العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ

آثار سلبية على البيئة البحرية وقطاع الصيد

على رغم فوائد الجسر الاقتصادية والاجتماعية والتنموية

عندما دار الحديث عن اقتراح المجلس البلدي بالمحافظة الوسطى بناء عشرة آلاف وحدة سكنية بمساحة 5,6 كيلومترات مربعة على فشت العظم عقدت أربع جمعيات معنية بالبيئة البحرية في البحرين اجتماعا تمخض عنه تشكيل تكتل بيئي للدفاع عن فشت العظم والعمل على اعتباره محمية طبيعية ولكن ما زاد الأمر تعقيدا هو اختيار الفشت لكي يكون أحد المسارات المفترضة لمرور جسر البحرين وقطر من خلالها؛ ما دعا الخبراء البيئيين إلى المطالبة بمرور الجسر على الحدود الجنوبية للفشت وليس بداخله وأن تكون هناك جسور معلقة كافية بحيث تشكل 75 في المئة من الجسر وليس كما اقترحت الهيئة المعنية أن تتشكل الجسور المعلقة من 56 في المئة من كامل الجسر بسبب ازدياد الكلفة مع زيادة طول تلك الجسور وذلك بهدف التقليل قدر الإمكان من الآثار السلبية على بيئة الفشت جرّاء إقامة الجسر.

وعلى رغم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الكثيرة للجسر إلا أن الخبراء يؤكدون تأثيره السلبي على الموارد السمكية وقطاع الصيد في البحرين إذ يؤكّد تقرير الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية المقدم لمجلس الشورى خلال مناقشته المرسوم بقانون بالتصديق على الاتفاق بين حكومة البحرين وحكومة دولة قطر بشأن إنشاء الجسر أن قطاع الصيد التقليدي سيواجه عددا من التحديات والضغوطات جرّاء إنشاء الجسر من بينها فقدان مناطق الصيد الرئيسية والإخلال بالتوازن البيئي جرّاء عمليات الردم وارتفاع نسبة التعكر بالإضافة إلى فقدان معدات الصيد الثابتة كالحظور والزرابيج وانخفاض كميات الصيد وهجرة الأسماك وتأثر المراعي الطبيعية وخصوصا بيئة الحشائش وتعرض الشعاب المرجانية المتبقية حاليا والتي بدأت بالتعافي بعد الارتفاع الحراري بعد عامي 1996 و1998.

وقال التقرير: «إن انخفاض الصيد أو التوقف عنه سيضر سلبا على كميات الأسماك المتدفقة في الأسواق المحلية وبالتالي لا بدّ من تغطية النقص بمزيد من الواردات السمكية كما أن تجارة التصدير وخصوصا الكباكب والروبيان ستتأثر وعليه سيكون هناك احتقان في هذا القطاع خصوصا عندما يتوقف الصيّادون عن الصيد وبالتالي انخفاض الدخل الشهري والآثار الاجتماعية المتوقعة جرّاء العوز الاقتصادي».

وفيما يركز تقرير الهيئة العامة على الآثار الاقتصادية يؤكد ممثل التكتل البيئي لفشت العظم غازي المرباطي في مقابلة سابقة لـ «الوسط» أن مشروع جسر المحبة الذي يربط مملكة البحرين بدولة قطر ستكون له تداعيات مستقبلية على فشت العظم، إذ إن جسر المحبة سيكون ممتدا من الأطراف الجنوبية الغربية للفشت مرورا بجزيرة مجيليد.

ويشير إلى أن الجسر سيمر بعدة مناطق وبحيرات؛ الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة نسبة الضرر.

ويذكر المرباطي أن الجسر سيؤثر على فشت العظم بصورة مباشرة في المستقبل، وخصوصا أن التأثير سيتركز على الأحياء البحرية التي يزخر بها الفشت كالروبيان، بالإضافة إلى تأثيره على بقر الصيد وبعض الأحياء البحرية التي تتخذ فشت العظم ممرا لها، مشيرا إلى أن عملية الردم التي يتعرض لها الفشت تزيد من مخاوف موت هذه الأحياء البحرية.

ويقول: «إن إنشاء الجسر يمكن أن يؤدي إلى زيادة نسبة الملوحة، التي ستؤدي بدورها إلى موت المرجان، الذي سبق وأن أكد علماء الخليج العربي بأن المنطقة ليست خالية من هذه النوع من الكائنات.

ويطالب المرباطي بتوضيح خط سير الجسر بصورة دقيقة حتى تتم معرفة التداعيات المستقبلية، ومعرفة ما إذا كان من الممكن تلافيها، مناديا بضرورة تزويد الجهات المسئولة عن البيئة بدراسات بشأن هذا الجسر، وخصوصا أنه سيؤثر على البيئة البحرية.

يذكر أن فشت العظم هو ثاني أكبر فشت في البحرين يقع شرقي جزيرة المنامة. ويغطي المرجان 15 في المئة من مساحته ويعتبره صيادو الأسماك في البحرين المصدر الأهم للثروة السمكية وتشير الدراسات الى أن نحو 30 نوعا من المرجان يوجد في مياه البحرين وأن الفشوت تحوي أنواعا حيوانية أخرى كثيرة منها 55 نوعا من الأسماك التي تعتمد على الفشوت في غذائها أو مأواها أو تكاثرها ولاتقوم حياتها من دون الشعاب المرجانية.

كما يعتقد أن وجود فشت العظم له الفضل في دعم البيئات الساحلية على الساحل الشرقي للبحرين وكذلك بيئات الحشائش البحرية التي تكثر فيها حيوانات عرائس البحر إلى الجنوب من الفشت. كذلك بينت الدراسات الأخيرة أن فشت العظم يتعرض لضغوط وإجهادات بيئية صعبة بسبب الآثار المترتبة عن عمليات الحفر والردم والتجريف وشفط الرمال وغيرها من الأنشطة البشرية مما يزيد من فرصة انهياره في حال تعرضه لكوارث طبيعية أوبشرية جديدة.

ويعتبر هذا الفشت من أهم الموائل البحرية ويمتد من جنوب شرق جزيرة سترة حتى عسكر وجو جنوبا إذ يبلغ طوله 14 ميلا وعرضه 5 أميال مكونا ثاني أكبر الفشوت البحرينية بعد فشت الجارم ولا يتعدى مستوى الماء فوق معظم سطحه أثناء الجزر نصف متر. ويحتوي على الكثير من أنواع المرجان والحشائش البحرية ومراعي الأسماك. كما يتميز فشت العظم بأن التيار المائي للخليج يمر به مما يجعله مكانا مفضلا تلجأ إليه يرقات الأسماك للنمو وتمر من خلاله إلى المناطق الشرقية من البحرين، كما أنه يعتبر ممرا رئيسيا في خط سير الربيان. وينتج الفشت ما مجموعه 6 ملايين كيلوجرام سنويا ويعتاش منه 1474 صيادا بحرينيا يعيلون 12 ألف فرد من أسرهم.

الدراسات أثبتت أن الجسر يمر بأقل المسارات تأثيرا على البيئة البحرية

الدوحة - الشرق القطرية

أكد مدير إدارة الشئون الفنية بالمجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية في دولة قطر إبراهيم الحمر أن مشروع الجسر الذي يربط بين قطر والبحرين قد تم فيه اخذ كل الاحتياطات والاشتراطات البيئية منذ البدايات الأولى لتصميم المشروع، فضلا عن اجراء دراسات مكثفة ومعمقة لمعرفة الآثار البيئية على الحياة البرية والبحرية وكيفية تقليل المخاطر المحتملة على الشعب المرجانية والاحياء البحرية، وعدم عرقلة حركة السفن وعدم حدوث تسربات للبحر في مراحل الردم، وتقليل عمليات الضوضاء وتلوث الهواء والشواطئ. مشيرا الى أن المشروع سينفذ بأعلى المواصفات العالمية التي تحافظ على البيئة البحرية والبرية.

وقال الحمر لـ «الشرق» إنه تم اختيار مسار لإقامة الجسر من بين سبعة مسارات هو أقل المسارات تأثيرا على البيئة البحرية وان المجلس الأعلى للبيئة تدخل منذ المراحل الأولى للمشروع وتم تعيين استشاري بيئي الى جانب الاستشاري الهندسي وذلك لوضع الخطط المقترحة للمشروع، وكانت هناك مسارات كثيرة تم اختيار افضلها واقلها تأثيرا على البيئة واقلها تأثيرا في مرحلة الإنشاء من حيث الازعاجات التى ستقع على البيئة، وتفادي تلك الاضرار وتقليل حجمها، وتم رفع الدراسة الخاصة بذلك المسار الى قادة البلدين وتمت الموافقة عليه.

واوضح ان المجلس الأعلى للبيئة يحرص في كل المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها الدولة أو القطاع الخاص على اجراء دراسات تقييم الاثر البيئي على تلك المشروعات ومعرفة مدى تأثيراتها على البيئة والموارد الطبيعية، وان للمجلس دورا بارزا منذ صدور القانون رقم 30 للعام 2000 حيث تعد آلية تقييم الاثر البيئي للمشروعات التنموية التي وضعها المجلس من أهم الوسائل لتقليل وتخفيف الآثار السلبية لمشروعات على البيئة وصحة الإنسان.

العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً