العدد 1820 - الخميس 30 أغسطس 2007م الموافق 16 شعبان 1428هـ

العرب ودخول العصر النووي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مطلع الأسبوع الماضي، أعلن وزير الكهرباء والطاقة اليمني أن شركات دولية متخصصة ستقوم ببناء مفاعل نووي في اليمن لاستخدامه في أغراض مدنية، حسبما نقلت وكالة أنباء (سبأ).

الوزير أضاف أن هذه الشركات «ستقوم ببناء المشروع الاستراتيجي للمفاعل النووي الذي تسعى اليمن لامتلاكه للأغراض السلمية المتمثلة بإنتاج الكهرباء»، وهي خطوة استباقية ذكية من اليمن لئلا يتم استنفار قوى الاستعمار العالمي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا العجوز والكيان الصهيوني... ضد المشروع اليمني الطموح وبالتالي إجهاضه، سواء عن طريق فرض عقوبات اقتصادية أو حصار بحري وجوي، أو ضربات جوية.

الوزير لم يكشف عن تفاصيل الخطة، وإنما اكتفى بالقول ان «الطاقة النووية توفر الحلول والمعالجات الاستراتيجية لأمن الطاقة مستقبلا». فنحن العرب قوم مسالمون، لا نحب الحروب، وكل ما نطمح إليه هو أن نعيش في أمن وأمان، فمن يضربنا على خدنا الأيمن ندير له خدّنا الأيسر، إثباتا لحسن النية والرغبة بالسلام العادل والشامل، خيارا استراتيجيا وحيدا للأمة العربية.

ولمزيد من التطمين، أكد الوزير أن الجدوى الاقتصادية في مقدمة مزايا التوجه الحكومي لتوليد الطاقة النووية السلمية، لكيلا يستغلها الكيان الصهيوني المتربص بالأمة، واتخاذها ذريعة للعدوان على اليمن، لتحطيم جميع ما تم انجازه تنمويا واقتصاديا وحضاريا وسياسيا، في عهد الرئيس.

ودفعا للشكوك التي قد تطرحها جماعات ما يسمى بـ «أنصار البيئة» و»أحزاب الخضر» في الوطن العربي، التي من المتوقع أن تناهض هذا المشروع، قلّل الوزير من هذه المخاوف، مؤكدا أن المفاعلات النووية الجديدة «آمنة وتساعد على الحفاظ على البيئة بشكل عام».

المتابعون للأوضاع السياسية العربية، يعرفون ان هذه الخطوة الطبيعية تأتي في سياق ما يشهده العالم العربي من تقدم في مختلف المجالات، وخصوصا المجال العلمي وثورة المعلومات و»البيوتكنولوجي»، ما يحتّم على الزعماء أن يتخذوا هذا القرار الذي سينقل الدول العربية إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى. كما يعتبر خيارا لابد منه للعالم العربي، بعد أن شاهدنا جيراننا الأتراك والايرانيين والباكستانيين والهنود، كلهم لديهم مفاعلاتهم وتجاربهم وقدراتهم النووية، بينما بقينا نحن في خانة المتفرجين، وهو أمر لا يجوز أن يستمر بعد اليوم.

كما أن هذا القرار التاريخي، يأتي التزاما بالوعود التي قطعها الرئيس اليمني على نفسه في أول يوم من فتح باب الترشيح للانتخابات في يوليو/ تموز 2006، حين وعد شعبه بضرورة دخول العصر النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية لتوليد الكهرباء، ما شكّل عنصرا حاسما في تأييده من بين المرشحين الآخرين الذين كانوا يسعون إلى منافسته على مقعد الرئاسة، وفاتهم تضمين برنامجهم الانتخابي إشارة إلى هذا الخيار النووي.

سياسيا، سبق للرئيس اليمني الإعلان عن تأييده لحق إيران في الحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، وهو ما اعتبره المراقبون السياسيون موقفا متوازنا ويمهّد في الوقت نفسه إلى القبول الدولي لدخول اليمن العصر النووي بصورة سلسة. كما انه ناقش خلال زيارته إلى فرنسا في يونيو/ حزيران الماضي، مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي مسألة التعاون في إنتاج الطاقة النووية.

الحمد لله رب العالمين... لقد بدأنا ندخل العصر النووي، والبداية مع شراء واقتناء واستيراد المفاعلات النووية السلمية، من مصر وليبيا والأردن واليمن والجزائر. لقد انطلق المارد العربي النووي العظيم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1820 - الخميس 30 أغسطس 2007م الموافق 16 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً