العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

آدم موريغان فنان «الصدمة» عرض لوحة بمليون جنيه

يأكل الحيوانات المدهوسة ويصنع من جلدها لوحات

يلجأ بعض الفنانين التشكيليين إلى تقنية الصدمة لخطف انتباه المتلقي، وزجه بأسرع وقت ممكن في أتون الحدث الفني النابع من القسوة أيا كان مصدرها. الفنان التشكيلي البريطاني آدم موريغان، الذي ذاع صيته أخيرا، وطبقت شهرته الآفاق البريطانية على الأقل، بعد معرضه السابق الذي انضوى تحت عنوان «الغفران والخلاص من الخطيئة» حيث عرض أعمالا فنية صادمة تقشعر لها الأبدان، بحسب النقاد البريطانيين. تقوم فكرة جل هذه الأعمال على حيوانات مدهوسة قتلتها السيارات على الطرق الداخلية والخارجية السريعة. وربما تأتي الصدمة من المصير المفجع الذي لاقته هذه الحيوانات الأليفة وبالذات السناجب والإوز والأرانب والزواحف والطيور.

ومع أن الفنان لم ينجُ من الضرائب الكبيرة التي تفرض على معارضه، إلا أن وتيرة أسعاره بدأت تتصاعد في شكل لافت، وقد سعّر لوحة» Mappi Mundi « بمليون جنيه إسترليني.

واللوحة التكوينية، إن صح التعبير، هي كولاج لمواد متعددة، لكن الثيمة الرئيسة فيها هي (بطتان صغيرتان مدهوستان على ناصية الطريق). وقد خاطهما موريغان معا بطريقة يعتقد أنها تعبيرية، ومثيرة للمشاعر الداخلية. وثبَّت هاتين البطتين على مشبك من أسلاك نحاسية، فيما يحيط هذا التكوين إطار جميل من الأبنوس.

ولا بد من الإشارة إلى أن اللقاءات الصحافية الرنانة لموريغان تساهم كثيرا في الدعاية لأعماله الفنية التي لا تتوافر على لمسات عبقرية. وبات معروفا أن موريغان يأكل لحم الحيوانات المدهوسة ثم يستعمل جلودها في أعماله الفنية. وقد صرّح مرة قائلا: «أنا آكل لحم الحيوانات المقتولة على الطرق. فالغُرَير له طعم لحم الخنزير، والسنجاب له طعم الجوز تماما». وحينما سئل عن سبب استفزاز المتلقين لأعماله الفنية الصادمة، وخصوصا أن جلودها لا تزال طرية، وغير مدبوغة قال: «أنا مولع بإثارة ردود فعل المتلقي فقط، أكثر مما تعنيني النقود نفسها». أما لوحته الفنية الثانية «الثعلب والأرنب البري» فقال عنها: «إن معظم الناس ينظرون إليها برعب، لكنها ليست أكثر من لوحة مثيرة للجدل تضع المشاهد في لحظة مواجهة» لأنه اعتاد أن يرى هذه الحيوانات الأليفة وهي تمرح وتلهو في الطبيعة، لا أن يراها مشبّكة على الأسلاك المعدنية.

يمتلك موريغان خطا هاتفيا مباشرا يتلقى فيه المكالمات السريعة التي تخبره فورا عن أماكن الحيوانات المقتولة توا أو التي «معستها» عجلات السيارات الكبيرة. لا يترك موريغان فرصة تمر من دون أن يردد جملة أثيرة لديه مفادها «أن الإنسان أصبح غريبا عن بيئته، ومغتربا عن عالم الطبيعة».

يقيم موريغان معرضا شخصيا جديدا بعنوان «استهلال» لخمسة أيام يبدأ في الثامن والعشرين من أغسطس/ آب الجاري ويستمر إلى الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل في مدينة كلوستر شاير التي تعرضت قبل أيام لفيضانات شديدة ربما يستثمرها موريغان لمصلحته الشخصية في الدعاية والترويج.

ولد آدم موريغان العام 1969 في ولتشير، بدأ تعلّمه الحقيقي، كما يدّعي، حينما غادر منزل أسرته في السادسة عشرة، وأصبح مشردا يتطفل على المنازل المهجورة في لندن. عمل دباغا سنوات طوالا، لكنه وجد ضالته في الرسم التكويني الذي يجمع بين مهن عدة في آن واحد. وقد ألهمته، بحسب ما يقول الطبيعة الباذخة، وحرضته على أن يكون فنانا ذا قدرة على الاستشعار والرصد والالتقاط. الفن في نظره تعبير عن الروح، وجزء من جماله هو استعارة للمخلوقات.

أقام آخر معرض له بعنوان «الفن لأجل الفن» وحقق في هذا المعرض شهرة واسعة وإن في المعنى السلبي، لكنه كشف في المقابل الطبيعة الحادة والجريئة لأعماله الفنية التي دفعت بشبكة الـ «بي بي سي» والـ «آي تي في» إلى إجراء مقابلات طويلة معه تحدث فيها عن تجربته الفنية المثيرة للمشاعر، الأمر الذي حرض الكثير من المشاهدين على متابعة مشروعه الفني الصادم.

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً