العدد 1776 - الثلثاء 17 يوليو 2007م الموافق 02 رجب 1428هـ

«غوغلة» الأطباء

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

حتى وإن قسى الرأي العام أحيانا على الأطباء، حتى وإن تناولت الصحافة بعض أخطائهم، حتى وإن شكل البرلمان لجنة تحيق في أدائهم، حتى وإن دفع بعض المرضى ثمن إهمال بعضهم، حتى وإن حتى وإن إلى أن تنفذ حتى وأخواتها! يبقى الطبيب عنصرا لا يمكن الاستهانة بدوره المقدس، فوابل النقد اللاذع والموجع الذي يسقط على رؤوس الأطباء من جهاتهم الأربع لا يعني أنهم ليسوا أصحاب الفضل - بعد الله - في تسكين أوجاع الناس، وعودة بعضهم إلى الحياة بعدما هددهم شبح المرض بالموت، «ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا».

كنت شخصيا استخدمت قلمي أكثر من مرة ووجهت انتقادات للأطباء عبر الصحافة، وهو نقد لا يهدف إلى غير البناء والتطوير، وكثير من الأطباء كانوا يتقبلون ذلك بصدر رحب، إذ ينظرون إلى الرقابة بمختلف منابعها أنها مصدر تطوير، وأن من يراقبون هم شركاء مع الأطباء في مهمتهم المقدسة.

ولو قفزنا على ما يقال في الأطباء، لنستمع إلى ما يقوله الأطباء أنفسهم، والوضع الذي يعملون فيه، فسنجد أن وزارة الصحة تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية، وسنجد أن عالم الأطباء مليء بالاضطهاد، وأن أوضاع هذه الشريحة ليست كما يتخيلها الناس إطلاقا، وكما يقال «الاسم شايع والبطن جايع»! إلى درجة أن أحد المسئولين يتلذذ بتأخير ترقياتهم، ويتعمد حرمانهم من المكافآت التي يستحقونها، ويرتاح بتأخير ابتعاثهم إلى الخارج، ويستأنس بحرمانهم من العلاوات المطلوبة الاعتيادية، ومنها علاوة الخطورة.

لا أود سرد كل معاناتهم لأن الوزارة أدرى بها، وأود أن أهمس في أذن الوزارة بأن الأطباء هم ثروتها الحقيقية، وعدم الجدية في تحسين أوضاعهم يعني عدم الجدية في تحسين الوضع الصحي للمواطنين، وليت الوزارة تطلع على جزء يسير من أوضاع موظفي «غوغل» التي أصبحت من أكبر شركات العالم في غضون أقل من عشر سنوات بفضل اهتمامها «الخرافي» والذي هو فوق التصور بموظفيها.

في أحد المقالات المنشورة في موقع «غوغل» هناك شرح لأوضاع الموظفين، وهو وضع لا يخطر على قلب طبيب من الأطباء البحرينيين! ففي حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوافر جميع احتياجات الإنسان، إذ ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعما تقدم مختلف أنواع المأكولات للموظفين مجانا وطوال النهار، وفي حرم الشركة أيضا تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو وغيرها من وسائل الترفيه، كما تقدم «غوغل» خدمات الغسيل والكي مجانا للموظفين، وهناك حلاقون ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى مراكز لتعليم لغات أجنبية، كل ذلك ألا يستحق العمل من دون راتب؟ فليت وزارة الصحة «تغوغل» أطباءها في بعض أمورهم، بدلا من بهدلتهم في أمورهم كلها لترى النتائج بعد ذلك!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1776 - الثلثاء 17 يوليو 2007م الموافق 02 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً