العدد 1733 - الإثنين 04 يونيو 2007م الموافق 18 جمادى الأولى 1428هـ

عذاري الجديدة

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

إن كنت مارا بعذاري في هذه الأيام، لاشك أنه ستستوقفك هيئة الألعاب التي تلوح لك من خلف وأعلى السور... تشاهدها وتترقب متى سيسمح لك باللعب فيها، بل متى سيتوهج الشارع مرة أخرى بأنوار عذاري التي خمدت منذ مدة طويلة، وطال كل معلم جميل اشتهرت به حتى الأصل (العين والنخيل) الخراب والإهمال.

تنظر إلى تلك الألعاب فترتسم في مخيلتك صورة لـ «ديزني لاند» بحرينية أو حتى مدينة ترفيهية كتلك التي تنعم بها الكويت الشقيقة أو دبي التي طالما قورنت البحرين بها (مقارنة جوفاء) من ناحية العمران والاقتصاد والعمالة، لكن ما من أحد تجرأ على مقارنتهما من الناحية الترفيهية... هل يا ترى سنحظى بمكان «طلق» ننعم فيه ببعض الترفيه بدلا من الأماكن المغلقة المحدودة أصلا في عددها ونوعية روادها؟ إذ يتعذر على «ذوي الدخل المحدود» وغالبية «ذوي الدخل المتوسط» ارتيادها لأسعارها المرتفعة، فما بالكم إن كان لدى المواطن الواحد طفلان أو أكثر؟!

النقطة تلك تفتح على تمن ووجل طال قلوب المواطنين وخصوصا الفقراء منهم وهم كثر، هل سيتمكنون من ارتياد عذاري الجديدة، والترفيه عن عيالهم الذين سئموا رقع البحر المتناثرة هنا وهناك؟ كم سيكون سعر اللعبة الواحدة؟ وهل ستكون هناك رسوم للدخول فقط، بينما عليك الدفع لكل لعبة وبسعر مختلف؟ أم أنهم سيدفعون عند الدخول فقط، بينما بإمكانهم اللعب كيفما شاءوا وإلى أي وقت بلا دفع آخر، كما في الكويت؟

ثم أن هناك نقطة أخرى شغلت بال المواطنين بشكل أكبر من سابقتها، وخصوصا هذه الأيام التي شهدت انقطاعات كثيرة في الكهرباء... هل ستكون وزارة الكهرباء على أتم الاستعداد لتزويد عذاري الجديدة بالكهرباء اللازمة لكل مستلزمات المتنزه الموعود، وخصوصا الألعاب؟!... سؤال لا يمكن تجاهله، كما لا يمكننا انتظار تبرير الوزارة إذا ظل أطفالنا معلقين في الجو برقصها على لحن الأسطوانة المشروخة «المواطنون يضاعفون من أحمال الكهرباء وعليهم تحمل النتائج»؟!، ويا عالم فربما تخترع لنا دليلا آخر على حسن نيتها بأنها تهدف إلى زيارة الأطفال للكواكب والنجوم!

نرجو أن يكون القائمين على المشروع قد وضعوا في حسابهم كل ما سلف، لاسيما موضوع الكهرباء، فإنه عوضا عن كون عذاري مشروع الترفيه المرتقب من الجميع، فإننا لا نريد أن يسود وجهنا أم السواح الذين مافتئوا يتساءلون عن عذاري، وفي مخيلتهم عذاري القديمة التي كانت للجميع، فقيرهم وغنيهم، صغيرهم وكبيرهم، القريب منهم والبعيد، وفي كل الأوقات ليل نهار عذاري المتلألئة... فهكذا يطمح أن تكون عذاري الجديدة.

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1733 - الإثنين 04 يونيو 2007م الموافق 18 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً