العدد 1790 - الثلثاء 31 يوليو 2007م الموافق 16 رجب 1428هـ

مستقبل اليد عندكِ يا قرى

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أثبت منتخب المستقبل «الأحمر الصغير» أن كرة اليد ستكون على موعد مع أبطال جدد، ونحن نرى ما يسطره لاعبو منتخبنا لكرة اليد للناشئين في بطولة العالم المقامة حاليا في البحرين من إنجاز فريد ولو كان على مستوى الصغار، فإنه دليل على أن كرة اليد البحرينية ستؤول لا محال لأندية القرى التي بدأت تحصد ثمار نتاجها الصحيح وتكوين اللاعبين الأبطال، فمنتخب الناشئين يضم سلسلة طويلة من لاعبي القرى الذين سيكون له الكلمة العليا في المستقبل القريب لو تحققت المسببات التي تجعلنا نقول هذا الكلام.

نعم سيقول الكثير من الأندية الأبطال كالأهلي والنجمة أن القرى لم تحصد لحد الآن أية بطولة على مستوى الكبار فيما عدا ناد واحد فقط وهو باربار، سنقول نحن نعم، لكن هل ترى هذه الأندية أن مسابقات الفئات السنية تسيطر عليها أندية القرى فمن التضامن وباربار إلى الدير والاتفاق وتوبلي والقائمة لن تقتصر على هؤلاء بالتأكيد؛ لأن القرى أمست مصنعا يتخرّج منه اللاعبون الكبار.

دعونا نحلل ذلك، فالأهلي البطل يسعى جاهدا لضم الكثير من لاعبي أندية القرى، وهاهو النجمة كذلك، والسبب معروف، وهو أن أندية القرى أصبحت تنافس أندية المدن في جذب أفضل اللاعبين من قراها من دون أن تغادر هذه الخامات إلى الخارج، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فناد مثل الدير يعد من أفضل الأندية التي تولّد لاعبين قادرين على أن يكونوا في المنتخبات الوطنية، ولولا خروج حسين مدن وأخوه مهدي وغياب أكثر من لاعب لأسباب لكان الفريق ضمن أفضل الأندية التي تنافس على البطولات المحلية، لكن عدم قدرة هذه الأندية على الاحتفاظ بهؤلاء اللاعبين وسط إغراءات الأندية الكبيرة يجعلها سهلة المنال في المسابقات المحلية الكبيرة، على عكس المسابقات السنية التي تسيطر عليها أندية القرى، فمن دوري التجمّع الذي فاز به الدير إلى دوري الأشبال وكأسه الذي حققه نادي باربار، إلى دوري الناشئين وكأسه لصالح باربار، إلى كأس الشباب الذي حققه التضامن، أمست كفة القرى أكثر بكثير من انتصارات أندية المدن التي سيطر عليها الأهلي هذا الموسم في بطولة واحدة وهي دوري الشباب، وبالتالي النسبة هنا 6 إلى 1 وهي نسبة ليست بسيطة.

إذا لا نبالغ إن قلنا إنّ أندية القرى إن بقت تحارب في الحفاظ على لاعبيها أمام المغريات المادية الكبيرة التي تسوقها الأندية الكبيرة، فإنها ستسحب البساط من أندية المدن أجلا أم عاجلا، وستحقق البطولات الكبرى كما يحدث لنادي باربار الذي أبقى لاعبيه محليا بارباريين، ولذلك واصل الفريق مسيره نحو البطولات بعد أعوام من الإعداد القوي لجيل كامل، وما العدد الكبير من لاعبي منتخب الناشئين إلا دليل قاطع على أن لاعبي القرى إن حصلوا على الدعم الكافي من المؤسسة العامّة للشباب والرياضة المعنية بالأمر، فإنّ أحلامهم لن تتوقف إلا بتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز.

وارتد التجنيس على أعقابهم

انكشف الغطاء يا مؤسسة الرياضة فقولي الحقيقة، وما هروب لاعبين اثنين من عدد اللاعبين إلا دليل قاطع على أن التجنيس الخاطئ لن يفيد الوطن بقدر ما يضره، وما كشفه حارس نادي المحرق الوطني المغربي محسن بلحسن إلا نقطة في بحر مليء بالأسرار التي لو علم بها الجميع لقامت قيامتهم، وما كلامه إلا عجيب، فكيف بنا نقوم بالتجنيس لصالح ناد واحد فقط وهو المحرق.

هل يعتقد المعنيون في المؤسسة العامّة بأن التجنيس الخاطئ يعود بالفائدة على الوطن، يا ترى ما هي الفائدة عندما يخرج لاعب «مجنس» ليعترف بعد أن غدر به الوطن الجديد ويقول إنه واحد من مجموعة كبيرة تقوم المؤسسة بتجنيسهم لصالح نادي المحرق، وهو يؤكّد بنفسه أن التجنيس بهذه الطريقة الخاطئة ليست صحيحة بتاتا؛ لأنها لا تؤدي إلى الفائدة المرجوة منها.

هل يا ترى سنكتفي أو أننا سنبقى نواصل المسير في القفز على مواهب الوطن وبالتالي نواصل التجنيس وتغييب خامات البلد الصغير، وهل سيبقى المجلس الوطني ساكتا على ما يدور في خفايا الرياضة البحرينية من تدمير وتشويه لصورتها التي باتت تتعرض للسخرية، ولعلنا سمعنا معلق قناة الجزيرة الرياضية الإماراتي علي سعيد الكعبي وهو يتحدث بحرقة عن التجنيس الخاطئ في البحرين.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1790 - الثلثاء 31 يوليو 2007م الموافق 16 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً