ويمكن الآن لو توفر الدعم لنا أن نطلق كتاب «كرز» وهو مجلة الأسرة الفصلية التي عاودت الانطلاق، ولقت استحسانا واسعا من كثير من الأدباء والكتاب على صعيد الوطن العربي.

الشعر له مذاق مختلف عن الكتابة الأخرى، وبوصفك كاتب شعر وكاتب نص وكاتب نقد في آن، فأيهما ترى نفسك أمام الذات وأمام الذوات الأخرى؟ وهل تتمازج عند هذه الأنواع الكتابية؟

- قليل من الأصدقاء هم الذين يشيرون إلى تجربتي الشعرية، وكثير منهم والغالب في البحرين وخارجها يعرفون كتاباتي النقدية، الفرق في الكتابة هو أنك حين تكتب الشعر فإنك تذيب كل الذوات الأخرى في ذاتك التي تظل متوهجة بهم، ذلك أنك تبدع من تلك الأنا العليا التي ينبع منها التصور الجمعي للذات الإنسانية، وبذلك يمكنها التواصل مع كل الذوات الأخرى التي تمر بالتجربة وتلمسها لتثير فيها كنه الباقي الذي يشتعل كالعنقاء ليعود جديدا كل مرة وينام، أن تكتب الشعر هو أن تمتلك الملكوت في حبة رمل، أن تجر الكلام إلى ما بعد الوجود وجودك أنت، تدفعه ليحمل شيئا من شغفك إلى عالم قادم لست فيه.

لذلك نرى بعض الشعراء الذين يدأبون على تسويق أنفسهم، أو هم يسوقون من الغير، يشغلون العالم ماداموا موجودين، وبمجرد رحيلهم تخبو تلك التوهجات المتمثلة في الحضور الكثيف على كل مستويات الحدث أو الإعلام الإذاعي المرئي والمسموع عبر المحطات الفضائية والأرضية، ذلك الوجود الكثيف يتحقق عبر شبكة علاقات واسعة تحقق مصالح مشتركة. لكننا نختبر شعراء لم يسوقوا أنفسهم، ولم يسقهم أحد، ظل إبداعهم متألقا بعد مماتهم، وليس ما وصلنا من تنظيرات الشاعر ذي القصيدة الواحدة إلا من تلك الجوانب التي تشير إلى ما نقصد ذاته، ولعل ما نراه من جودة بعض القصائد تدلل على ممارسة عميقة للشعر، ظلت تلك القصيدة حية في التراث باعتباره شاهدا على ما يستطيعه الشعر.

أن تكتب النقد، هو أن تتخلى عن البراءة، أن تنظر إلى الآخر في ختل شديد، تحاول أن ترى ما لا يرى، ولعل تجربتي في الكتابة تعلمني أن ما خرجت به من فعل المكابدة للنص، عناء جميل يثير في روحي التماعة مجرة كانت بعيدة عن النظر، فجأة ودفعة واحدة تبدو بعد تحديق طويل، الكتابة عن الآخر هو في نهاية المطاف تمرير لما تريد أن تقول كناقد، لا يوجد ناقد لا يتبنى مشروعا شعريا أو روائيا أو سرديا... إلخ. هناك علاقة وثيقة بين النقد ونظرية الجمال، لا يوجد ناقد قادر على التجاوز من دون أن يتسلح بالنظرية الفلسفية للنظر النقدي، و من دون أن يكون مضطلعا على نظرية الجمال عند الفلاسفة، ولعل البحث يشير إلى أن كبار الفلاسفة هم الذين كتبوا في نظرية الجمال، أما العابرون في سبل الفلسفة فلم يتركوا هناك من أثر.

تثيرني دائما تلك التعليقات التي تشير إلى تبعية الناقد للمبدع، وأضن ولعله ضن يقين أن الناقد مبدع في ذاته، وهو بالضرورة مربوط بالنص الإبداعي، ولكنه أيضا بوصلة خفية توسوس للمبدعين لتأخذهم إلى الطرق التي لم تمس بعد، ولعل ما يحرض على الكتابة قصيدة جميلة تتحدى جمود آلتك النقدية التي تتكلس مع الوقت لتحركها، فترى نيرانا تنبثق من مفاصلها وهي تعيد تنظيم مفاهيمها وحشد طاقاتها لهذه المجابهة التي لا يموت فيها أحد، وإنما تبث الحياة في قتلاها الولهين.

في أعماق كل ناقد شاعر نائم، وفي ذات كل شاعر ناقد يستفيق بعد كل وميض مبدع، الفعل النقدي حاضر بامتياز عند الشعراء الكبار، الحساسية الشعرية والأدبية حاضرة بامتياز عند النقاد أيضا، ليست الكتابة النقدية هي فعل كتابة على الكتابة وكفى كما يشار، وإنما فعل الكتابة النقدية يتحدد بإنتاج معرفة بالنص، صحيح أن فعل الكتابة يتجاوز الشفاهة بآلياته، ولكننا نرى بعض النقد المكتوب لا يتجاوز الشفاهة ويظل محبوسا فيها، يشير بعض الأصدقاء إلى كتابتي عن الشعر باعتبارها تفريغ للشحنة الشعرية في لغة النقد، لعلي أحاول أن أشير إلى الجمال بلغة لا يمكن أن تقل عن كونها جميلة، من غير الممكن أن تعبر عن الجمال الفائق بلغة ركيكة ميتة كلغة الأرقام.

العمل التطوعي في البحرين كان ولايزال يمر بتعثر، وفي أسرة الأدباء نرى القليل ممن يعمل ويخدم في المقر والنشاط والمشاركات الإدارية، فهل لك رأي في هذا؟

- لعلنا يجب أن نحتفي بتلك القلة التي تعمل متناسية ما يمكن أن تحصل عليه لذاتها في مقابل ما يمكن أن تنجزه للمجموع، تلك فئة نذرت نفسها للعطاء، وأنا أنحني أمام قامات مازالت تعطي لهذه الأسرة من أجل أن تكون، وتهدف في نهاية المطاف إلى خدمة الجسم الأدبي الذي يتمثل في كل أعضائها، كم صادفت تلك اللحظات الإنسانية التي يترفع فيها الأعضاء عن ذواتهم من أجل آخرين، وكم لمست من البعض مع احترامي لوجهات نظرهم ترصدهم للحظات مثل الجمعية العمومية لكي يرموا أولئك الذين أشعلوا أصابعهم شمعا للمجموع بحجارة مزيفة من النقد، مع غيابهم المتعمد عن كل النشاطات والمهمات المتفرعة عن اللجان المختلفة للأسرة، وهم بغيابهم يعطلون أدوارهم المفترضة، هؤلاء حاضرون دوما للرجم، ويتناسون الخطايا التي يرتكبونها، ويحبون جلد الآخر بسياط من الكلمات الفارغة.

أشير هنا إلى تلك القلة التي حملت على كفها جمر العطاء، أولئك النفر الذين يعلون في روحي قامات وقامات، يجسدون فعل الذين سبقوهم في هذا الدرب، أشير هنا إلى كل الذين ساهموا لتكون أسرة الأدباء والكتاب على ما هي عليه اليوم، لست بحاجة لأن أذكر أحمد المناعي، أو علوي الهاشمي أو إبراهيم غلوم، أو كل الذين كرمتهم هذه المؤسسة باعتبارهم مؤسسين لها، أو رؤساء إدارتها، أعطوها من كدحهم ووقت أطفالهم ما لا يمكن تصوره من تضحيات، لست بحاجة إلى أن أذكر الذين فاجأهم الموت وهم على عهدهم بها، وفاء لهذه المؤسسة، وهي تحملهم في داخلها وترفع ذكراهم نبراسا لها، لأن هذه المؤسسة ليست ملكا خاصا لأشخاص، بل نعتقد جادين أنها مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني التي تؤول ملكيتها إلى عموم شعب البحرين، وتساهم في تشكيل تاريخه، وهي في نهاية المطاف إنجاز خاص نفخر به.

هنا وفي هذا المقام، أدعو زملائي وزميلاتي في أسرة الأدباء والكتاب لتفعيل أدوارهم التي تتوافق مع عطائهم، باعتبارهم نخبة مضيئة في أفق هذا الوطن، هنا يمتحن الناس، نحن نحتاج في هذه الأسرة إلى كل فرد من أفرادها، بل نعتقد جازمين، كما اعتقد الجيل الذي سبقنا، أننا إذا لم نسلم الراية إلى الجيل المقبل من المبدعين، فإننا لن نحافظ على استمرارية الأجيال الأدبية وتعاقبها، نحن لن نستمر من دون هذا الدعم الذي يقدمه أولئك المبدعين عبر عطائهم المستمر الذي يستعر في أفق الكون. نعم يمكن أن أتكلم عن تجربتي في الأسرة باعتبارها محنة، تتركني متوهجا بين الخاص والعام، مازلت أعبر عن نفسي باعتباري عضوا لهذه الأسرة التي منحتني الكثير، وكم من أيدٍ بيضاء مدت لي من خلالها، لا أستطيع هنا بوحا، ولكن أهل الكلام يعرفون إلى أين يمضي.

بوصفك أحد المهتمين بنقد الشعر ومتابعة التجارب الشعرية البحرينية، أين يمكن لنا أن نضع التجارب الشعرية البحرينية الشابة، وماذا تريد أن تقول لها إبداعا ونقدا؟

- فعل النقد لا يتوقف على نوع أدبي أبدا، لعله يتجاوز ذلك إلى معظم إن لم نقل كل مجالات الحياة، إن بناء جسر يربط بين برين هو نقد للطبيعة وتقويم لما لم تنجزه، وإيجاد لما ينقصها من خلال الوعي المتسلح بالعلم، وفي مدونتي كتاب عن بنية السرد في البحرين، ينتظر قناعتي الشخصية فيه ليخرج للوجود، تجربتنا الشعرية في البحرين غنية بطبيعتها، متعددة الأصوات، وهذا سر غناها، فهناك شعراء العمود، وشعراء التفعيلة، وشعراء قصيدة النثر، ونجد كثيرا من الشعراء مارسوا الكتابة في أكثر من شكل، وقد أسسوا مع شعراء العربية مسارا يمكن أن ندركه في بعض المدارس التي يمكن تصنيفها بسهولة عبر رؤاها الخاصة المتميزة.

في النقد لا يمكن أن نصنف الشعراء على أساس عمري أو تحقيبي، ولكن الإبداع هو الذي يقدمهم، هناك جيل من الشعراء الشباب، وبعضهم وللأسف خارج أسرة الأدباء والكتاب لأسباب متعددة، وهو ما يمكن أن يعزلهم عن تيار الوعي الأدبي، وبالتالي تراوح تجاربهم مكانها ولا تأخذ منحا تطوريا يمكن مشاهدته، الشعر بطبيعته يعطي مساحة واسعة لممارسته بصورة فردية، وأدعو من هذا المنبر كل الشعر والأدباء بمختلفة اهتماماتهم إلى الالتحاق بلقاء الأربعاء للشباب في أسرة الأدباء والكتاب، فالتواصل مع التجارب الحية للأدباء والكتاب جديرة بالنظر، وكنت أحد الذين احتضنتهم الأسرة مع بدايات التجربة، وبودي أن أشير إلى ذلك التطور الكبير الذي لمسته في الكثيرين من الكتاب الجدد اللذين دأبوا على الحضور في أسرة الأدباء و الكتاب، وذلك التطور ناتج، كما أرى، من التفاعل مع أعضاء الأسرة من الشعراء والكتاب، وتوصيل التجربة إليهم.

ومن اهتمامات أسرة الأدباء و الكتاب العناية بالمواهب الجديدة واحتضانها، فإن تكن هناك مؤسسات تحتضن البعض بحكم العلاقة التعليمية أو ما شابه، إلا أن تلك العلاقة سرعان ما تنفصم عراها بعد التخرج، ولكن المكان الطبيعي لتلك المواهب هو أسرة الأدباء والكتاب.

العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً