العدد 1754 - الإثنين 25 يونيو 2007م الموافق 09 جمادى الآخرة 1428هـ

إحموا أبناءكم من الوقوع فريسة للمخدرات ومروجيها

الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

وزير الداخلية

يصادف السادس والعشرون من شهر يونيو/ حزيران اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، هذا الخطر الذي يقلق المجتمعات الإنسانية بما يتركه من آثار سلبية على الافراد والمجتمعات، وما يخلفه من أضرار بشرية ومادية؛ حيث تؤدي إلى ظهور العديد من السلوكيات الاجتماعية السلبية التي من شأنها تعطيل القوى الشابة، فبدلا من أن تكون عناصر منتجة وفاعلة تصبح عبئا على المجتمع، وحالة تتطلب العلاج والمساعدة. وأمّا عن الأضرار المادية فهي تقود إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار الجريمة. ومن هنا جاء الاهتمام العالمي على مستوى الحكومات والمنظمات للتصدي لهذا الخطر، واتخاذ التدابير الفعالة للحيلولة دون انتشار المخدرات والعمل على تجفيف مصادرها، ومنع الاتجار بها، وملاحقة من يروّج لها أو من يتعاطاها. فلقد تعززت الإجراءات الوقائية والعلاجية من خلال سن القوانين الوطنية وتوقيع الاتفاقات، وإقرار المواثيق الدولية التي تحرم زراعتها والاتجار بها وترويجها وتعاطيها. حيث طوّرت دول العالم أساليب المكافحة وعززت الرقابة على المنافذ والحدود، ونشطت أجهزة المكافحة في الداخل وحققت نجاحات واسعة في الحد من انتشار هذه الآفة وحصر المتعاملين فيها والعمل على ضبطهم وتقديمهم للعدالة .

إن مملكة البحرين من الدول التي تتصدى لهذه الجريمة التي يتخذ مهربوها من أرض المملكة منطقة عبور، وتتعامل بمنتهى الحزم والشدة مع المتاجرين بها ومهربيها ومروجيها، وتتخذ من الإجراءات الفعالة للحد من انتشار هذا الخطر في المجتمع البحريني. فلقد دأبت وزارة الداخلية من خلال إدارة مكافحة المخدرات على التصدي لهذا الخطر، ومواصلة الجهد ليلا ونهارا من قبل فرق المكافحة التي تقف بالمرصاد لكل العابثين بحياة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، ولقد تمكنت وبحمد الله من ضبط كميات كبيرة من شتى أنواع المخدرات ، وقدّمت المخالفين إلى العدالة لينالوا جزاءهم. حيث تشير البيانات الاحصائية إلى أن عدد قضايا المخدرات قد بلغت العام 2006 « 719 « قضية ؛ مسجلة تراجعا مقداره «128» قضية عن عدد قضايا المخدرات العام 2005 والتي بلغت « 847 » . أمّا عن عدد الاشخاص المتورطين في قضايا المخدرات العام 2006 فقد بلغ « 1014 « شخصا بزيادة «17» شخصا عمن تم ضبطهم العام 2005 والبالغ عددهم «997» وسجل المنفذ البري أكبر عدد من القضايا المضبوطة في الفترة من العام 2003 ولغاية نهاية شهر مايو / أيار العام 2007 ؛ حيث بلغ عدد القضايا المضبوطة من هذا المنفذ «1693» قضية في حين بلغ عدد القضايا المضبوطة في مطار البحرين خلال تلك الفترة « 157 » قضية ، ولم تسجل المنافذ البحرية خلال تلك الفترة إلا ثلاث حالات فقط .

أمّا عن أعداد المتوفين نتيجة تعاطي الجرعات الزائدة من المواد المخدرة فقد سجلت حالات الوفاة ، تراجعا حيث كانت في العام 2004 «54» حالة وفاة ، وفي العام 2005 «41» حالة وفاة، وفي العام 2006 «35» حالة، وبلغ عدد الوفيات لنهاية شهر مايو من هذا العام «12» حالة ، وأمّا أعمار الاشخاص الذين تم ضبطهم فقد كانت أكثر الفئات العمرية هي من سن الشباب من 18 - 22 ؛ حيث بلغ عدد أفراد هذه الفئة «134» من مجموع ما تم ضبطهم والبالغ عددهم «409» وذلك خلال الفترة من 1 يناير/ كانون الثاني ولغاية نهاية شهر مايو من هذا العام .

وأما عن حجم الكميات المضبوطة هذا العام ولغاية شهر مايو فقد بلغت ما يقارب الطن من مادة الحشيش ، كما تم ضبط بعض المواد المخدرة بكميات محدودة مثل الهيروين والمرجوانا والكوكايين وبذور الخشخاش والأفيون، كما تمكنت الأجهزة المختصة من ضبط أنواع من المؤثرات العقلية كالحبوب. وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل ما تبذله إدارة مكافحة المخدرات من جهود حثيثة ومتابعة يقظة ودائمة، وتطوير وسائل الرقابة والكشف والمتابعة .

وقد عملت الوزارة بالتعاون مع الأجهزة المختصة لمعالجة حالات الإدمان ومساعدة المدمنين للتخلص من آثاره المدمرة. وفي مجال التوعية والتثقيف فقد أعدت الوزارة برامج عديدة وحملات توعوية للتنبيه إلى أخطار هذه الآفة وآثارها المدمرة .

إنّ الاعلان عن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات يشكل مناسبة لدعوة الآباء والأهالي لمراقبة سلوك الابناء حتى لايقعوا فريسة للمجرمين ومروجي هذه السموم، كما أنها مناشدة للأبناء أن يتجنبوا رفاق السوء والانجرار وراء السلوك السلبي الذي يؤدي إلى هلاك النفس وسوء المآل .

كما أنه يشكل مناسبة لتوجيه التحية والشكر والتقدير لضباط وأفراد إدارة مكافحة المخدرات على ما يبذلون من جهد وما يقدمون من تضحيات للتصدي لهذا الخطر وحماية المجتمع من شروره، وكذلك الشكر موصول لموظفي الجمارك والمنافذ الذين يقفون سدا منيعا لحماية المجتمع وأبنائنا وكذلك لدور رجال الدين ووسائل الإعلام ومساهمتهم الفعالة في نشر التوعية والثقافة والتنبيه على مخاطر المخدرات وكذلك ما تقوم به المؤسسات الشبابية في توجيه جيل الشباب الوجهة الصحيحة وتعمل على حمايتهم ودرء المخاطر عنهم ، وكل الشكر لجميع من يساهم في العمل على محاربة المخدرات ومكافحتها من مؤسسات رسمية وأهلية وأفراد.

وإننا في هذا البلد الطيب نجد من ديننا وقيمنا الأصيلة ما يعصمنا من الوقوع في هذا الخطر الغريب على مجتمعاتنا، وإننا جميعا مطالبون بالعمل المخلص الجاد لصلاح ديننا ودنيانا، وخدمة مملكتنا الحبيبة والسير على خطى قائد الوطن في نهج الاصلاح والتطوير .

حفظ الله وطننا ، ووقاه السوء وأبعد عن ابنائنا كل شر ومكروه، لننعم جميعا في ظل حضرة سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، وبدعم ومؤازرة الحكومة الرشيدة .

إقرأ أيضا لـ "الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة"

العدد 1754 - الإثنين 25 يونيو 2007م الموافق 09 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً