العدد 1696 - السبت 28 أبريل 2007م الموافق 10 ربيع الثاني 1428هـ

النعيمي وماب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الإنسان المبدئي عملة نادرة في هذا الزمان الذي يختلط فيه الحابل بالنابل... وقلة هم الذين يلتزمون بمبادئهم كما هو الحال مع مواقفهم التي يسجلها التاريخ.

وفي البحرين هناك الرمز الوطني عبدالرحمن النعيمي الذي يعتبر إحدى الشخصيات المؤثرة في الشارع البحريني التي لا يمكن تجاهلها بحكم ثقل هذا الرمز وتأثيره لاسيما على التيار التقدمي والوطني الديمقراطي.

لقد خاض النعيمي غمار النضال على امتداد الساحة البحرينية والخليجية حتى جبال ظفار العمانية... فالنعيمي اسم يعرفه جيدا أبناء الخليج وصولا إلى الدول العربية الأخرى التي احتضنته في منفاه وعرفت مساهماته القوية إزاء القضايا العربية الكثيرة.

إن أصحاب النهج القومي الديمقراطي، مثل النعيمي، لم يثنهم شيء ولم تؤثر بهم الإغراءات، اذ استمروا في طريق الكفاح الشاق حتى بعد مرحلة الانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد منذ ست سنوات، فكان هو الأب الروحي للبحرينيين التواقين لمستقبل سياسي تقدمي وحال اجتماعي مشرق.

لقد نكر النعيمي ذاته وفضل تكريس حياته بالكامل من أجل تحقيق أهداف الوطن المشروعة وخدمة مصالح شعبه من دون استثناءات فكان صريحا وجريئا، قويا وصامدا في مواقفه، على رغم كل المحاولات لثنيه وإقصاء الوطنيين من أمثاله في انتخابات البحرين للعام 2006 التي اعتصر لها الألم في قلوب البحرينيين في فجر يوم كئيب من أيام نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. النعيمي يغيب عن الساحة بسبب حاله الصحية ولكن نهجه وآثاره معنا ولن ينساها شعب البحرين.

هذا في الخليج، أما في الطرف الآخر من شمال الكرة الأرضية، يوجد إنسان آخر تأثر بما تأثر به أهل البحرين وهو أيضا اسم يستحق ان يكون في الذاكرة البحرينية... انه البريطاني «بيرت ماب» الذي عاش في البحرين في مطلع الخمسينات، وساند المطالب العادلة لشعب البحرين حتى وفاته في نهاية التسعينات... تجمعنا به قضايا العدالة والإنسان العاشق لتراب دلمون.

لقد كان ماب يدافع عن البحرينيين منذ مطلع الخمسينات، إذ كان يعمل محررا صحافيا في «بحرين آيلاندر» وهي الدورية التي كانت تصدرها شركة نفط البحرين (بابكو) بنسختها الانجليزية أما النسخة العربية فكانت تعرف بـ«النجمة الأسبوعية». ماب تصدى لظلم وزيف السياسة الاستعمارية ومن ثم تحول منبرا لفضح وتعرية سياسة القمع والاضطهاد في حقب البحرين السابقة. بعد عودة ماب إلى وطنه بريطانيا قطع على نفسه عهدا بمواصلة الدفاع عن قضايا شعب البحرين فشاركهم همومهم إبان حقبة التسعينات المطلبية فخصص جل وقته مناصرا للحركة الوطنية، إذ كان مطلعا على أوضاع بلادنا في ظل أحكام أمن الدولة آنذاك. هذه الشخصية البريطانية التي أحبت البحرين كإنسان غيور قام بتأليف كتاب حمل اسم «Leave Well Alone» عن البحرين في منتصف التسعينات.

أوصى قبل وفاته في العام 1998 بصرف جزء رمزي من تركته لمساندة قضية المطالب الديمقراطية في البحرين. ان مايجمع ماب (البريطاني) و النعيمي (البحريني) عشقهما للعدالة وسعيهما - كل بحسب موقعه - لخدمة مطالب الشعب.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1696 - السبت 28 أبريل 2007م الموافق 10 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً