تشكّل لوحة «هو» للفنان القطري يوسف أحمد قصة حب صوفية، ويتجلى الحسّ الجمالي في لوحة «هو»، التي يبلغ قياسها 180 × 180 سم واستخدم فيها عجينة الورق الخام، بتقنية عالية من الدقة حتى يكاد المشاهد أن يجزم أنها صورة ملتقطة بعدسة الكاميرا وليست لوحة بريشة رسّام لما تتضمن من تفاصيل إبداعية غاية في الجمال والتماهي.

لوحة «هو» عبارة عن تجربة ونهج فني جديد يثير التأمل الباطني في عالم الأسرار، إضافة إلى تميّزها بالأناقة التي تصل إلى مصاف التصوّف اللوني وانسيابيته داخل السطح التصويري بحيث ينتاب الناظر إليها إحساسٌ مفعمٌ بالموسيقى الناعمة التي تأخذنا إلى مناطق الحلم الجميل.

واللوحة مليئة بالدلالات والمعاني بدءا بالعنوان الذي يشغل موقعا فاعلا داخل فضاء اللوحة ويمنح الناظر إليها فيضا من الاستنتاجات وفرصة التأمل في ماهية الـ «هو» التي ربما تكون بيانا على عظمة الخالق عزّ وجل في أسمائه الحسنى. فهو الرحمن الرحيم والخالق العظيم (الله لا إله إلا ’هو‘) - ( قل ’هو‘ الله أحد...)، إضافة إلى الكثير من الصور الأخرى التي يستنتجها المتأمل سلبا أم إيجابا مما يعطي اللوحة بعدا لا متناهيا من الخيال.

ومن خلال هذه التحفة الفنية يقدّم يوسف أحمد نسقا متميزا سلك فيه منحا آخرا وهو اختزال الأشكال والحروف إلى دلالات ذات مقاصد معيّنة. ويعتبر هذا نوعا من الفن الصوفي حيث أصبح الحرف أداة تعبّر عن جمالية التأمل وتشكّل إيضاحا للعلاقة ما بين الذات، أي الفنان، والموضوع، أي العمل الفني.

حكاية حب لا تنتهي تربط الفنان يوسف أحمد بالحرف العربي تنمّ عن روحه العاشقة لكل ما هو جميل في هذا الكون المحيط.