ودعت سباقات سيارات فورمولا 1 العالمية أمس الأول (الأحد) مضمار سباقات مانيي كور الفرنسي إلى الأبد بعد 17 عاما من التسابق هناك من دون أن تذرف الكثير من الدموع عليه. وقال بيرني إكليستون رئيس سباقات فورمولا 1 الذي لم يزعج نفسه حتى بحضور السباق الأخير على مانيي كور أمس الأول (الأحد) «إن مانيي كور ليس مكانا لسباقات فورمولا 1 «
بينما قال رئيس فريق تويوتا جون هويت «إننا مضطرون لقيادة سياراتنا هنا لان أصحاب الحقوق التجارية بالبطولة يريدون ذلك».
ولكن السائقين أنفسهم كانوا أكثر تعاطفا مع المضمار الفرنسي إذ قال السائق الألماني رالف شوماخر «إنه مكان جميل وهادئ هنا. ومن الجيد أنك تستطيع الاسترخاء. أشعر بالأسف لأننا لن نخوض أي سباقات هنا مجددا».
وأبدى بطل العالم الاسباني فيرناندو ألونسو تعجبه من إلغاء سباق مانيي كور بسبب موقعه في الوقت الذي يرحب فيه الجميع بالقيام برحلة جوية طويلة إلى سنغافورة إذ سيجرى في المستقبل سباقا ليليا هناك. وقال ألونسو «لا أعرف حقا ما هو الأفضل».
بدأ مشوار سباقات فورمولا -1 على المضمار الذي كان يطلق عليه في السابق»سيركوي دو نيفير» والذي يبعد 270 كيلومترا عن باريس وليون في العام 1991 عندما نقل إليه سباق الجائزة الكبرى الفرنسي الذي كان يجرى عادة بمضمار»لو كاستيليه» بعدما أصبح هذا الأخير غير مطابق للمواصفات الحديثة.
وكانت القوة المحركة التي أدت إلى إنشاء هذا المضمار الجديد هو عمدة مدينة نيفير آنذاك بيير بيريجوفوي الذي كان يأمل في دعم الاقتصاد الإقليمي بالمنطقة عن طريق إجراء سباق فورمولا 1 هناك.
ولكن ضعف البنية التحتية وانتشار الفنادق ذات المستوى المتدني إلى جانب موقع المنطقة عموما أدوا جميعا إلى نهاية عهد سباقات فورمولا -1 بمانيي كور.
وبذلك لن تستضيف فرنسا أي من سباقات فورمولا 1 على الإطلاق بالموسم المقبل. ومازال عليها أن تبحث عن مكان جديد لاستضافة سباق الجائزة الكبرى الفرنسي مستقبلا مع دخول سباقين جديدين على أجندة سباقات فورمولا-1 في سنغافورة وبلنسية إلى جانب سباق إيمولا الذي يرغب في استعادة مكانه على خريطة سباقات فورمولا -1. وربما يتقرر إجراء سباق الجائزة الكبرى الفرنسي بالقرب من باريس في المستقبل.
ولكن الجميع يتفقون عموما على أن فرنسا بلد مهم في عالم فورمولا 1 من الناحية التجارية إذ يتنافس بهذه الرياضة شركة رينو الفرنسية للسيارات والتي نجحت من خلال نجمها الاسباني السابق ألونسو في إحراز لقب بطولة العالم على مستوى السائقين والفرق في الموسمين الماضيين.
وقال رئيس فريق رينو فلافيو برياتوري «إن فرنسا واحدة من أهم البلدان الأوروبية. ومن المهم بالنسبة الى رينو أن تجرى سباقات هنا. ولا يهمنا أمر البنية التحتية».
من جهة أخرى أشار احد مسئولي حلبة «مانيي كور» الفرنسية المهددة بفقدان شرف تنظيم إحدى جولات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1، إن القيمين على الحلبة في جهوزية واستعداد لاستضافة سباق جائزة فرنسا الكبرى في 2008.
وقال المصدر في حديث إلى وكالة «فرانس برس» عقب نهاية سباق الأمس الذي أحرز فيه سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن المركز الأول، إن القيمين على الحلبة ينتظرون قرار الاتحاد الفرنسي لرياضة السيارات من اجل معرفة الخطوة المقبلة: «في حال واصل الاتحاد الفرنسي دوره التسويقي-التنظيمي للسباق، فإن المؤسسة المسئولة عن الحلبة ستبقي على ترشيحها في تنظيم سباق فرنسا».
وسبق أن أفادت تقارير أن سباق 2007 سيكون الأخير على حلبة «مانيي كور» لان الاتحاد الفرنسي لرياضة السيارات سيسحب طلبه بتنظيم السباق بسبب عدم تحقيقه الأرباح، في موازاة عدم الإقبال الجماهيري، ما دفع مالك الحقوق الحصرية لبطولة فورمولا 1 بيرني ايكليستون في مايو/ أيار الماضي إلى المجاهرة برفضه استضافة الحلبة الفرنسية لسباق آخر على رغم أن العقد بينهما يمتد حتى 2009، علما أن الأخير «يحلم» بحسب قوله بنقل سباق فرنسا الى العاصمة الفرنسية (باريس).
العدد 1761 - الإثنين 02 يوليو 2007م الموافق 16 جمادى الآخرة 1428هـ