العدد 1804 - الثلثاء 14 أغسطس 2007م الموافق 30 رجب 1428هـ

منشآت نموذجية في الخيال

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لم تلقَ الاهتمام المفروض من قبل المعنيين، وكأن هناك من يسعى إلى إيقاف مثل هذا التطور الذي سيكون بمثابة الفطرة النوعية في رياضة البحرين.

منشآت رياضية متهالكة، أندية نموذجية ضعيفة الإمكانات، مراكزُ شبابية فقيرة، أندية تعاني إهمالا واضحا ومقصودا، كلها أمور تحبط الإنسان البحريني الساعي إلى خير هذه البلد، غير أن آخرين لا يسعون نحو ذلك وإنما يحبون الخير لأنفسهم فقط.

ما بالنا ونحن في دولة تعد من أقوى البلدان المصدرة للنفط لا نملك حتى مدينة رياضية واحدة تحمل آمالا وتطلعات الرياضيين وتقفز بهم إلى المنافسة مع الجميع، حتى مدينة الشيخ خليفة الجديدة تكاد تكون منشأة قديمة لأننا قمنا بترميم ما يمكن ترميمه، وإعادة فقط ما عفا عليه الدهر.

ناديا الشباب والرفاع النموذجيان، منشأتان فقيرتان بكل ما تعني الكلمة، فأين وجه الشبهة بينهما وبين الرسومات والخرائط التي نشرتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة قبل البدء في بناء الناديين؟ أين التشابه إن قلنا إنهما نموذجيان مع أندية تلعب في الدرجة الثانية في قطر مثلا كالسيلية أو أم صلال الفريق الذي لم يكن معروفا من قبل أو الخليج السعودي أو الرائد وغيرها من أندية خليجية قريبة منا وليست بعيدة؟ إن الملاعب المزروعة المكتملة التي كانت مرسومة، أين المسابح؟ أين المنشأة المتكاملة التي نفخر من خلالها بأننا نمتلك ناديا نموذجيا بكل ما تعني الكلمة؟ إذا أين ذهبت الموازنة التي كانت مرصودة لعمل كل ذلك؟ بالتأكيد لا يمكننا التحدث عن أمور مثل هذه، وبالتالي هل يمكننا أن نسمي ناديي الشباب والرفاع نموذجيين؟ بالتأكيد تأتي الإجابة: لا.

استغرب جدا من تصريح سابق لممثل الاتحاد الدولي لكرة اليد عندما جاء ليشاهد منشآت البحرين استعدادا لبطولة كأس العالم للناشئين التي اختتمت منذ أسبوعين، عندما قال إنه أعجب جدا بالتطور اللافت للبنية التحتية للرياضة البحرينية، ولربما كان قصده دولة قطر وخصوصا أنه لا تفصلنا عن قطر إلا بضعة كيلومترات وأعتقد من خلالها الحبيب أنها البحرين، لا يا حبيبي هذه قطر وليست البحرين؛ لأن البحرين لا تملك منشأة نموذجية أصلا، حتى ناديا الأهلي والمحرق الناديان الوحيدان اللذان يملكان منشأة بها ملاعب واستاد ليست صالحة للعب وليست آمنة لإجراء المباريات الرسمية عليها كما في تصريح الإخوان في اتحاد الكرة سابقا.

أتذكر أن أحد المتابعين المستمرين للملاحق الرياضية علّق على موضوع المنشآت الرياضية البحرينية برسالة بعثها إلى «الوسط الرياضي» قال: «ألا يستحي من يفتخرون بتطور الرياضة في البحرين أن يروا أندية لا تجد لها ملاعبَ صالحة للتدريب؟ فذلك فريق سترة يشارك في الدرجة الأولى يتدرب على ملعب رملي يجاور شارعا رسميا، وذلك بطل كأس الملك نادي الشباب يتدرب على ملعب غباره يعمي أعين اللاعبين، وذلك لاعبو النويدرات الذين يلعبون من أجل المنافسة على كأس اتحاد السلة واللعب في المربع الذهبي يتدربون في صالة غير قانونية مربعة الشكل».

هذا الحديث يذكرنا بالمشكلات التي تعانيها أندية كثيرة تعرض لها «الوسط الرياضي» في صفحاته طوال الأيام القليلة الماضية، وتبيّن مدى الوضع السيئ الذي تعيشه رياضتنا البحرينية التي تحتاج إلى أكبر من ذلك للنهوض والدخول في مصاف المنافسين على البطولات الإقليمية والدولية، ونحن لا ينقصنا شيء، فلدينا الأموال ولدينا المواهب الوطنية الصادقة التي تسعى إلى حمل راية بلادها عالية، فمن ملاعب نادي مدينة عيسى إلى ملاعب بني جمرة، إلى صالة النويدرات وهناك الكثير.

ولكن على رغم أن منشأتي ناديي الرفاع والشباب ليستا بالشكل المطلوب، مازالت إدارة الناديين تنتظر بفارغ الصبر تسلمها مفاتيح المنشأتين، وكأننا لا نبني صالة وملعبا من دون مدرجات ومبانٍ إدارية وهذا لا يحتاج إلى كل هذه السنوات التي تصرف من خلالها كل هذه الأموال، فأين إذا التواريخ التي وضعتها المؤسسة للانتهاء؟ كان باستطاعة المعنيين أن يدخروا هذه الأموال التي تزيد بزيادة فترة البناء في بناء أندية شبه نموذجية للتضامن والنجمة وسترة وغيرها مما وضعتها المؤسسة ضمن خطتها في الكتيب الذي وزع قبل أشهر على الصحافيين بعد زيارة للمنشآت الرياضية.

نحتاج بالتالي إلى أن تكون الحكومة عند حسن الظن وتأخذ بإحدى مسئولياتها وهي الرقي بالرياضة البحرينية من خلال الرقي بمنشأتها، كما لا يجب أن ننسى دور مجلسي النواب والشورى والدور المنوط بهما في خدمة الشعب البحريني المحب للرياضة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1804 - الثلثاء 14 أغسطس 2007م الموافق 30 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً