العدد 1804 - الثلثاء 14 أغسطس 2007م الموافق 30 رجب 1428هـ

وجهك الآخر،، ننتظره

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لا يضيف المنساقون الجدد من نواب خط المعارضة لأحضان السلطة بدواعي مستجدات المرحلة وضروراتها شيئا جديدا لنا، في خطاباتهم، وفي طقوس «التكيف السياسي» الذي يحاولون الترويج له، والاحتماء خلف مقولاته واطلاقاته الكبرى.

وفي البحرين، التي تشرّب أبناؤها «السياسة»، و«التآمر» في السياسة، والتنازل في السياسة، والخداع في السياسة لا يبدو الرجوع لمصطلح «التكيّف السياسي» - الذي نشأ في السبعينات من القرن الماضي في أوربا (فرنسا) والولايات المتحدة - بالجديد، علما بأن «التكيّف السياسي» - أو «التكييف» السياسي - في حد ذاته، كان قد عُرف في السبعينات بأنه من البديهيات «الطبيعية» لا العلوم أو الأفكار السياسية الحديثة أصلا.

يقرأ البعض ضرورات «التكيّف السياسي» بأنها الطريق الأقصر للإنجازات ونيل الاستحقاقات، وهذا ما يتم ترويجه للضحك على الذقون ليس أكثر. أما بالنسبة لي - على الأقل - فأفضل أن أقرأ وأتفاعل مع التكيّف السياسي كما قرأه وتفاعل معه عالم الاجتماع السياسي جان ماري دانكان، حين تعامل معه وفهمه وتناوله بشكل مفرط. أشكل دانكان في كتابه «علم السياسة» على حجم التشويه ( التلفيق، الكذب، الظلم) ترويج القيم «مدفوعة الأجر» الذي يتم باسم السياسي، ونضيف لكم عليهما «التمكين السياسي» أيضا.

التكيّف السياسي الذي بدأ أميركيا على يد عالمي الاجتماع ايستون ودينيس كمشروع لتهيئة الأطفال الأميركيين على الدخول للعالم السياسي كان مكانه آنذاك ديمقراطية حقيقية، وأعتقد أن التذرع بالتكيف السياسي في البحرين نحو الخروج بالمزيد من التنازلات عن الحقوق الإنسانية للبحريني هو ما يشبه لعب الأطفال أمام «الكبار». يستطيع من يريد أن يتنازل عن كلماته «الرنانة» ومواقفه «البطولية» أن يتنازل ما خلا أن يحاول تمرير ما لا يمر على الناس.

لا يمكن لسعادة النائب أن يطلب من البحرينيين عبر خطاباته المتذاكية الانتقاص من حقوقهم واستحقاقاتهم في أي سياق من السياقات باسم التمكين السياسي أو مراعاة التوازنات وظروف المرحلة، على أن تلك التوازنات ومخططات التكيف لا تنتهي عند حد ولا تتوقف. وعليه، ننتظر أن تنتهي لعبة التكيّف أو أن يظهر بوضوح جلي وجه آخر نخشى أن نكون نحن الآن ننتظره، ونتوقع رؤيته.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1804 - الثلثاء 14 أغسطس 2007م الموافق 30 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً