واصلت القوات الأميركية والأفغانية أمس (الخميس) هجومها الواسع لليوم الرابع على التوالي على حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في جبال تورا بورا في شرق أفغانستان، من دون أن تعرف حصيلة العمليات أو الخسائر.

وتضم هذه الجبال القريبة جدا من الحدود الباكستانية عددا لا يحصى من الكهوف والانفاق التي حفرها «المجاهدون» في الثمانينات خلال قتالهم ضد القوات السوفياتية.

وشكلت الملجأ الأخير المعروف لأسامة بن لادن عندما قصفها الأميركيون في نهاية 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول.

وكشفت القوات الأميركية والأفغانية أمس الأول عن شن هجوم «جوي وبري»، من دون تقديم أي تفاصيل لأن الهجوم «لايزال مستمرا».

وأوضحت المتحدثة باسم القوات الأميركية في أفغانستان الكابتن فانيسا بومان لوكالة «فرانس برس» أن العملية تهدف إلى طرد عناصر «القاعدة» ومقاتلين إسلاميين آخرين يختبئون استعدادا للقتال في أنفاق تحت الأرض. وأشارت وسائل الإعلام الأفغانية الخميس إلى أن نحو خمسين من عناصر «طالبان» قتلوا خلال الهجوم، إلا أن حاكم ولاية ننغرهار محمد علي لم يؤكد هذه الأرقام، مشيرا إلى أنها «حتى الساعة مجرد شائعات».

وفرت نحو 200 إلى 250 عائلة من وادي تورا بورا في ولاية ننغرهار في اتجاه قرى أخرى. وكانت بومان ذكرت أن «القوات الأميركية والأفغانية هاجمت (القاعدة) ومتطرفين مسلحين آخرين في شرق أفغانستان» في عملية «جوية وبرية بمساندة أسلحة موجهة». وقالت «تم تحديد الأهداف بدقة من أجل تجنب إصابة المدنيين الأبرياء». وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال وحيد ارشاد «عززنا وجود قواتنا في المنطقة المواجهة لتورا بورا لأننا لا نريد أن يتمكن ناشط واحد من عبور الحدود». كما أعلن ارشاد عن مقتل ما لا يقل عن 10 متشددين على الحدود الباكستانية الأفغانية.

من جانب آخر قال مسئول إن المحادثات المباشرة استؤنفت أمس (الخميس) بين حركة «طالبان» وممثلي حكومة كوريا الجنوبية بشأن مصير 19 رهينة من كورية مازالوا في أيدي الحركة بعد تأخير لمدة يومين. وقال الوسيط الحاج ظاهر: «استؤنفت اللقاءات المباشرة بين مندوبي كل من «طالبان» والحكومة الكورية هذا الصباح في مقر الهلال الأحمر في غزني». وقال إن المباحثات استؤنفت في مكان اللقاء الأول نفسه الذي انتهى يوم الاثنين الماضي بعد إطلاق سراح رهينتين وصفت حالتهما الصحية بأنها ضعيفة.

ولم يتسن الاتصال بمسئولين أفغان أو متحدثين باسم «طالبان» للتأكد من استئناف المحادثات.