إلى أي مدى تفرض على المعلم قوانين تحده من الإفراط في تهويل سلوكه ومعاملته القاسية تجاه الطالب؟ هل إلى حد الشتم والسخرية التي تقلل من مستوى الطالب وتؤثر بالتالي على روحه المعنوية ورغبته في مواصلة التعلم؟ أم أن اللجوء إلى الضرب والعنف هو السبيل الأنجع الذي اعتمدت عليه، ولأسف شديد، إحدى مربيات الفصل مع طالبة في مرحلة الثانوية لدى إحدى المدراس الواقعة في مدينة حمد... تفاصيل وقوع حادثة الضرب للطالبة يشهد عليها كل طالبات الفصل في مستوى الثاني الثانوي، إذ كانت المعلمة تسهب في شرح درس الرياضيات لكنها لمحت من بعد أن الطالبة المعنية تحرك رأسها نحو الكتاب وتفتحه بغرض الاطلاع عليه ومباشرة ومن دون سابق إنذار قامت المعلمة بالتوجه نحو مقعد الطالبة المعنيّة ورفعت كتاب المقرر ولكمته بها على وجهها... في تلك اللحظة وقفت الطالبة في سكون وصمت من هول الضربة ولم تعي ماحدث والذي يجعل المعلمة تتخذ قرار الضرب مع العلم أن ابنتي من الطالبات الخجولات والمتفوقات... جاءت إلى المنزل وهي في حال انهيار... مباشرة في اليوم ذاته توجهت إلى المدرسة لمقابلة المديرة والتحدث مع المعلمة المعنية لكن كل الذي حصلت عليه هو مكابرة المديرة التي رفضت حتى منحي فرصة للتكلم عن الموضوع بل طردتني من مكتبها بحجة أنها مشغولة وأوضحت «أنها لن تسمح لأي كان من أولياء الأمور بالتحدث مباشرة مع المعلمة المذكورة بل هي من ستبادر بالنقاش مع المعلمة»، وحينما قلت لها تكلمي معها وأنا سأخرج من المكتب، قالت لي: «ليس الآن حاليا مشغولة»، فاستدعت حارس الأمن وطلبت منه أن يوصلني إلى البوابة! هل هذا أسلوب تربوي نزيه تقابله تتعامل به المديرة مع وليّة أمر قلبها يعتصر ألما لما وقع من ظلمٍ على ابنتها؟ التي هي في الواقع فتاة مريضة إثر تعرضها لإصابة بالغة منذ طفولتها، ما انعكس سلبا على لياقتها وصحتها. ومازالت ملفات علاجها حتى هذا الوقت موجودة في أرشيف السلمانية التي تخضع بين الفينة والأخرى إلى جلسات علاج. وبالإضافة إلى ذلك هي من الطالبات المتفوقات، وفي آخر المطاف تقابل بلكمة قوية على رأسها.
لو كان تصرف المديرة لبق وفيه من الأسلوب اللطيف المستحسن ما يمتص غضبي لكان الأمر أهون عليّ، ولكنني قوبلت بالطرد. هل هذه تعتبر تربية يا وزارة التربية؟ أجيبوني... إذ تقدمت بشكايتي إليكم ولكن حتى الآن لم أستلم ردا شافيا منكم؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر
العدد 2264 - الأحد 16 نوفمبر 2008م الموافق 17 ذي القعدة 1429هـ
لاللظلم
اتقوا الله يامسلمين