أي مقترح يوضع على طاولة التنفيذ يجب أن يكون قد أخذ المساحة الوافية والكافية من الدراسة العلمية والعملية وأن يصل إلى حد القناعة التي لا ترد بأي مبررات أخرى بأنه الأفضل والأنجح.

ولابد أن تكون آليات التنفيذ عملية وواقعية بعيدة من الوهم والخيال والحسابات الخاطئة؛ لان في الأخير نريد أن نصل إلى نقطة التطوير المطلوبة عن طريق هذا المقترح.

من الجميل جدا أن تقوم الشركة الراعية لمسابقات اتحاد الكرة «ميتاف» أن تقدم أفكارها ومقترحاتها من اجل التطوير ما يعني أن الشركة ليس فقط الربح هو الذي يهمها بل لديها الاجندة الواضحة على طريق التطوير العام من أجل اشراقة للمسقبل الكروي.

ولكن قد نختلف تماما مع هذه الافكار والمقترحات التي وضعتها الشركة لتطوير الدوري في الدرجتين الاولى والثانية لأنها لم تحمل الجديد وعبر الدراسة العلمية والعملية ولم تكن هناك مبررات واضحة للمقترح.

وما قرأناه ليس إلا كلمات ورأي يستطيع أي فرد أن يضعه من دون أن تكون الدراسة كاملة الحلقة.

المقترح الذي تقدمت به «ميتاف» إلى اتحاد الكرة يهدف إلى تقليص عدد اندية الدرجة الاولى وزيادة عدد اندية الدرجة الثانية مع حلول موسم 2011/2012 ووضع برنامج التقليص والزيادة بدءا من موسم 2008/2009، ولكن لم يذكر المقترح السبب وراء تقليص العدد للدرجة الاولى والزيادة في الثانية، وهل في هذا المقترح التطوير الفعلي للدوري في الدرجتين عبر المعطيات السابقة وبالتالي يكون هو الافضل وسيقدم خدمة جليلة للكرة البحرينية!

نحن نعرف في علم الكرة والتدريب ان اللاعب يحتاج إلى المباريات الرسمية الكثيرة التي ترفع من قدراته الفنية والمهارية وتضعه على المحك والاختيار والعكس يقول إن المباريات القليلة لا تسمح للاعب برفع قدراته من جميع النواحي، وبالتالي نحن نستغرب ونعجب لمقترح يقلص عدد أندية الدرجة الاولى التي يقوم عليها تطوير الكرة البحرينية التي يسلط عليها الضوء دائما، وبالتالي نفتقر إلى عنصر المنافسة من جانب وعنصر رفع القدرات الفنية والمهارية والتكتيكية من جانب آخر.

زيادة عدد أندية الدرجة الثانية لن يجعل هذه الدرجة تحوز على التغطية الاعلامية مهما وصل العدد إلى اكبر من ذلك فستظل هذه الدرجة في الظل كما يقولون، وستبقى الدرجة الاولى درجة الأضواء وهذا الامر واقعي ومعاش، وستظل الاندية فيها تصارع من أجل الصعود كإنجاز فريد لم تحقق الصعود والعكس في فرق الدرجة الاولى للهبوط.

نحن نسعى إلى أن يكون التوازن الواقعي موجودا بين الدرجتين، أي بمعنى آخر أن يكون عدد اندية الدرجة الاولى (12 ناديا) والثانية يعادلها بالرقم أو يقترب منها باثنين على أقل تقدير، لا أن يكون الفارق 3 فما فوق لصالح الدرجة الثانية. في الوقت الذي ننادي بضرورة الأخذ في الاعتبار بدورة التعارف التي ينظمها نادي باربار على مدى الـ 25 عاما من عمر البطولة، ومنها نادينا ولا نزال ننادي برفع البطل فيها والوصيف إلى الدرجة الثانية ليصبح العدد (8 أندية) بدلا من 6 ونبقي عدد اندية الدرجة الاولى على ماهو موجود حاليا.

لو قفزنا قليلا إلى البطولات الاوروبية للدوري فسنلاحظ ان الدرجة الاولى والممتازة (سمها ماشئت) تضم 20 فريقا من أجل أن يصل اللاعب إلى المستوى الفني المتميز، وبالتالي سينعكس ذلك على اداء المنتخب الوطني.

فاللاعب الذي يمثل المنتخب الوطني في الاستحقاقات الخارجية وهو الذي قد لعب في الدوري مباريات قليلة لن يستطيع ان يفيد المنتخب وينعكس ذلك على نتائجه بالسلب. المصلحة العامة تنادي بالدراسة العلمية أولا وهذا ما افتقده مقترح شركة «ميتاف» لأنه لم يذكر ما الأسباب العلمية والمبررات في تقليص عدد أندية الاولى والزيادة في الثانية لنكون امام الصورة الواضحة وبالتالي افتقد المقترح عنصر الفاعلية.

ايضا نحن نسأل عن الآلية التي كان عليها المقترح ليكون عدد اندية الدرجة الاولى (8) والثانية (11) ليكون هو الوضع الطبيعي والتصنيف السليم لكرة القدم في البحرين، وهذا لم يذكره المقترح ايضا ففقد فاعليته لانها مجرد كلمات تقال من دون ان نرى واقعا ملموسا على أرض الواقع.

نحن جميعا نسعى إلى افكار ومقترحات تنقذ الدوري في الدرجتين وتستعيد الجماهير وتعيدها إلى مكانها الطبيعي، ونحن نسأل أيضا ما المؤسسات التي استعانت بها «ميتاف» لوضع برنامج تقليص عدد الاندية وعلى أي عوامل ارتكزت ومن ثم سنت هذا المقترح.

عموما، نحن نشكر شركة «ميتاف» على اجتهاداتها في سبيل تطوير الدوري، وكان عليها اشراك الكثير من جهة في صوغ أي مقترح تريد أن تضعه للتطوير حتى تصل إلى الصيغة السليمة عبر الدراسة العلمية والعملية، نأمل من الجميع التكاتف والتعاون معا على طريق التطوير.