العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ

الساحة «السائحة»!

تحاول أن تفهم، ما الذي يحدث في هذه الساحة السائحة؟ أحدهم يتهم أحد الأقسام الثقافية في صحيفة زميلة بأنه (أشبه بصفحات الراقصات)، فيما هو متورِّط بموقف لا أخلاقي؛ إذ تم ضبطه في إحدى المؤسسات الأهلية في مشهد أعتقد أنه سيظل عالقا في الذاكرة لسنوات! هو نفسه يتحامل على محرر له حضوره، بغض النظر عن أهميته، ليجد في ذلك الحضور مصدر إزعاج.

لست أدري. إذا كان الزهد في هذه الساحة، والكف عن التواصل معها تهمة، فكيف هو الحال مع التواصل في ظل أمراض معششة ونفسيات بلغت مابعد الدرك الأسفل من الخزي؟

مستشعرون لم يصدقوا أنهم كسروا جدار البيضة، وبعضهم على استعداد لاغتيال أخيه، عدا زميله، بممارسات لا أخلاقية. يطنب في تلقينك درسا في الأخلاق (يا أخي شوف أخلاقك ونفسيتك الرديئة التي لم تتورع عن التطاول وطعن زميل كتابة... وهو طعن من العيار الثقيل).

أفضل شئ ألا تحاول فهم هذه الساحة بمتوهميها وشواذها ولا أخلاقيتها ومرضاها والذين تيقنوا أنهم في الذروة من النص، فيما هم في الدرك الأسفل من وهمه، عدا افتقادهم إلى الأدنى من الأخلاقيات!

***

كنت دائما أنحاز - ولا أزال - للأصوات الشعرية الشابة، لكن بعض تلك الأصوات بمجرد أن يتحقق له حلم طباعة إصدار، أو تصدُّر منصة لا يحضرها إلا الممعنون في الفراغ، يبدأ بإلقاء مواعظه وتنظيراته، في وقت استنفذ فيه أخلاقياته. لكأن تلك التنظيرات الساذجة والمنفلتة تعبير حقيقي عن عراءٍ هم مكشوفون فيه!

***

النَّوَاب ومسْرحة الموت/الحياة

لا شاعر في واقع العرب اليوم استطاع أن يوقظ فينا مشاعرنا المنفلتة. من «الريل وحمد» كما فعل مظفر النواب. شاعر يتقصَّى الحدود المسنَّنة. يبحث عنها كمن يبحث عن حتفه الذي فيه ولادته. تلك الطاقة الهائلة والمفزعة في مسْرحة الموت والحياة. الحركة والجمود. المركز والهامش. السيرة والمستقبل. كل ذلك يكشف عن وحشِ حس، ووحشِ لغة، ووحشِ استفزاز، ووحشِ حضور لا يجاريه فيه أحد.

الأبنودي وفشل التوبة

كان شاعرا حرا في أعمال تظل حاضرة في الذاكرة. أهمها «الموت على الإسفلت».

قامت قيامة جنرال عربي،بعد أن قرر محو دولة شقيقة من الخريطة، فوجد في ذلك استثمارا طويل الأمد، فجاء نص «الاستعمار العربي». جاء واحدا من أسوأ النصوص العامية واللاأخلاقية في تراث حضورنا الشعري والإنساني. نص مزايدة وشحاذة وتنطُّع واستثمار.

قرر التوبة من دون أن يعترف بفداحة أخطائه، فكان اختراع «الليلة المحمدية» بمشاركة عدد من الردَّاحين: المطربين العرب!، فكانت النتيجة أن الأخطاء تطاولت وامتدت وتراكمت.

الأبنودي: عملة بوجهين لمفهوم عامي: «إغنمْ زمانك»، بغض النظر عن الطريقة والمدخل.

***

أترصَّدُ الراياتِ

لا معنى هناك أردُّه

لفضاء قاموس ... وليل دراية

ملقى على أعباء مملكة من الأوهام...

«أحيا» «ميتا»

لأموت في صفتي: كلاما عابرا...

مذ كنت والدنيا على عَجَل

تشير إلىَّ:

لا تندمْ على موتاك

في الرحْب المضاء هناك

إذ يتبادلون كؤوسَ أصفاهم...

ولا تندمْ على قتلاك

في غُرَف لها صفة البداية

غير أن نهاية منها

تصير بداية أخرى...

أيا موتاي ... يا قتلاي

يا أحباب حدِّ الدمع

في ليل بهيم الروح...

العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً