العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ

الحوار الأمني في المنامة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يستعد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لعقد المؤتمر الخامس لـ «حوار المنامة» في الفترة الواقعة بين 12 و14 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهذا اللقاء السنوي يجمع المسئولين الأمنيين والعسكريين في دول المنطقة وفي الدول الأخرى التي تعتبر أمن الخليج جزءا لا يتجزأ من أمنها. وهذا يعني أن أميركا وأوروبا واليابان والصين والهند وأستراليا وغيرها من الدول تشارك بكبار المسئولين في أجهزتها الأمنية والاستخباراتية والعسكرية في حوار المنامة بهدف مناقشة الموضوعات التي يجب الالتفات إليها لتحقيق أمن دائم في الخليج.

المؤتمر يحتوي على بعض الجلسات العلنية، وجلسات أخرى مغلقة، إضافة إلى اجتماعات ثنائية وخاصة بين الأطراف المشتركة وتلك التي تود تطوير العلاقات في المجالات الاستراتيجية. ولأن المؤتمر لا يحمل الصِّفة الرسمية الإلزامية لمن يشارك فيه، فإنه يفسح المجال لتبادل الآراء والحوارات بشأن قضايا حساسة متعددة. وكانت لمشاركة دولة مثل إيران في السنوات الثلاث الأولى من انعقاد المؤتمر أهمية في تبادل الآراء مع الدول الأخرى، ولكن العام الماضي لم يشهد حضور أي مسئول إيراني، وذلك بسبب الظروف الصعبة آنذاك.

وعندما زار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني البحرين الشهر الماضي أشار إلى استعداده لحضور المؤتمر فيما لو وجهت إليه الدعوة، وكانت متناسبة مع جدول أعماله. وفيما لو شارك فإن ذلك سيساهم في إغناء الآراء بشأن مستقبل الترتيبات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة في ضوء التطورات في الوضع العراقي والأزمة المالية العالمية وتغيير الإدارة الأميركية التي من المتوقع أن تتبع نهجا واقعيّا بقيادة باراك أوباما.

البحرين تحتضن المؤتمر الأمني لمدة خمس سنوات حتى الآن، ومن المتوقع أن تستمر في احتضان المؤتمر حتى العام 2011، وهذه الرعاية بلاشك تكلف الدولة كثيرا نظرا إلى الاحتياطات الأمنية المطلوبة لاستضافة مثل هذا الاجتماع، ولكن من دون شك فإن البحرين استطاعت أن تجتذب إلى عاصمتها خبرات استراتيجية على مدى أيام المؤتمر، وهؤلاء من دون شك يضيفون قيمة نوعية إلى محتوى التفكير والطروحات المتداولة بشأن القضايا الأمنية والاستراتيجية.

إلا أن المثير أن السنوات الخمس الماضية لم تساهم إلى الآن في خلق قدرات محلية في هذا المجال الحيوي، إذ إن المعهد الدَّولي للدِّراسات الاستراتيجية يستخدم البحرين كمحطة فقط لعقد مثل هذا الاجتماع من دون أن تتطور العلاقة إلى تنمية الخبرات الفكرية البحرينية. والمعهد في سنته الأولى (قبل خمس سنوات) لم يسمح بحضور الإعلاميين البحرينيين (بينما سمح للإعلاميين الأجانب)، وهذا الوضع تغير في السنوات اللاحقة بعد أن كثرت الشكاوى. ولكن ما نود أن نحصل عليه بحرينيّا هو انتقال خبرات استراتيجية إلى البحرينيين، بحيث يمكن أن يكون لدينا بعد كل هذه السنوات من انعقاد القمة الأمنية استراتيجيون بحرينيون يشاركون في هذه الاجتماعات وفي كل الاجتماعات الدَّولية المماثلة بشكل فاعل ومؤثر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً