العدد 1682 - السبت 14 أبريل 2007م الموافق 26 ربيع الاول 1428هـ

الحلبة... الدرس... وأمل الرياضيين

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

لكل حادث حديث... واليوم يفرض علينا الحدث العالمي «سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 2007» أن نخرج بحديثنا من المستطيل الكروي الأخضر مؤقتا وننتقل إلى حديث حلبة الفورمولا.

وكلما يحين موعد سباق جائزة البحرين الكبرى سنويا أسترجع ذكريات مشروع إنشاء الحلبة الحلم في قلب صحراء البحرين، إذ سنحت لي الفرصة مع مجموعة من الزملاء الصحافيين مشاهدة الخيوط الأولى للحلم الكبير وخطوات إنشاء المشروع التي بدأت العام 2000.

أتذكر يوم وضع حجر الأساس عندما جلسنا في خيمة وسط صحراء قاحلة يحيطها الجبال ولا ترى فيها لا بشرا ولا شجرا، ويومها سأل أحد الأشخاص الحاضرين مسئولا... هل يمكننا التصديق بأن هذه الصحراء ستتحول بعد عامين فقط إلى حلبة دولية للفورمولا؟ وحينها أتذكر أن المسئول نفسه لم يعطِِ إجابة مكتفيا بابتسامة وأمسك العصا من الوسط!

ودارت الأيام وبين كل فترة وأخرى كان مسئولو الحلبة يتفقدونها، ويومها كانت المؤسسة العامة للشباب والرياضة تتولى المهمة، يعدون جولات للإعلام المحلي والخليجي للوقوف على سير العمل في الحلبة، وحينها كان يمتزج التفاؤل باكتمال المشروع الحلم بالقلق من بعض العقبات من تأخر الاكتمال في الموعد المحدد قبل 6 أشهر من تنظيم أولى سباقات البحرين 4/4/2004.

وأتذكر أيضا موقفا حدث بعد انتهاء سباق البحرين الأول عندما التقيت مع الزميلين محمد لوري وماجد سلطان برئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة «أحد صناع المشروع الحلم»، وبدأ باكيا أمامنا قبل أن يبادر بالإجابة على سؤالنا عن رأيه في أول السباقات على أرض حلبة البحرين.

مواقف وذكريات كثيرة، لكن الأهم يبقى في الخلاصة بأن مشروع الحلبة كان درسا ومثالا لقوة الإرادة والقرار في تنفيذ المشروعات والأحلام إلى حقيقة، وخصوصا عندما تكون هذه الإرادة نابعة من السلطات العليا في المملكة.

ولعل كثيرا من الرياضيين في البحرين ينظرون إلى المشروع الحلبة بفخر واعتزاز، ولكنهم في الوقت نفسه ينظرون بحسرة إلى واقعنا الرياضي الصعب الذي يعاني من نواقص كثيرة في غياب البنية التحتية الرياضية وزيادة الدعم للرياضة وبناء المنشآت الحديثة والأندية النموذجية... فكيف نتوقع أن تحصل حلبة البحرين على رغم حداثتها على جوائز الاستحقاق وأفضل حلبة في العالم، في الوقت الذي تفتقر فيه مملكتنا إلى استادات وصالات رياضية تؤهلها حتى لتنظيم بطولات إقليمية!

إن مشروع حلبة البحرين نموذج ومكسب حضاري واقتصادي وسياحي للبحرين، وبالتالي نأمل أن يتحول إلى درس وانطلاقة لنهضة رياضية ننتظرها منذ سنوات طويلة حتى نحقق المعادلة ما بين إقامتنا منشآت وتنظيم رياضات عالمية حديثة علينا وما بين الاهتمام برياضات أساسية ارتبطت بنا منذ زمن طويل.

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 1682 - السبت 14 أبريل 2007م الموافق 26 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً